Home»Enseignement»أكاديمية جهة الشرق بين الأمس واليوم

أكاديمية جهة الشرق بين الأمس واليوم

4
Shares
PinterestGoogle+

مدير أكاديمية جهة الشرق لا علاقة له بمجال التربية لا معرفيا ولا فكريا، لأنه ينتمي لمجال آخر ..؛   
عجبا من مدير أكاديمية جهة الشرق، لم يكلف نفس زيارة أطفال تحدي القراءة العربي، مفخرة مؤسساتنا التعليمية، وهم في غمرة المنافسات الجهوية؛
ما هي القيمة التي أضافها مدير الأكاديمية لقطاع التربية بجهة الشرق خلال ولايتين على رأس المرفق؛
أعتقد أن الحديث عن المدرسة العمومية يتطلب الكثير من الصدق، وإلا سوف نكون بصدد توزيع الوهم على الأجيال بتعاقبها، لأن التاريخ سيلفظ الكم المهمل من الأكاذيب والمغالطات، بل إن المفتري لا يذكره أحد، وإذا ذكر فللعبرة ممن أساؤوا للوطن وأبناء الشعب .. ليس هناك ما هو أكثر سوء من التواطئ على مصالح الأمة .. الفرق بيننا، نحن من نحب، وبين المسؤولين من طينة السوء، أننا لا نعرف غير الحب الذي هو سر استمرار هذا الكون .. الحب والجمال هما سر الخلق والإبداع .. من لا يحب يعتبر في عداد الآلات بدون مشاعر، فالمشاعر توجه نحو الجمال والخير .. فتجد الواحد من قوم « الآلات » ينعت مثل هذا الخطاب، خطاب الحب والجمال، بقول شاعر، عن جهالة طبعا، ومن فرط التصلب والتشنج ومن حيث لا يدري، أن الشعر أرقى كلام الحب والجمال، وبه ارتقت الأمم وخلدها شعراؤها ومبدعوها، وقد كان ميلاد شاعر بقبيلة ما يعد مفخرة لعمائرها وأوتادها بين بقية القبائل، لأن الشاعر سيخلد أمجادها في التاريخ، فالمتنبي نادرة زمانه، وأحد مفاخر الأدب العربي، ارتقى باللغة العربية فأضحى علم انتسابه للكوفة مسقط رأسه وللعرب جمعاء.
كان لابد من هذا الاستطراد، لأن طبيعة المسؤول بقطاع التربية الوطنية يشترط فيه أن يكون مفعما بالحب والجمال وإلا سيقع من ثقب شبكة التاريخ، ويكون مآله المياه العادمة les eaux usées، فقطاع التربية والتعليم يتميز عن غيره من القطاعات أن منه يتخرج الجميع، فهو بمثابة المشتل أو الحديقة الخلفية التي تنتج أطر هذا البلد الأمين، لأن التعامل فيه مع الأطفال .. فلذات أكبادنا التي تمشي على الأرض .. فمن لا يعي هذه القيمة أحرى له أن ينظر للمرآة ويسب ويشتم نفسه أو يحاكي حركات قرد « الحلقة » .. لأنه عندما تسند المسؤولية لمن لا يقدر الشق التربوي في منظومة التعليم فهو محشور في زمرة من تحولت مشاعرهم إلى ركام من الإسمنت والحديد، ناهيك عن المركبات والعقد التي يحملها معه من طفولته تتفاقم مع مرور الزمن لتشكل نقطة سواد تصبح نقمة وكراهية للآخرين، فالتحليل النفسي الذي جاء به فرويد شكل بحق نقطة تحول للتعامل مع البشر والمناهج النقدية الفلسفية والأدبية، إذ يسبر غور كل باطن ليكشف ركام الأمراض العالقة هناك .. وبالتالي فعملية اختيار المسؤول بهذا القطاع تحتاج إلى الكثير من الخصوصية والحيطة، ولنا بجهة الشرق مثال عن مسؤول لا علاقة له بمجال التربية لا معرفيا ولا فكريا، فهو قادم من تخصص آخر يهم البنايات، ممكن توظيفه في هذا الإطار للبنايات « وبس »، لأن أساس العملية التعليمية هو العمق التربوي الذي يوجه سفينة المنظومة، وهذا المر لن يتأتى إلا للراسخين في صلب منظومة التربية .. ممكن بناء جدراء مؤسسة وفق مواصفات هندسية معمارية، لكن المسؤول التربوي هو المؤهل للتفاعل مع شؤون هذه المؤسسة على مستوى الحياة المدرسية، لهذا عندما تقف على حصيلة أكاديمية جهة الشرق سوف تصاب بالصدمة الكبيرة، فلو تعلق الأمر بمسؤول تربوي ما كان ليتم حذف المكتب من فضاء الأكاديمية وتحويل محلها لقاعة اجتماعات لسنا في حاجة إليها، وللنظر أيضا شأن المكتبات بالمؤسسات التعليمية والقيمين عليها بجهة الشرق التي يزيد عدد مؤسساتها عن 800 بالأسلاك التعليمية الثلاثة وتغطيتها لا تتجاوز 60 مؤسسة لا تتوفر جميعها على قيمين، فالمكتبة داخل المؤسسة هي الفضاء الأمثل للمتعلم خلال أوقات فراغه أو غياب أحد أساتذته بدل الوقوف عند حائط المؤسسة، من هنا نتساءل عن اهتمام المدرسة العمومية بمجال القراءة باعتبارها نقطة الانطلاقة لجميع الأنشطة الموازية، ونذكر المشاركة المتواضعة لمؤسسات جهة الشرق في مشروع تحدي القراءة العربي التي لم تتجاوز 90 مؤسسة، وبالتالي عن أي رؤية استراتيجية يتحدث هؤلاء القوم، هناك أرقام يجب بلوغها على مستوى التعلمات والكفايات كي يتسنى التفكير في النهوض بالمدرسة العمومية.
من هذه الزاوية نتحدث عن المسؤول بقطاع التربية، وليس المسؤول الحكومي، لأن هذا الأخير مرتبط بموقع سياسي وفريق حكومي ووو، الحديث هنا عن المسؤول الجهوي الذي يعمل على تنزيل فحوى المنظومة على أرض الواقع، وأخص جهة الشرق دوما تجنبا للتعميم، وبالمناسبة فنحن لا نبخس بعض المسؤولين الإقليميين بالقطاع حقهم من خلال ما يبذلونه من جهد وخدمة للناشئة، خدمات وجبت الإشادة بها … فالمسؤول الجهوي هو الذي تقع على عاتقه مهمة تدبير الشأن التربوي والحياة المدرسية، وما أعتقد أن تدبيرها سيكون بالانطواء داخل المكتب المكيف والتعامل مع أوراق الإرسال، فلينظر لحال واجهات المؤسسات التعليمية التي تحولت إلى مواقف تبيت فيها السيارات وبجوارها باعة متجولون وركام زبالة …
إن عملية استئصال رجال ونساء التربية والتعليم من مواقع المسؤولية واستبدالهم بجيل من الشباب لا تربطهم صلة بالمنظومة التربوية والقطاع غير الراتب الشهري لن يخرج المدرس العمومية من حالة الهزال التي آلت إليها، بل سيصبح مجال التربية شأنه شأن قطاعات أخرى .. لكن ما عساني أقول غير استحضار المثل الشعبي: « للي ما اعرف حق الطير يشويه » …(يتبع)

 د. محمد حماس

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *