Home»Régional»سلام عليك يا تويسيت 20

سلام عليك يا تويسيت 20

0
Shares
PinterestGoogle+

بعد انتقالي من مدينة زايو,الى مجموعة مدارس تيولي,كان لزاما علي ان اكتري بيتا لاسكن فيه وعائلتي,فلم اجد ذاك المبتغى بمدينة تويسيت,لان المنازل هناك كانت تباع ولا تكترى,ونفس الشيء سائد بقرية سيدي بوبكر المحاذية لتويسيت,لكن احد زملائي هناك منحني مسكنا كان في حوزته,فسكنت فيه وباشرت عملي بفرعية اولاد كاري وهي الفرعية التي تتواجد في الدوار الذي ترعرعت فيه,وكلي أمل ان اساعد ابناء دواري على النجاح في دراستهم,خاصة وان المستوى الذي اسند الي لتدريسه هو المستوى الخامس,والنجاح فيه يكون عبر امتحان سنوي,وكنت واثقا من مؤهلاتي خاصة وانني درست نفس المستوى بمدينة زايو,وتجاوزت نسبة نجاح تلاميذي 90 في المائة,ولا زلت اذكر فرحة اولياء المتعلمين هناك بهاته النتيجة المبهرة,وقد تلقيت تشجيعات متواصلة من رؤسائي هناك وعلى راسهم السيد المفتش الحسين العيساوي,الذي اصبح رئيسا لمصلحة الشؤون التربوية فيما بعد بنيابة جرادة.هذه النتيجة التي لم احققها في مهمتي الجديدة بدواري,لامور لا استطيع ان افصح عنها,رغم انني ااكد ان نتيجة تلاميذي كانت مبهرة في المادة التي درستها اياهم,وهذه النتيجة سر دفن مع احد الاصدقاء الذي درس معي بنفس الفرعية رحمه الله.

بقيت في تلك الفرعية لمدة 6 سنوات,وكنت ملزما ان اغير الاجواء مرة اخرى,لان اجواء العمل هناك كانت تصطدم بعراقيل جمة,اضافة الى البعد عن السكن والتنقل اليومي والمنطقة معروفة بقساوة طقسها خلال فصل الشتاء,وقد حققت مبتغاي في الموسم الدراسي1992 حيث انتقلت عبر الحركة الانتقالية باتجاه قرية سيدي بوبكر.

كانت الاجواء هناك تغري بالعمل المثمر,خاصة وان المجموعة المدرسية بهاته القرية كانت تضم اطرا تربوية لم ار مثلها في كل المناطق التي عملت بها,واتذكر منهم الاستاذ الجليل محمد لحميدي,والاستاذ يحي ابراهيمي,والاستاذ الحسن زليزل,والاستاذ دالي الوزاني,والاستاذ احمد بربار وغيرهم من الاطر التي ابلت البلاء الحسن في حقل التربية والتكوين.هناك طلبت من السيد مدير المجموعة ان يسند لي المستوى السادس,فكان لي ذلك,وقمت بواجبي على احسن وجه بمعية احد الاطر التربوية ذي الكفاءات العالية وهو الاستاذ عبد العزيز طاقي,فكانت نتائجنا مبهرة بشهادة الساكنة,ولعل اول من يشهد على حسن عملنا هم المتعلمون الذين اصبحوا اليوم رجالا,واصبحوا مهندسين ورجال تعليم,واطرا عالية في عالم الوظيفة,واحمد الله انني اتلقى اليوم منهم مكالمات هاتفية,كلها ثناء على عملي,واعتراف بالجميل,واصدق القارئ الكريم القول انني احس بالفرحة العارمة,وافتخر بما قدمت يداي في سبيل الناشئة,واحس كانني كلفت بسقي شجرة فاستطعت ان اعهدها بالعناية اللازمة حتى اينعت واثمرت.

كان هذا الاجتهاد في العمل,سبيلا لاحترامي الزائد من طرف الساكنة هناك,فشجعني على دخول عالم السياسة,وترشحت للانتخابات في سنة 1998,ونجحت بامتياز,ولم يكن هذا النجاح الكاسح صدفة بل هو اعتراف ضمني من الساكنة على اخلاصي في العمل.دخلت مبنى الجماعة القروية كمستشار جماعي,وقدمت بمعية المستشارين زملائي ما استطعنا تقديمه للجماعة,وعلمت ان عالم السياسة ليس هو عالم الوظيفة,وان عالم السياسة مشتل للانتقادات قد تكون في بعض الاحيان لاذعة,وبعد انتهاء المدة المقررة للمجالس في سنة 2003,ترشحت مرة اخرى للانتخابات المحلية,وقد غيرت الدائرة,لكن حدث ما لم اكن اتوقعه,دخلت على الخط ايادي متسخة,لتغير النتيجة,وما حز في نفسي ان الايادي المتسخة لطخت براءة تلاميذي الذين كانوا في سن لا يستطيعون تقدير محاسني عليهم,ولا استطيع ان اخوض في توضيحات اكثر,بل يمكن لهاته التوضيحات ان تشهد عليها موائد الايادي المتسخة بمنتجع السعيدية.

احسست بغبن لا يطاق,واحسست ان الاحسان حولته الايادي المتسخة الى شر,فقررت ان ابتعد الى وجهة اخرى,وكان لي ذلك في سنة 2007 حيث غيرت اجواء القسم باجواء الادارة التربوية,في مدرسة رغم كبرها ورغم الاكتظاظ بها,وهي مدرسة المختار السوسي بتاوريرت,وجدت فيها اخوة من الاطر التربوية,انسوني غدر احساني,فباشرت عملي,وساعدني اخوة في المستوى الرفيع على تخطي كل الصعاب,ولن انسى طبعا احسانهم علي ما دمت حيا,وهم الاستاذ الحسين الحنبالي,ومحمد بوصفري والاستاذة حسيسو وعبد الله عومو وحصحاص وبوزيان والاستاذة رابحي واوراغني والمرحوم حلوط,واستسمح على عدم ذكر الاخرين فهم كلهم بنفس المستوى ونفس الاحسان تجاهي.

انسوني غبنا كاسحا على جوانحي,وجعلوني بسماحتهم وحبهم ان انطلق في مزاولة عملي باخلاص وثبات,اما خارج اسوار المؤسسة فقد وجدت اخوة قل نظيرهم ولا باس ان اذكر منهم السيد المدير زروال لخضر ومحمد المهدي والاستاذ عزاوي ومولود بنموسى ومصطفى لقطيب,والاخ المتخلق  ابو حميد وعبد القادر حناش وغيرهم من الاخوة الافاضل.

كلهم اخوة لن ينسى فضلهم الا جاحد متنكر,ولعلي ذكرتهم بالاسماء لانني ساغادرهم في نهاية الموسم الدراسي باتجاه مديرية وجدة وبالضبط بمجموعة مدارس مصعب بن عمير,لكن حبهم لن ينزعه احد من جوانحي لانهم منحوني هذا الحب والتقدير قبل ان امنحه اياهم.

ولعل هذا الفراق المنتظر,لا يقل احساسه بالحرقة واللوعة عن ذاك الفراق الذي احسسته وانا افارق منبت نبعتي في صغري,قرية تويسيت الخالدة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *