Home»Régional»مصلحة الحالة المدنية المركزية بوجدة إدارة نموذجية في خدمة المواطنين

مصلحة الحالة المدنية المركزية بوجدة إدارة نموذجية في خدمة المواطنين

1
Shares
PinterestGoogle+
 

الشائع في الشارع العام أن موظفي الإدارات العمومية كسالى بطاليون ولا يعملون، كل ما يجيدونه هو الفرار (والسليت)، وأنهم يتقاضون أجورا دون عمل، ويقضون كل أوقاتهم في حل ألغاز الشبكة والسودوكو، وأن الموظفات يقتلن أوقات عملهن في صناعة الأقمشة الصوفية بالمغازل السلكية استعدادا لفصل الشتاء، وربما منهن من تأتي بالكثير من الأعمال المنزلية لتنجزها في الإدارة كتنقية العدس وحب أرشاد والحلبة ما دام ليس في الإدارة عمل ولا شغل تقوم به.
فهل فعلا تعتبر الإدارة العمومية محضن البطاليين والخاملين والكسالى؟ وهل فعلا يمكث فيها الموظفون طيلة اليوم وهم يتبادلون ( الناب والقرناب) ويحملون في أيديهم كؤوس القهوة والشاي والسجائر أكثر مما يحملون أقلاما وأوراقا لخدمة المواطنين؟
إن في الغالب الأعم يكون مصدَرَ هذه الروايات والمحكيات مواطنون تعاملوا عن قرب مع الإدارات العمومية، ولم ترقهم سلوكيات شاذة صادرة عن موظف أو موظفين، ومهما كانت هذه السلوكيات، أكانت قانونية أو غير قانونية، توجيهية للمواطن أو ابتزازية وظالمة، فإن القاعدة تقول: « الشذوذ يزكي القاعدة » والشاذ لا يقاس عليه.

ولعل أفضل جواب عن الأسئلة المطروحة آنفا، هو أن نقدم أنموذجا عمليا من الإدارات التي تتعامل بشكل دائم ويومي مع المواطنين، وهي مصلحة الحالة المدنية المركزية بجماعة وجدة.

تعتبر هذه المصلحة بحق أنموذجا فريدا من نوعه في تقديم الخدمات، وحل الأزمات، وتفريج الكربات، وتيسير الأمور على المواطنين الذين يتعذر عليهم إيجاد حل قانوني لبعض القضايا الشائكة التي يعانون منها.

فترى موظفي هذه المصلحة يجتمعون .. يتباحثون .. يناقشون ويدخلون في غمار حوار قانوني مسطري هستيري تتضارب فيه الآراء أحيانا، وتختلف وجهات النظر حوله، وكل ذلك من أجل إيجاد مخرج قانوني في ظل قراءة صحيحة للنص واستكشاف المقاصد الكبرى التي جاء المشرع المغربي ليعالجها، حتى لا تتعثر قضايا المواطنين، فتكون النتيجة هي الوصول لقراءة صحيحة تنسجم مع طبيعة الوضعية المدروسة، بعد النظر في ظروفها وملابساتها وخصوصياتها، وبعد تقليبها على جميع أَوْجُهِهَا،  وتكون النتيجة هي المخرج القانوني الأنسب للنازلة كاجتهاد منطقي دون خروج عن النص والمرامي التي يرمي إليها المشرع من خلال سن هذا  القانون.

إن العمل العظيم والاجتهاد الدائم الذي يتميز به موظفو هذه المصلحة، ينبثق من الشعور بالمسؤولية والأخذ بعين الاعتبار للعبء الثقيل الملقى على رقابهم تجاه المواطنين، وخير دليل على ذلك هو الانضباط في الوقت والاستماتة في تقديم الخدمات من الثامنة والنصف إلى الرابعة والنصف تماما كما هو منصوص في القانون.  ومن عجائب الأمور أن موظفي هذه المصلحة لا يغادرونها أبدا حتى في منتصف النهار حيث أن الكثيرين منهم يتناولون وجبة الغداء داخل المصلحة حتى يكونوا قريبين من المواطنين وفي خدمتهم، وحتى يقدموا صورة بلادهم للأجانب في أجمل حلة وصفة تنسجم مع طبيعة المغاربة الأقحاح الأحرار الذين هم في خدمة بني جلدتهم وفي خدمة الأجنبي الذي يضطر للتردد على هذه المصلحة لكونها المصلحة الوحيدة التي تشهد على أنه ولد بهذه المدينة، وعاش بها يوم كان أحد ساكنيها تحت مسمى جاك أو بيير أو إسحاق أو سيمون.

لا يمكن إحصاء عدد الوثائق التي تخرج يوميا من هذه المصلحة، ولا عدد القضايا القانونية التي تعالج بسرعة فائقة، ولا عدد المراسلات التي تتجه شرقا وغربا سواء لقنصليات الدول الأجنبية، أو نحو مدن جميع الدول التي يقطن بها مغاربة، تيسيرا عليهم بتوفير مشقة السفر والتنقل والتعب والضنك الذي عادة ما يرافق التنقلات البعيدة والمضنية. كما لا يمكن الحديث عن عملية التنسيق الواسعة التي تقوم بها المصلحة بين جميع الملحقات الإدارية بالمدينة ومكتب الحالة المدنية بولاية الجهة وهي عملية تعتبر وحدها كافية لتجنيد فريق متكامل يتكفل بجمع الإحصائيات والمعطيات وتنظيمها وإرسالها حتى تصل إلى الجهة المعنية في أوقاتها المحددة.

عندما تدخل لهذه المصلحة فأول ما يثير انتباهك هو اصطفاف الموظفات والموظفين على مدار الشبابيك الدائرية وهم في انتظار من يتقدم إليهم من مواطنين، وكلهم ترحاب واستعداد لتقديم الخدمات وإنجاز الطلبات. وفي جانبها الأيسر تجد مكتب الرئيس، المكتب الذي يكاد لا يخلو من زوار ومواطنين وأجانب ..إنها إدارة لا تسمع فيها كلمات « حتى نهار الاثنين » أو » سير وجي حتى الأسبوع الماجي » أو « دير لوراق وسط لوراق وأرى الوراق » إنها إدارة يحق لنا أن نعتبرها أنموذجا للصدق في الخدمات حيث تقدم هذه الخدمات للمواطن دون ابتزاز أو رشوة  فلا وجود للرشوة بمختلف مسمياتها سواء سميت قهوة أو هدية أو تحت أي اسم كانت.

إن الحكم على الإدارات العمومية وموظفيها بشتى الأحكام القدحية المشينة وتضخيم ما يعاب فيها، رغم قلته، على حساب ما يَجْمُلُ فيها، على كثرته، هو حكم أملته العقلية السائدة التي من خصائصها التركيز على السلبيات، ولو كانت قليلة، والقيام بتفخيمها وتضخيمها حتى تصير كالشجرة التي تخفي الغابة، والتغاضي  عن الإيجابيات، ولو كانت كثيرة، وعدم التعرض لها سواء بالذكر أو الإشارة ولو من باب الإنصاف والموضوعية.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. متتبع .
    02/11/2018 at 11:50

    صرح المسؤول الاول ذات يوم ان من الموظفين من يشتغل 150 في المائة . ومنهم من يشتغل 100 في المائة . ومنهم من يشتغل 50/ 25/ 20/ او 0 في المائة وهذا موجود ولا يمكن إنكاره على الاطلاق . من يشتغل بجد فهو يأكل وأطفاله من عرق الجبين . وغير ذلك سوف يسأل عن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه –
    ذات يوم قصدت المصلحة المركزية من اجل انجاز شهادة الازدياد فقال لي الموظف بانه ذاهب للصلاة انتظرته بعد العودة من الصلاة فرمقته ببهو الجماعة بعد الصلاة ذهبت عنده فقلت له انتهيت بأدبي المعهود . فقال لي اني ذاهب للغداء اذهب عند البنات وللاسف الشديد أني أعرفه ولا مجال للاشهار به هنا و الله على ما أقول شهيد . فذهبت عند موظفة جزاها الله عني كل خير فانجزت لي شهادة الازدياد ووقعتها في حينها من هذا المنبر اشكرها جزيل الشكر . اما صاحبي فسقط من عيني ولا اقول له السلام الا اذا قاله هو فاردها عليها حتى لا أحاسب عليها .
    رحم الله العبد الذي يأكل من عرق جبينه بلارقيب ولا حسيب و لا مراقبة . ورحم الله الموظف الذي يعمل فوق طاقته خدمة للوطن والمواطن وما أكثرهم بلا قهوة ولا رشوة .
    هذا واغتنمها فرصة لاقول للمسؤول عن مقاطعة المدينة القديمة، يجب وضع موظفين رهن اشارة مكتب الحالة المدنية عند بداية الدخول المدرسي وقبل انجاز ملفات شهادة الباكالوريا للضغط الذي تعرفه هذه المقاطعة نظرا لكون جل التلاميذ قد ازدادوا بالمستشفى التابع لهذه المقاطعة وسجلوا بها تفاذا لكل ما من شانه .
    عندما يكتب اي موضوع يجب دكر السلبيات والايجابيات مع الاشارة الى التكوين والتكوين المستمر في مجال القوانين والمستجدات وكيفية استقبال المواطن وان يفرض ذلك على الموظفينالذين يتعاملون مع المواطن مباشرة وليس الانتقاء في التكوين كما تظهر بعض الفيديوهات المنشورة الذي تبتها المصلحة المعنية بالتكوين …
    اعتذر عن كثرت الثرثرة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.