Home»Régional»سلام عليك يا تويسيت 35

سلام عليك يا تويسيت 35

1
Shares
PinterestGoogle+

مرت السنين الطوال وقد رسمت في نفسي مرارة البعد عن منبت نبعتي,ولست الوحيد الدي استشعر هده الالام التي يولدها البعد,بل كل انسان يشعر بها,ويتوق الى العودة الى المكان الدي ترعرع فيه,وقضى فيه ايام طفولته مع الاقران من ابناء الحي او الدوار,فقد من الله وقضى بقدرته على عودتي بالقرب من قريتي التي رسمت فيها اروع لوحات الطفولة,وبالضبط بجماعة بني خالد التي تشبه طبيعتها وتضاريسها قرية الاجداد,خاصة وانا اتملى برؤية قمم جبالها الشاهقة,حيث يترااى من بعيد جبل المحصر,وجبل متسيلة,وعلى مقربة منهما جبل راس عصفور,فكلما تمليت بهاته الجبال الا واحسست براحة نفسية,وكانني بين دروبها وعلى خمائلها,بل اتدكر العابي ودراستي مع الصحاب في ايام طفولتي.

شاءت الاقدار ان ازور بلدتي مؤخرا,لاجدها مسربلة بلباس البياض الدي خلفته الثلوج المتهاطلة,هدا البياض الدي رجع بي الى ايام الطفولة الخالدة,ودكرني بجمع الحطب من قمة جبل غيران الفيجل,لمواجهة زمهرير البرد القارس,ودكرني ايضا بخروج اطفال الدوار مع شبابه في رحلات صيد,بحثا عن الارانب في خصر هدا الجبل,فقدكان الشباب يعلمون ان صيد الارانب سهل حين يغطي الثلج اراضي المنطقة,ومما اتدكره ان بعض الشباب كان يعلمون اماكن الارانب وجحورها حين يكون الجو صحوا,وكانوا يضعون علامات بالقرب منها,الى ان تتهاطل الثلوج بغزارة,فيتوجهون جماعات باتجاهها,وكنت في الكثير من الاحيان برفقتهم,وبالفعل كانوا يعودون بصيد ثمين,ولم اكن اعلم في سني المبكر اسباب ذلك,الى ان تعرفت على السر,فقد علمت ان الارانب لا يمكنها الركض بالسرعة المعروفة لديها في اراض مكسوة بالثلوج,ويمكن لاي شخص ان يمسكها بسهولة,وهو الامر الذي تفطن اليه شباب الدوار.

هاته الثلوج التي تهاطلت على بلدة تويسيت مؤخرا,زادت من رونقها وحبها,دروبها خاوية الا من الزوار,اما ساكنتها فاكتفوا بالبقاء امام المدفئات الحديدية,للاصطلاء والدفء من قساوة البرد,وكان تهاطل الثلوج امر معتاد لديهم,او كانهم يواجهون مصيرهم الممل,بحث عن المعادن في الكهوف والغيران المحفوفة بالمخاطر,او جلوس امام الدكاكين لاحتساء كؤوس الشاي المصنوع من لدن اصحابها,واغلبهم امتهن هاته المهنة,الا من بعض الخضارين والجزارين والبقالين,وكلهم ساخط على مهنته ومصيره,لان القرية خلت من اهلها ولم تعد مكتظة بالساكنة,كماكانت حين كانت مصانعها تستخرج كنوز ارضها,

ورغم ضنك المعيشة ,فان دروبها وخمائلها وجبالها,تغري بالعيش بين احضانها,لانها شاهدة على تاريخها الزاهي,الذي دفن مع رحيل الشركات عنها,

اما دوار الطفولة,موشوم في الذاكرة ابدالدهر,لانه سبيل الى تذكر الاهل والاحباب والصحاب,كانه بيضة في عش ابان تهاطل الثلوج,وجنة مخضرة تنوشها ازهار شقائق النعمان وازهار نبتة الجرجير ابان فصل الربيع,لكنها للاسف افتقرت الى ثغاء الخراف وخوار البقر في تلك الايام الخالية,حين كان الدوار يعج باهله وصبيته.

ما اروعك يا بلدة الاجداد,ما احلاك بفقرك وضنك عيشك,وما اروع رجالاتك الذين عرفوا بالكرم في السراءوالضراء,سيبقى تاريخك بهيا رغم خفوته برحيل الشركات الهادرة,

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *