Home»Régional»ساكنة جرادة تقول : بديل اقتصادي في لافتاتنا وفي حناجرنا وفي قلوبنا .

ساكنة جرادة تقول : بديل اقتصادي في لافتاتنا وفي حناجرنا وفي قلوبنا .

1
Shares
PinterestGoogle+

اختار الحراك ان يكون اليوم 1 / 1 / 2018 بساحة الأمل ، وهي ساحة واسعة حيث كان الحي المغربي الذي كان عبارة عن اكبر تجمع عمالي سكنه  العاملون الكادحون المتزوجون وهو حي اجتمع فيه العمال القادمون من المدن البعيدة وبالخصوص من سوس وتازة ونواحي مراكش ودمنات … هذا الحي الذي ولد فيه العديد من ابناء العمال وقد قاسى فيه السكان مرارة العيش  حشرت فيه الأسر في مساكن ضيقة بلا بنية تحتية ولا شروط حياة كريمة …كان محاطا بسور طويل كما  لو انه كان سجنا كان يطلق عليه سور العار، لأن المسؤولين بنوه ليخفي القتامة والبؤس والشقاء ، اقيمت على انقاضه ساحة اختير لها اسم الأمل بعد الاغلاق تفاؤلا نحو الأمل ونحو عيش آخر ، ليس عيش الحصار والضيق الذي تربت فيه  الأجيال الأولى ، وهنا نصبت خيمة كبيرة ترأسها صاحب الجلالة محمد السادس لتقييم نتائج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية . التي اختارت جرادة حتى تكون المدينة نقطة انطلاق وان تسلط الأضواء على هذه المدينة ، وكم كان التفاؤل حينها كبيرا ، فلماذا لم يساير المسؤولون وطنيا ومحليا الارادة الملكية بالحجم المطلوب . ربما في هذا جواب لمن قال بتبخيس مجهودات الدولة ونحن نعلم ببعض المبادرات ، وتغافل بان البديل الاقتصادي كان اتفاقا والتزاما اخلاقيا على المسؤولين ان يسهروا على تنفيذه .

ساحة الأمل شاهدة على الخطابات الوهم المعسولة  التي كانت توزع من طرف الاحزاب السياسية  …  لهذا حال المحتجين يقول : وجب عليكم الابتعاد لقد تكلمتم كثيرا ، اتركونا نقول كلمتنا ، بالنشيد الوطني وبصور الملك  وبالأعلام الحمراء وبالوطنية الصادقة وبالعفوية التي نحملها في صدورنا ، نحن نقول كلامنا بلا سياسوية وبلا خداع وبلا نفاق وبلا استزاق … نقول نريد بديلا اقتصاديا يحفظ لنا كرامتنا .

اختيار ساحة الأمل لم يكن اعتباطيا خصوصا مع بداية سنة ميلادية قد تكون فاتحة وبداية نحو جرادة جديدة مفعمة بالأمل والتفاؤل نحو مستقبل آخر ينهي سنوات النسيان وسنوات التهميش وسنوات الحكرة التي استبدلت الحي المغربي باحياء عشوائية على جنبات المدينة حيث يرتع الفقر والبؤس وحيث لا يجد ابناء هذه الاحياء سوى  الآبار بحثا عن رغيف خبز اسود .  فبعض الابار لا تبعد عن الاحياء الا بأمتار قليلة على الخصوص  بحاسي بلال وبالغابة المجاورة ، سيما وأنه بعد التخلي عنها تصبح تهديدا يترصد السكان .

اليوم اجتمع السكان في الساحة ولعل الأعداد تحافظ على زخمها ان لم تتزايد اكثر  ، وربما سكان جرادة يؤكدون على استمرارهم في هذا الحراك من اجل غد افضل لا يمكن ان يتبلور الا من خلال بديل اقتصادي منشود ، الاحتجاج مستمر بالوان مختلفة بعد التوافد من جميع الاحياء وعبر الشعارات التي اصبح يتفنن الشباب في ابداعها ويتمثل هذا  في الاجابة عما يدور في الساحة .

هذا ولا تزال المسيرات المتوافدة من الأحواز مستمرة من بدوز b12 وهو حي عمالي هجره العمال سكنته اسر وافدة على المنطقة من مدن بعيدة ، ومنطقة مزغنان ، وحاسي بلال الذي لم يكن  سوى مجموعة من الأحياء التي اخذت اسماءها من مناطق توافد العمال ، واحياء عشوائية ومنها الحي غازي حيث كان يسكن الفقيدين .

يؤكد احد الشبان ان هذه الحركة هي حركة سلمية وواعية وليست حركة للأطفال كما ادعدت جهة معينة ، التي ما عليها الا ان تنظر صور وجوه الحاضرين التي نقلتها اغلب القنوات العالمية ، ويتساءل : هل تعرف الجهات المسؤولة عدد الايتام بالمدينة الذين فقدوا آباءهم في ابار الموت او بمرض السيليكوز  ، وهل ينتظر المسؤولون من اطفال اليوم من امثال ابناء الشهدين جدوان وحسين الذين غطت صورهم العالم ، الا يحق لأطفال جرادة ان لا يتضامنوا مع اطفال اليتم المغدورة ، لهذا ما كان للمسؤولين ان يجرحو ويبخسوا من حق الأطفال وان كان في ذلك بعض المزايدة ، لأن الحشود كانت من الشباب والنساء والشيوخ ، وهل ينتظر بعد مرور عشرين سنة سيقول هؤلاء الأطفال  للمسؤولين شكرا لكم لأن اباءنا ماتوا تحت الأرض وقد امتعتمونا يتما وبؤسا وفقرا  ، اليس هذا الحراك  من اجل ابناء الغد بعد ان اضاعت الدولة 20 سنة لم يتحقق فيها اي شيء ، لهذا نقول بانه لا بد من بديل اقتصادي ولا بد من ان يتوقف الموت المجاني، الموت الذي يسرق ابناء جرادة في ابشع الصور  ، هل ينتظر المسؤولون من اطفال اليوم ان يكون لهم نفس مصير آبائهم ، لهذا نعيد ونقول بانه على الدولة ان كانت دولة ديمقراطية دولة لكل المغاربة  ان تفكر في مستقبل ابنائها ، نحن لا نطالب بالرفاهية نحن فقط نطالب  بظروف تضمن لنا الكرامة والعيش  ، مدينة جرادة ليست مستعدة للقبول بجراح جديدة ، بل على الدولة نفسها الا تقبل بما يهين كرامة ابنائها ، فانت لا تستطيع ان تتخيل ما يقع في نفوس السكان من آباء واطفال واصدقاء حين يفقدون احدا منهم بهذه الطريقة التي تنزل على السكان كالصاعقة وحينما يتعلق الأمر باخوين ، لقد رابط الشباب والنساء والشابات والنساء والشيوخ تحت الصقيع في انتظار اخراج الجثتين ، وغامر الأصدقاء بحياتهم حتي يخرجوهم من تحت الردم ،  وما هو الشيء الذي جعلهم يصبرون على ذلك لولا جرح غائر في نفوس الناس ، كما لا يمكن ان تشعر بعمق الاحساس وانت تنظر الشباب الذي اصبح يموت بالسيليكوز موتا بطيئا من العذاب بلا تغطية صحية وبلا مورد للأبناء ، او اولئك المعطوبين الذين فقدوا القدرة على المشي واصبحوا يسولون الصدقات بعاهاتهم من اجل قوت ابنائهم ، وحينما تخرج المرأة لتلاقي نفس المصير في اوراش تنقية الفحم باجر يتراوح بين 40 و 50 درهما ، والأطفال المغدورون في طفولتهم مجبرون على اعتناق الفحم وهم صغار لمساعدة الأسرة … الألم كبير ولكن الأمل كبير ايضا  كبر هذه الساحة التي تجمع كل هذه الجموع ، وما على الدولة الا ان تتحمل مسؤوليتها نحو هذه المدينة ونحو هؤلاء المعذبون الذين يأتون ليس في جولة سياحية وهم يعانون من مشقة العودة الى منازلهم من اجل ان تصل الرسالة ومن اجل الأمل ومن اجل بديل اقتصادي سيظل هو العنوان العريض … في لافتاتنا وفي قلوبنا وفي حناجرنا … غدا ستقرع الطبول والطناجر لعل اصواتها تحرك شيئا في الآذان الصماء …

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *