Home»Régional»المجلس العلمي المحلي بوجدة يفكر خارج الصندوق: تجهيز مكتبات مدارس جرادة وكنفوذه

المجلس العلمي المحلي بوجدة يفكر خارج الصندوق: تجهيز مكتبات مدارس جرادة وكنفوذه

0
Shares
PinterestGoogle+
 

أحمد الجبلي
في إطار دفع الشباب نحو الخير وتحصيل العلم حتى يكون قيمة مضافة لبلده، وخروجا عن المألوف، وعلى غرار ما فعله في كنفوذة، المجلس العلمي المحلي بوجدة يزمع على دعم كل ثانوية من ثانويات جرادة بما قدره مليون سنتيم من الكتب.
لم نكن نعتقد يوما أن المجالس العلمية يمكن أن تخرج عن أعمالها المألوفة وتتحول إلى دعم مؤسسات تابعة لجهات أخرى، ولكن بمجرد أن يعلم الإنسان أن المجلس العلمي المحلي بوجدة يرأسه مفكر إسلامي وعلامة من الطراز العالي، ومن العلماء العاملين الذين يأبهون بكل ما يقع في الأمة الإسلامية عموما وما يقع في المغرب تحديدا، حتى يزول اللبس والاستغراب، لأن العلامة مصطفى بن حمزة كان ولازال وسيبقى أكبر الداعمين للعلم وطلبته والتعليم وتلامذته، وهو الذي ما فتئ في كل دروسه ومحاضراته يحث على العلم والمعرفة ويبين خطورة الكسل والدعة والخمول على الدين والوطن.
إن هذه المبادرة الراشدة المتميزة والالتفاتة القيمة لدعم مكتبات الثانويات في مدينة جرادة تحديدا، لتنم عن وعي بالواقع أعقبه إسهام عملي بعيدا عن الخطابات الجوفاء والدعاوى التي لا تقدم ولا تؤخر، فالحديث عن نكبة المدينة وعن خبزها الأسود لا يجدي نفعا إن لم تتبعه مبادرات فعلية وإسهامات عملية وإلا كانت كمن فسر الماء بعد الجهد بالماء.
فإذا كانت الأمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها، فالعلامة مصطفى بن حمزة بهذه المبادرة فتح الحياة الحقيقية أمام أبناء جرادة لأن العلم حياة والجهل شقاء، والمعرفة هي البلسم الذي يداوي الجراح، وما بعدها كله خير ونماء وازدهار ينتفع به الفرد والوطن على السواء.
وكأني به يريد أن يقول لا توجد حضارة إلا انطلاقا من صفحات الكتاب، وما كانت ستكون لأمتنا مكانة بين الأمة، وما كان ليعلو كعبها عاليا في جميع العلوم أو أن تمارس الشهود الحضاري على باقي الأمم لولا « اقرأ » التي دلت على أن العلم أول الفروض أي هو قبل الصلاة والزكاة والحج.
وكأني به في خطابه الفعلي العملي لأبناء جرادة يردد قول صاحب مفتاح العلوم: اطلب العلم لا تضجرن في طلب فإن آفة طالب العلم أن يضجر ألا ترى الحبل بتكراره في الصخرة الصماء قد أثر.
أو قول الشاعر: تعلم فليس المرء يولد عالما وليس أخو علم كَمن هو جاهل. وإن كبير القوم لا علم عنده. صغير إذا التَفَت عليهِ الجحافل. وإنَّ صغيرَ القوم إن كان عالما كبيرٌ إذا رُدَّتْ إليهِ المحافل.
وكأني به يرشدهم إلى ما جعل بلاد الأندلس بلاد العلم والصناعات والتفوق في شتى المجالات وهو شعارهم: « لا يخلو بيت ولا دكان من مكتبة ولو كان دكان بائع الفحم »، أي لا تقدم ولا نمو بدون الكتاب بدون المعرفة بدون تقويس الظهور وتني الركب والاعتكاف وسهر الليالي طلبا للعلم.
حفظ الله علامتنا وجعله دائما وأبدا من أهل الخير والداعين إليه، ومن أهل العلم والحاثين عليه، وجعله كاشف ضوء يهدي الله به من انطفأت بصيرتهم فاستعدوا الأمة والدين إلى الرشد وسواء السبيل.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.