Home»Régional»دور الإعلام في إصلاح المجتمع أو إفساده

دور الإعلام في إصلاح المجتمع أو إفساده

0
Shares
PinterestGoogle+

من المعلوم أن الإعلام في العصر الحديث هو نتيجة أشكال إعلامية قديمة عرفتها المجتمعات البشرية على اختلاف العصور. ولم يكن الإعلام في يوم من الأيام منذ أن اهتدى إليه الإنسان مجرد وسيلة لنقل الخبر فحسب ، بل كان دائما يستغل إما للإصلاح وإما للإفساد. فالإعلام عندما يكون في ملك الضمائر الميتة يصير وسيلة إفساد في الأرض، أما عندما يكون في ملك الضمائر الحية فإنه يصير وسيلة إصلاح.

ولما كانت الأخبار تشمل الصالح والطالح فإن التغطية الإعلامية لها تختلف حسب طبيعتها. فالخبر الطالح تقتضي تغطيته الإعلامية الكشف عنه بطريقة تنبه الرأي العام لما فيه من ضرر يلحق بالصالح العام، أما الخبر الصالح فتقتضي تغطيته الإعلامية الكشف عنه بطريقة مخالفة لبيان ما فيه من نفع يعود على الصالح العام.

ويختلف الناس حسب مستوياتهم ومشاربهم وحتى مصالحهم في تقييم التغطية الإعلامية للأخبار. فرب تغطية إعلامية لخبر ما يعتبرها البعض تشهيرا في حين تكون محاولة إصلاحية تعتمد أسلوب فضح العيب بغرض التنبيه إلى مساوئه. ورب تغطية إعلامية أخرى لخبر ما يعتبرها البعض إشهارا في حين تكون محاولة إصلاحية تعتمد أسلوب التعريف بالسجية بغرض التنبيه إلى محاسنها.

وقد يعمي التعصب بعض الأبصار أو بعض البصائر فتعمد إلى إدانة التغطية الإعلامية لبعض القضايا لمصلحة ضيقة على حساب المبدأ والفضيلة. وقد يرى البعض في الإعلام مجرد مطية تمتطى لتحقيق المآرب. فكم من مسئول فاشل التدبير سيء السمعة يلجأ إلى الإعلام المأجور للبحث عن سمعة مصطنعة لا تقوى على تضليل الرأي العام مهما حاول الإعلام المأجور تلميعها. ومن دأب وعادة المعتمدين على الإعلام المأجور للتغطية عن عيوبهم وتحويلها إلى بطولات وأمجاد أو على الأقل طمرها التقزز من الإعلام النزيه ، والتشكيك في مصداقيته ، واتهام الأقلام البعيدة عن المحاباة والتملق بالعدوان والوقاحة. وقد أضحكني تعليق أحدهم وقد غاضه الكشف عن سلوك شاذ لمسئول يتملقه بقوله : " لماذا تذكر فقط عيوب هذا المسئول ولا تذكر محاسنه ؟؟ " وكأن العيوب والمحاسن مطروحة في الطريق تكال للناس باعتباطية وعشوائية.

إن الإعلام عبارة عن مؤسسة تربوية إصلاحية ، وهو ضمير الأمة الناطق باسمها ، وصدق من سماه سلطة رابعة تقوم جنبا إلى جنب مع باقي السلط ، بل هو سلطة الشعب المقابلة لسلط الدولة. والدور الإصلاحي للإعلام يقتضي شجاعة أدبية نادرة أمام التهديدات التي تروم تعطيل المؤسسات الإعلامية النزيهة والمحترمة.

والمؤسف حقا أن تضيق بعض المنابر الإعلامية من بعض أقلامها الجريئة خوفا من عدوى تهم تلفقها جهات مغرضة لهذه الأقلام المقلقة لها ولمصالحها. والأشد أسفا أن تجعل هذه المنابر نفسها عرضة للريبة من خلال تنكب فضح الفضائح التي تفوح رائحتها الشيء الذي يكلفها مصداقيتها في نظر الرأي العام أمام صمت لا يحمد ويكون من سنخ الصمت الشيطان الأخرس.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. متتبع لوجدة سيتي
    17/06/2008 at 13:06

    من حيث المبدا يضمن الدستور المغربي لجميع المواطنين حرية الراي وحرية التعبير بجميع الاشكال ولا يمكن ان يضع خج لممارسة هذه الحريات الا بمقتضى القانون. -الفصل9 من الدستور.
    -لمختلف وسائل الاعلام الحق في الوصول الى مصادر الخبر , والحصول غلى المعلومات من محتلف مصادرها ما لم تكن هذه المعلومات سرية بمقتضى القانون. – ظهير الحريات العامة1958
    – تمارس هذه الحريات في اطار مبادئ الدستور و ااحكام القانون واخلاقيات المهنة.- قانون الصحافة 2002 . اولا يجب التمييز بين الاعلامي المهني وكاتب في قضايا اجتماعية و هي الحالة التي تنطبق عليكم من خلال ما تنشرونه بوجدة سيتي . وتحدث في المجتمع المحلي والوطني و العلمي وقائع لاتعد ولا تحصى ولكن ليست كلها قابلة لان تكون خبرا بالمواصفات الاعلامية, ثم ان الخبر واقعة وفي نفس الوقت صناعة اديولوجية وسياسية و دعائية توجه الراي العام وتكيفه بل وتتلاعب بالعقول فتجعل من الخبرالمركزي خبرا هامشيا والعكس صحيح . ثم ان الاعلام سلعة وتجارة يتوخى القائمون عليه تحقيق الربح . وعندما يلج الاعلام هذه الدوائر يفقد الكثير مما يخول له الدستور والقوانين ذات الصلة ويفقد الكثير من اسقلاليته لانه يصبح تحت رحمة اصحاب القرار والمصالح. وهذا يحدث حتى في اعرق الدول الديمقراطية قما بالك بالدول التي لازالت تتهجى ابجديات الديمقراطية.ومن ينتدب نفسه مصلحا عبر وسائل الاعلام تنطبق عليه نفس القوانين وان اخطا يقع تحت طائلتها ولا يشفع له كونه داعية اصلاح. وكما للصحافة مدونة اخلاقيات المهنة فان الدعوة للصلاح والارشاد هي ايضا لها اخلاقها وحدودها وادبياتها وعدة الداعية والمصلح والمرشد في ذلك التوجيهات القرانية والسيرة النبوية والائمة المفعمين بروح التقوى….

  2. اسليسلي
    18/06/2008 at 23:52

    لكن متى كان الإعلام مطية لسب الناس و التهجم عليهم ؟..مادمت تعرف ان الإعلام هو منبر للراي الحر فلماذا تتضايق من آراء الناس ؟

  3. مواطن يقظ
    18/06/2008 at 23:52

    لسنا بلداء حتى يخدعنا الإعلام الذي يدعي النزاهة و « الرأي و الرأي الآخر » و هو يشوه سمعة بلدنا بسلوكه السادي المنحاز لكل ما هو متخلف.
    و لسنا من البلادة بحيث نشتري « جريدة » لا تحمل من صفة العمل الصحفي إلا الكذب و التهريج و دغدغة عواطف القراء.
    نريد يا سيدي ، إعلاما يرى الحقيقة فينقلها كما هي ، و هو على يقين بأن القراء ليسوا أبقارا غبية تنقاد حيث قدتها.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *