Home»Régional»تواضع أديب وشاعر

تواضع أديب وشاعر

0
Shares
PinterestGoogle+

أحمد الجبلي
لا أدري كيف فعلت حتى بعثت بتلك الإشارة القبضة التي يخرج منها إبهام تدل على التزكية والقبول والتأييد في عالم التواصل الاجتماعي، ربما وطأت الزر الذي يدل عليها خطأ، أو أن ابني فعلها لأنني غالبا ما أترك جهازي بين يديه، تارة يلعب به، وتارة يشاهد رسوما يحبها، أيكون هو من أرسل الإشارة؟ أم أكون أنا ولكني لا أدري كيف ولا متى؟ المهم أن الإشارة قد خرجت ومن المستحيل استرجاعها أو سحبها أومحوها.
في غضون حوالي الساعتين، تصفحت صفحتي فوجدت ردا بنفس الإشارة من طرف الأستاذ الكبير والشاعر العالمي صاحب التحفة النادرة « المشكاة » التي تعنى بالأدب الإسلامي قديمه وحديثه، ومبدع « المتنبي في دراسات المستشرقين » وصاحب « مملكة الرماد » و »ثلاثية الغيب والشهادة » و دواوين أخرى ملتزمة رائعة تربو عن العشرين.
عندما رأيت رده بإشارة مماثلة، خجلت من نفسي، وقلت: كيف لي أن أرسل إشارة جافة، سواء بوعي مني أو دون وعي، تدل على قلة الحياء لأستاذي الكبير، الرجل الذي كتب فأبدع، وضرب بشعره الظالمين والطغاة فأوجع، الرجل المتواضع الذي ما زاده تواضعه إلا قيمة عند من يعرفه في هذا البلد أو خارجه، وهو عمدة من أعمدة الشعر العربي المعاصر.
في حقيقة الأمر، لم أكن أتوقع ردا منه، لأنه كبير وعالمي، وما ظننته سيلتفت لإشارة عابرة جافة من نكرة في العلم والأدب، ولكن يوشك أن يزول العجب إذا علمنا أن هذا الرجل العالم الأديب هو خريج مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: « من تواضع لله رفعه الله » والقائل: « إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد »، كما تتلمذ على أيدي الجيل القرآني الفريد، جيل الصحابة، عدول الأمة، وأئمة الهدى وحجج الدين، ونقلة الكتاب والسنة.
لا أحسبني في حاجة للقول بأن الأمر يتعلق بالشاعر الكبير حسن الأمراني، وذلك لأن القارئ بالإشارة يفهم، يفهم ما سلف ذكره من إنتاج أدبي كاف يدل عليه.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *