Home»Régional»ذاكرة مدينة وجدة المعرفية: من سراييفو إلى وجدة سنة 1931 – الحلقة 17

ذاكرة مدينة وجدة المعرفية: من سراييفو إلى وجدة سنة 1931 – الحلقة 17

3
Shares
PinterestGoogle+
 

بدر المقري

عرفت في حلقة من حلقات هذه السلسلة الخاصة بذاكرة مدينة وجدة المعرفية بالفقيه العلامة المجدد، سيدي محمد بن الحسن الحجوي (1874-1956) الذي عين سنة 1903 أمينا للديوانة ثم أضيف إليه وظيف مفتش الجيش المغربي المرابط بوجدة. فكان بهذه الصفة نائبا عن وزير المالية و وزير الدفاع، ثم عين نائبا سلطانيا بوجدة و مكلفا بتنظيم الجيش المغربي على الحدود. و توطدت علاقة الفقيه العلامة سيدي محمد بن الحسن الحجوي بوجدة من خلال حلقاته العلمية في الجامع الكبير و في المدرسة المرينية الملحقة به، ثم إشرافه على لجنة رعاية المدرسة الفرنسية العربية (سيدي زيان) ما بين 1907 و 1955. و يضاف إلى كل ذلك تدبيره عقاراته و حقوله.
و قد تفاخر سيدي محمد بن الحسن الحجوي عندما ترأس في أكتوبر 1931 اجتماعا للجنة رعاية المدرسة الفرنسية العربية (سيدي زيان) برسالة تقريظ لكتابه المشهور (الفكر السامي في تاريخ الفكر الإسلامي) بعثها إليه العلامة محمد توفيق أوكيتش، رئيس مشيخة علماء البوسنة و الهرسك و عضو المجلس الإسلامي الأعلى بسراييفو في ربيع 1931.
– نص الرسالة:
(بسم الله والحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله
إلى سعادة الفقيه الشهير و المؤرخ الفيلسوف الكبير…الأستاذ الشيخ سيدي محمد بن الحسن الحجوي، نفعنا الله بعلومه وأدام علاه.

تحية وسلاما، وبعد:
إنه ليسرني جدا أن أقدم إلى معاليكم أجمل التهاني بمناسبة صدور الجزء الثالث من تأليفكم القيم الذي أدرجتم فيه أنظاركم السامية عن تاريخ الفقه الإسلامي وتطوره.
كم كنا نحتاج إلى مثل هذا الكتاب الجليل، أيها الفقيه النبيل، وكم نفرح الآن بنيل المرام. كيف لا وقد انتظرنا انتظار الشمس بعد الغسق. فلا شك في أن اسمكم الغالي سيبقى مكتوبا بالذهب على صفحة تاريخنا العلمي في هذا العصر الذي أود أن أسميه عصر العناية بترقية علوم الشريعة السمحة، بعد توقفها الطويل.
ومما يزيدكم قدرا في نظري على سائر معاصريكم من علماء العالم الإسلامي هو منشؤكم من تلك البلاد المغربية التي نفتخر بها جميعا وبماضيها المجيد ونتمنى عز مستقبلها. فهي كانت يوما مع كل غربيتها من جهة الجغرافيا مشرق شموس الثقافة الإسلامية و العربية المنتشرة من شمال إفريقيا نحو أوربا. وبصفتي أوربيا ومسلما، فإنني أفتخر افتخارا خاصا بتلك الحقيقة التي لا نكير لها.
وأما كتابكم الجليل، فهل من سبيل لأن أمدحه ولو بكلمة واحدة؟
كلا، فهو المستغني عن كل مدح حيث أنه يمدح نفسه بمجرد قدره وقيمته، ولكنني أرجو من فضلكم السماح أن أترجم لكم إعجابي المفرط عن إصابتكم في تقسيم تاريخ الفقه الإسلامي وتطوره على أربعة أطوار: الطفولة والشباب والكهولة والهرم، غير أني أنتظر الجزء الرابع وقد عيل صبري أن أرى طريقا جعلتموه مؤيدا إلى تجديد الفقه الإسلامي وترقيته، لما أن تلك المسألة هي التي تهمني في هذا الزمان أكثر الهم. وأما العدالة والإنصاف في عرض المذاهب المختلفة ورجالها العظام وسلوككم طريق الحق والصواب، فكل هذه خصلة من الخصال التي زينت جميع كبار الفقهاء من أسلافنا العظام، وهي التي تجعلكم خير خلف لهم…
أدعو الله الكريم أن يجعلكم متبوعا في هذه السبيل من الكثير من شبان العالم الإسلامي، ولا سيما شباب بلادكم الطيبة… وأرجو أيها الأخ العزيز أن تتفضلوا بقبول فائق الاحترام…
في 20 من ذي الحجة 1349 هجرية \ 07 ماي 1931
محمد توفيق أوكيتش ).

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.