Home»Régional»حكايا استاذ متقاعد ….قاهر الضباع

حكايا استاذ متقاعد ….قاهر الضباع

1
Shares
PinterestGoogle+
 

كان لغابة سيدي لحسن نصيبها الوافر من الحيوانات والوحيش الى حدود اواسط السبعينات من القرن الماضي حيث اختفى اخر الضباع بعدما تراجع الغطاء النباتي وتزايد عدد الساكنة.
لقد تعود أبناء البلدة على التعايش مع العديد من هذه الحيوانات ، وعرفوا الكثير من أسرارها، لكن الضبع ظل حيوانا مخيفا عبر الأجيال لما توارثناه عن شراسته وقدراته الخارقة على استمالة ضحاياه من البشر قبل افتراسها بوحشية.
وهكذا شاع بين الناس بأن الضبع يمتلك الى جانب قوة أنيابه قدرة على تخدير الإنسان الذي يبدي المقاومة من خلال إفراز رائحة كريهة تفقد الضحية التحكم في سلوكه ليصبح منقادا لرغبة مفترسه.
كانت الضباع تفد على بلدتنا قادمة من،، الظهرة،، حيث توجد الجحور والمغارات التي تقيم فيها.
ويعرف عن هذا الحيوان أنه يقطع مسافات طويلة خلال الليل قبل أن يعود إلى مقره بعد أن يجرب حظه في اقتناص فرائسه.
وإذا كان الضبع قد تمكن من غرس التوجس في نفوس السكان بخلاف الذئاب والرتوت على سبيل المثال، فإن جيراننا من،؛ أولاد سيدي علي،،كانوا يبحثون عن هذا الحيوان في كل مكان لتحويله الى وليمة يسيل لها اللعاب !
وعلى عكس من يعددون مخاطر الضباع، فإن هؤلاء الناس كانوا يعتبرونه مجرد جرو من الجراء التي لا تبدي أمامهم مقاومة تذكر.
ولكثرة ما يروى من حكايات حول قصص سكان،، الظهرة،، مع الضباع، فإنني أورد اليوم احدى هذه الحكايات التي كان بطلها هو المرحوم،، بوعمامة،،الذي يحتفظ الناس بمغامراته خاصة ايام المجاعة بفضل شجاعته وقدرته الاستثنائية على العدو.
خرج هذا الرجل الذي فارق الحياة منذ سنوات قليلة ذات يوم لاصطياد أحد الضباع الذي تم رصد جحره في مكان ما من أطراف الظهرة المترامية.
كان بصحبته رفيق ذو خبرة في مجال صيد الضباع والتعامل معها، إذ يحكى أن هؤلاء الأشخاص يخاطبون الضبع بأسلوب فيه كثير من الإغراء عندما يصبحون في باب جحره، فيبادر إلى مد قائمته الأمامية التي تقيد بإحكام ليتم اقتياده الى الخارج.
عندما وصل الصيادان الى باب المغارة ، رمقا بالداخل ضبعا ضخما يظهر هدوءا استثنائيا ربما كان بسبب صيد ثمين جعله في حالة شبع مؤقت تغنيه عن الرغبة في الافتراس.
كان من المتفق عليه أن يدخل،، بوعمامة،، إلى الجحر، بينما يظل رفيقه بالخارج حتى لا يفلت الحيوان من قبضتهما.
بعدما قدم ،، بوعمامة،، فروض الطاعة للحيوان الشرس واستسلم هذا الأخير لإغراءاته، تسلل الى الداخل ليجبره على الخروج.
ما كاد ،؛ بوعمامة،، يتخذ مكانه خلف الحيوان، حتى وجد نفسه أمام مفاجأة لا تخطر على البال:لقد خرجت من أحد جنبات الجحر حية ضخمة لم ير مثيلا لها من قبل وصار تحت رحمتها!
نادى رفيقه بالخارج ليهب لنجدته، لكنه امتنع ، بل ربما فكر في الهروب، فلما لم يعد بد من مواجهة الموقف، انتزع الرجل الشجاع سلهامه وغطى به الحية ثم استل خنجرا كان تحت أبطه وراح يسدد الضربات من خلال سلهامه حيثما اتفق الى أن أحس بأن الأفعى قد تم تحييدها.
بعدما تجاوز،، بوعمامة،، هذا الموقف الصعب، اوثق القائمة الخلفية للضبع بإحكام، ثم صار يخزه في خاصرته حتى أرغمه على الخروج.
هنأه رفيقه الجبان على السلامة، ثم اقتادا الحيوان الذي صنعا منه وليمة أصاب منها كل الجيران الذين لا يقاومون رائحة الشواء ولو كان القربان ضبعا!
رحم الله،، بوعمامة،، الذي بصم الحياة في ،، الظهرة ،،بما سجل من بطولات سبق أن عرضت لإحداها سابقا على أن أعود لأخرى عندما يشاء الله ذلك.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.