Home»National»جرادة : الحراك والمقاطعة مطالب للإنصاف والعدالة الاجتماعية …

جرادة : الحراك والمقاطعة مطالب للإنصاف والعدالة الاجتماعية …

2
Shares
PinterestGoogle+
 

عندما خرج الناس في جرادة للاحتجاج وتبنو مطلب مقاطعة اداء فواتير الماء والكهرباء ومحاسبة المسؤولين عن افقار المدينة وبديل اقتصادي يحترم كرامة المواطن ، وهي ركائز اساسية وعقلانية رفعها شعب جرادة تتلخص في وقف استنزاف المواطن ولم تكن مقاطعة فواتير الماء والكهرباء الا نموذجا لرسالة وقف سرقة جيوب المغاربة ، لم يكن الهدف مطلب ريعي او استجدائي كما حاول البعض تصويره بقدر ما يتموقع داخل معادلة تربط بين الحق في كرامة الانسان من خلال الشغل الذي يضمن مورد عيش قار ، وباقي الحقوق والا يصبح ذلك مجرد نهب لجيوب المواطنين ، فالزيادات التي يتعرض لها المواطن لا يوازيها اجر قادر على امتصاص الزيادة حيث تتهاوى القدرة الشرائية للمواطن خصوصا الطبقة الوسطى ، وبالتالي المقاطعة هي فعل سياسي يستهدف معادلة اقتصادية يجب ان تتم وفق القواعد الديمقراطية التي تحترم كرامة المواطن ولا تحوله الى سلعة استهلاكية ، فاذا كان في اروبا تعطى للمواطن ما يضمن له العيش وما يضمن له الكرامة يتحول المواطن المغربي الى سلع استهلاكية متعددة وبالتالي مستعبدا بهذا المعنى ، ولقد لا حظنا كيف ان الحكومة فشلت الى حد الساعة  في انجاح ومأسسة حوار اجتماعي ما بعد 2011 اساسه ضمان الحق في العيش الكريم للمواطن الذي لم يعد قادرا على مواجهة التكاليف المعيشية بعد سيل من الزيادات ورفع منسوب الضرائب  ، وهدم الدعم الذي كان يقف عليه التضامن المجتمعي  ، وتمييع السياسية لصالح الشعبوية والديماغوجية والغوغائية وبالتالي تخريب وتعطيل ادوات الوساطة والمأسسة لصالح  » بلوكاج  » للمطالب ،  وفي غياب مجلس فاعل للمنافسة يفترض في دولة تدعي انها دستورية  وديمقراطية ان تعطى له آليات وامكانات لتنظيم السوق بما يحقق التوازن وضمان حق المواطن في العيش الكريم بالقدر الذي يعطي للاقتصاد المغربي المصداقية بعيدا عن ما يتسبب فيه من قهر اجتماعي من خلال الاحتكار والنفوذ السياسي ،  لهذا نلاحظ حركات من التحررالشعبي عندما يأخد الشعب المبادرة نحو المواجهة ، سواء من خلال الحراك الذي يسير نحو التوسع وباشكال مختلفة او المقاطعة التي لا يعلم احد حدودها علما انه يمكن ان تكون هناك بدائل اخرى لا يعرف احد شكلها وطبيعتها ، للأسف اي فعل احتجاجي يواجهه المسؤولون بمبررات في غالب تكون غير مقنعة وكل طرف يكيفها بالشكل الذي يخدمه ،  بينما الحقيقة الاقتصادية والاجتماعية بارزة بشكل كبير ، عندما يتحول المغاربة الى  » قطيع  » ومجموعة من  » المداويخ  » وان يتهموا في وطنيتهم ، المقاطعة التي استهدفت علامات تجارية معينة  كانت فعلا واعيا ووطنيا فهل كان المغاربة بلداء ليسعوا الى تخريب اقتصاد بلدهم ووطنهم بقدر ما كانت المقاطعة التي اختارت مدة زمنية معينة  لتكون رسالة الى  المسؤولين عندما استهدفت علامات تجارية لها أهميتها في معيشهم اليومي خصوصا الأطفال والرضع  وفي حركية تنقلاتهم حيث فئات اجتماعية من طلبة وموظفين وغيرهم انهكوا بارتفاع تكاليفها …

قراءة الرسالة واستيعاب محتواها كان يحتاج من المسؤولين اجوبة عقلانية ومقنعة ومؤسسة في اطار الأدوار التي تقوم بها كل جهة داخل الدولة لأن الشعب المغربي ليس كيان عبثي  يقدم على افعال لا واعية  نواجهه بالاستصغار والاحتقار والاعتقال والمحاصرة ، المفترض هو الانصات والاجابة  لاحتجاجه وتطلعاته ، فعندما خرج الناس في جرادة الى الاحتجاج بسلمية حاملين الأعلام والرموز الوطنية كان ذلك تعبيرا عن احتجاج واعي يتحرك داخل منطق الوطنية بمعنى بناء مغرب يقوم على وطنية حقة تضمن لكل المغاربة الكرامة والعدالة الاجتماعية وتجاوز كل التفاوتات المجالية والاجتماعية والبنيوية ، فهناك وعي مجتمعي يتبلور داخل مجموعة من المظاهر الاحتجاجية الشعبية ، للأسف لا زال في الطرف الآخر مسؤولون متخلفون في التعاطي مع الاحتجاج المجتمعي بمنطق التفهم والتجاوب التي تفرضه اللحظة ، وليس بالعنف والمحاصرة والاعتقال الذي حتما يقود الى المواجهة ، لم يكن من السهل على مدينة انتظرت بديل اقتصادي ل 20 سنة  وهي تتعرض للنهب والاستنزاف وابناؤها يعانون تحت صور من الاستغلال والموت الفظيع  الا يكون الاصرار على مطالبها ، ولم يفهم كيف رئيس الحكومة في جولته للمنطقة  الشرقية الا يزور مدينة تئن من وقع الكارثة بحراك اجتماعي لشهور عديدة مما شكل احساسا بالاهانة والاحتقار ما يمنه من ذلك حساباته السياسية مع خصومه لأن جرادة يسيرها خصم سياسي ، فتحول التدبير الى نوع من السياسوية المقيتة ، عوض ان يكون للسياسة منطق الانصات للمواطن   واختلطت على المواطن المفاهيم ولم يعد يثق في اي شيء ، وكما قالت مستشارة برلمانية : نعم يمكن ان يصاب المغاربة بالدوخة عندما يخرج وزراء في فاتح ماي يشتكون سياسة الحكومة ورئيس الحكومة داخل تجمع نقابي موالي لحزبه يرفع شعارات ضد  » الحكومة  » ، فلم يعد المواطن يفهم الحدود والأخلاق بين الحكومة والمعارضة ، والغريب عندما تتهم الدولة « جهات سياسية  » بادوار فيما وقع بجرادة فتلجأ الى اغراق السجون بقاصرين وطلبة لا يملكون اي انتماء سياسي حيث وجدوا انفسهم داخل معركة امام ابواب منازلهم ومؤسساتهم التعليمية ، وفي ساحة لعبهم  فاستفاقوا على وجودهم داخل السجون عوض ان يكونوا على مقاعد الدراسة وفي مراكز تكوينهم ، وحرموا من  حق اجراء امتحاناتهم او اتمام تكوينهم الذي كان سيكون مصدر عيشهم كحق تضمنه جميع التشريعات الحقوقية ، هذا الأمرالمؤلم في حق اطفال حالمين بمستقبل كريم في مدينة منهوكة  يسيئ الى المغرب حقوقيا واجتماعيا ، فما هي الصورة التي سيكونها قاصر حول وطنه الذي يحتجزه ، وما هي الأفكار التي تغرسها الدولة في ذهنه ، وما الجدوى من اعتقال قاصرين عندما تصبح مواجهة الاعتقال وقود يوقظ الحراك في اية لحظة ، ولماذا تحرق اكباد الأمهات في هذا الشهر الكريم ، لهذا هناك من برر المقاطعة  عبر وسائل التواصل الاجتماعي حينما لم تستطع الدولة التجاوب اقتصاديا واجتماعيا مع الحراكات واتجهت الى مقاربة امنية تمثلت في صور الاعتقالات اليومية والمتصاعدة  التي يتعرض لها المنادون بحقوقهم ، وعندما تحول اي فعل احتجاجي الى جريمة تواجه بالقمع والاعتقال ، تـُوج هذا بما قاله الناطق الرسمي باسم الحكومة من رغبة في تعديل للقوانين بهدف محاصرة المقاطعة كفعل احتجاجي بدعوى نشر اخبار زائفة … يظهر الهاجس الامني الذي يسكن عقل المسؤول هو الحل السحري بدل حلول عادلة وبلورة نموذج تنموي اقتصادي واجتماعي داخل بناء سياسي ديمقراطي … وقد تناولت مؤسسات اعلامية عالمية بالتحليل والتهكم تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة ، والحال ان دولا ديمقراطية مثل المانيا عرفت حالات من المقاطعة لبعض المواد ولم يحصل ان تمت معالجة المقاطعة بمقاربة امنية ، هذا التعاطي الامني بالشكل الذي نراه له كلفة كبيرة سياسيا واقتصاديا وحقوقيا  في غياب تواصل تنموي مبني على قواعد الديمقراطية والانصاف والعدالة الاجتماعية داخل منظومة قانونية وسياسية عادلة داخل دولة المؤسسات بما لهذه الكلمة من معنى  … فان مظاهر الرفض المجتمعي من خلال  مقاومة واعية متعددة الأشكال ستستمربتعابير يبدعها المواطنون المتضررون …

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.