Home»Régional»سلام عليك يا تويسيت 30

سلام عليك يا تويسيت 30

1
Shares
PinterestGoogle+

لمن يوجه العتاب يا ترى؟ لمن تشكوالامهات المكلومات وهن تتفتقدن ابناءهن في كهوف السراب؟ يوجه العتاب اليك يا بلدة الاجداد ,لولا جوفك الذي كان مليئا بنفيس المعادن,لما اغتر ابناؤك ليدخلوه بحثا عن بقاياه,وهم غافلون عن المخاطر التي تهدد حياتهم على حين غرة,وهم لا يدركون ان الشركات اغتنت في الماضي من جوفك,وارتحلت بطائل الاموال,وتركت الغيران والكهوف بدون حراسة تغري شبابك ليدخلها بحثا عن دريهمات,

قد يفلح بعضهم لاخراج كميات محدودة من معادنك,فيبيعها للمتهافتين على الغنى وتكديس الاموال في الابناك,وقد تلتهم الغيران بعضهم لتزهق ارواحهم البريئة تحت اكوام الاتربة والصخور.كما حدث مؤخرا في بلدة سيدي بوبكر,حيث ذهب ضحية سرابك الذي يغري الشباب بشراء السيارات,وشراء السكنيات,ودخول عالم الابناك,ذهب اثنان من خيرة شبابك,ذهب العزوزي وخدنه الذي نسيت اسمه,ذهب الشابان وهما لم يتجاوزا العقدين من العمر.غرهم سراب الاموال المتواجدة في بطنك المليء بالاهوال,ونسج الفقر اكفانهم تحت اتربتك في غياهب كهوفك.

اعتقد جازما انك تذرفين الدمع الساخن في صمت مهيب,لانك تغرين وتقتلين,اعطيت الغنى للدخلاء عليك من كل حدب وصوب,وتركت المقابر في احشائك لابنائك الفقراء,ففي كل مرة يخيم الحزن على ارضك الطاهرة,فيكثر العويل وراء نعوش ابنائك وهم يقادون الى مثواهم الاخير.

من يكفكف دمع الامهات؟ من يصد الشباب عن دخول غيرانك المليئة بالموت؟ من يغير سراب الغنى والسيارات والمساكن بالحلول الموضوعية التي تغير وجهة الشباب  من كهوف الموت نحو العيش الكريم؟

كل شيء فيك جميل رغم بساطته,خمائل لم تنس عهدها تجاه ابنائك,جبال راسيات تقف في شموخ حولك,كرم دافق من ابنائك رغم فقرهم وحاجتهم,لكن غيرانك وكهوفك افسدت هذا الجمال,لانها تبدل في كل حين تلك الطمانينة التي تفتقدها مدن وقرى عديدة,ليكثر العويل ويذرف الدمع في مقابرك,

انه عتاب من احد ابنائك,يحس لوعة اشد من لوعتك,وهو يرى اخوته يموتون من اجل السراب,امتهن مهنة التعليم على ارضك مع ثلة من اصدقائه المخلصين,ولكنه لم يستطع بمعيتهم انقاذ الجميع,وابعادهم عن كهوفك المميتة.

لا شك في ان الاخوة الاساتذة الذين مروا من ارضك الطيبة,يحسون بالمرارة حزنا على اطفال الامس الذي ابتلعتهم مغاورك,لانهم امتهنواافضل المهن,ليعلموا ويربوا,لكن اعينهم بصيرة وايديهم قصيرة,وقد انقذوا باخلاصهم العشرات الذين ولجوا عالم الوظيفة,وابتعدوا بفضلهم عن الكهوف المميتة,فلله درهم,ساذكر بعضهم,واستسمح عن نسيان بعضهم,

ساذكر الاستاذ لحميدي وابراهيمي والوازاني وصغير والربعي وزهور وكلثوم وبربار,هؤلاء من خيرة الاساتذة الذين ضحوا بشبابهم من اجل ابنائك,ونعم التضحية ونعم العمل الخالص ولهم الجزاء لا محالة عند ربهم.

ساختم مقالتي هاته بتقديم تعزيتي الى الاسر المكلومة,الى اسرة الاخ العزوزي والاخ قطاري واقول لهما: صبر جميل فلا راد لقضاء الله وانا لله وانا اليه راجعون

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *