Home»Régional»مذكرات استاذ متقاعد : من مأثورات ال البيت ببلدتنا

مذكرات استاذ متقاعد : من مأثورات ال البيت ببلدتنا

0
Shares
PinterestGoogle+
 

تعج بلدة ،،سيدي لحسن،، بأضرحة العديد من الأولياء الذين مازال بعضهم مقصدا لكثير من المريدين من داخل القبيلة وخارجها كما هو الحال مع ضريح ،، سيدي علي بن سامح،، دفين ،، المقام العلوي،، الذي يأتيه محبوه من مدينة جرسيف.
ومعلوم أن شرفاء عديدين يتعايشون مع أمازيغ البلدة منذ قرون عديدة حتى وصلت الروابط بينهم الى حد المصاهرة.
ويتوزع الشرفاء المقيمون بيننا الى سلالات متعددة، لعل اشهرهم ،، اولاد سيدي بالقاسم ازروال ، اولاد الشلح، البختاويون والبلغيثيون.
ظل الشرفاء يؤدون أدوارا هامة بين الأهالي، حيث كانوا على مر الزمان يخمدون نيران الصراعات التي تشتعل هنا وهناك، فيحول الشرفاء دون وصول المتنازعين الى التقاضي مستعملين سلطتهم المعنوية التي أذكر أنها كانت تحظى بما يليق من الاحترام خاصة حين يتم التدخل على أيدي اشخاص حباهم الله بكل ما يحمل على الوقار والتقدير.
لقد تجاوز دور الشرفاء رأب الصدع وإصلاح ذات البين بين المتخاصمين ليوفقوا بين المتزوجين وعلاج بعض الأمراض من خلال الرقية الشرعية وبعض الأدوية الطبيعية.
هذه أشياء وجدنا عليها اباءنا وعايشنا العديد من تجلياتها، لكن قضية اليوم التي تداولها الكبار من أهالينا ومن القبيلة عموما، ربما أصابت معظم المتتبعين بالاستغراب، حيث يتعذر عليهم تصديقها.
وحتى لا يفهم أحد أن أتبنى فكرا معينا، فإنني أورد القصة كما سمعتها من أشخاص ثقاة وعلى رأسهم من عاش الحدث كالمرحوم،، سعيد بن عمرو،،من اولاد أيوب الذي كان شاهدا وفاعلا فيما حصل.
كان لأولاد ،، أيوب،،أرض سقوية على ضفة،، الوادي الحي،،وبالضبط في المكان المعروف ب،،ثماسينت،،وكانت فيضانات النهر تحدث بها خرابا، حيث تجتث الاشجار وتنجرف التربة الثمينة مما يكلف الملاك خسائر سنوية تتطلب سنوات من العمل لتعويضها.
عندما بلغت مخلفات الفيضانات مستوى لا يطاق، قرر أصحاب الاراضي عرض النازلة على أحد الشرفاء البلغيثيين الذي كان لهم معه لقاء سنوي.
وهكذا وبينما كان الاحتفاء في اوجه بالضيف العزيز.إذ بادر بعضهم إلى وضعه في صورة ما يعانونه مع ،، فتوحات ،،النهر.
استمع الرجل لشكواهم، ثم رد بلباقة:
وماذا عساني أفعل أمام قوة الفيضان؟
لم يعر المحاورون هذا الرد اهتماما، وراحوا يلتمسون من الشريف أن يفعل شيئا ما، وهم واثقون من انه يستطيع ذلك.
عندما أيقن الشريف بأن هؤلاء مصرون على أن يتدخل،رد قائلا:
طيب، ما دمتم تصرون على أن اتحمل المسؤولية، فما هو المقابل؟
نخصص لك ثورا كل سنة.
هذا كثير.
ثلاث شياه إذن.
هذا كثير أيضا، فلتكن شاة واحدة نتواثق عليها.
تم الاتفاق ، وانطلق التنفيذ،حيث أمر الشريف بإحضار صخرة متوسطة الحجم تلا عليها شيئا من تعاويذه، ثم أمرهم بمواراتها في مرمى أمواج النهر خلال الفيضانات.
انفض الجمع، وفي موسم الأمطار ، لاحظ الملاك بأن النهر قد غير مساره الى غير رجعة مما سمح باستغلال كل المساحة التي كانت تحت رحمته.
اطمأن أهل الأرض،وظلت الاتفاقية سارية المفعول،وأصبحت الأرض المهددة بالأمس بعيدة عن متناول النهر الى درجة الاعتقاد بأنه صار من المستحيل أن يعاودها الخطر، وهو ما جعل المتعاقدين مع الشريف يخلون بالتزامهم السنوي.
عندما أحس الشريف بأن شركاءه قد تحللوا من بنود الاتفاق،انتهز فرصة احد اللقاءات السنوية للتذكير بالميثاق، لكنه لم يجادلهم طويلا في دواعي الإخلال، بل توجه نحو الصخرة ليحررها مما كانت منذورة له، وفي اول فيضان، فوجىء أهل الأرض بتجدد الكارثة:فقد ألحق الفيضان أضرارا أخطر من كل ما كان يحصل في الماضي، ولم تجد التوسلات في جبر خاطر الشريف !
لكل أن يؤول الرواية بما شاء، لكنني بالمقابل ، أطلب ممن سمعوا عنها أن يدلوا بروايتهم، لا سيما الإخوان أيناو، فلا شك ان والدهم الحاج -حفظه الله-يعرف الكثير من هذه الامور، وكان في موقع يسمح له بمعرفة كل القضايا الكبرى بالبلدة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.