Home»Régional»سلام عليك يا تويسيت 15

سلام عليك يا تويسيت 15

0
Shares
PinterestGoogle+

كان الهدف الاسمى لاهل الدوار,هو حصول ابنهم على الشهادة الابتدائية,وقد ذكرت ان هذه الشهادة كان لها وزن انذاك,يضاهي الشواهد العليا في وقتنا الحاضر,لانها كانت تسهل مامورية الدخول الى عالم الوظيفة,هذا الامر جعل اهل الدوار يتابعون السير الدراسي لابنهم-رغم بساطتهم-.

ورغم صغرنا,كنا نعلم ان مثابرتنا واجتهادنا لتحقيق مبتغى الاباء والامهات امر لا مفر منه,وان موقعنا يتواجد بين مطرقة مبتغى الاباء وسندان الاساتذة الاجلاء الذين كانوا يعتبرون ان نتائج تلاميذهم شرف لهم ودليل على طول باعهم في حقل التربية والتكوين,ولا زلت اذكر المنافسة الشرسة بينهم على حصد افضل النتائج,خاصة في المستوى الخامس.

لا زلت اذكر صلابة الاستاذ المرحوم التوربي,وعدم تساهله مع المتهاونين من المتعلمين,ولا زلت اذكر غضبه الشديد على كل من لم يحفظ دروس التاريخ والقران الكريم,وقد حدث في احدى المرات انه طرح علينا سؤالا في مادة التاريخ,اربك حتى المتفوقين,وعوقب بسببه كل المتعلمين باستثنائي حيث اجبت,فكنت محط فخر بالنسبة لاستاذي رحمه الله,وكان من بين المعاقبين ابن عمي الذي كان يكبرني سنا,هذا العقاب جعله يفكر في طرق يبتعد بها عن المؤسسة,فاقترح علي ان نصعد في كل صباح الى جبل غيران الفيجل,لنظل هناك طوال اوقات الدراسة على ان نعود في المساء في اوقات الخروج منها,لنوهم الاباء على اننا كنا في المدرسة,ورغم انني كنت من المتفوقين ولا مشكل لدي في حفظ دروسي,الا انني طاوعته في فكرته نظرا لصغر سني.

طبقنا الخطة لما يقارب الاسبوع,وكانت المفاجأة حين اتصل مدير المؤسسة بوالدي الذي كان يعمل في شركة المناجم لتويسيت,فاخبره بالغياب,واستفسره عن المبررات,وطبعا لا وجود لها,وحين رجعنا في المساء حاصرني والدي بالاسئلة,فكانت الاجوبة كلها كذب وافتراء,ختمها والدي رحمه الله بعقاب شديد,لا زلت اذكره ,وفي الصباح الموالي صاحبنا الى ادارة المؤسسة للاعتذار,وكم كانت المفاجأة حين حضر الاستاذ الذي كنا نخاف من بطشه والذي لا وجود له,فعانقني رحمه الله,وطمانني انه بمثابة الاب لي,ولا يريد الا مصلحتي,بل شجعني امام المتعلمين,وغفر زلتي,فزاد حبه بين جوانحي,ولا زلت اعتبره من افضل اساتذتي الى يومنا هذا,واني لادعو له بالرحمة والمغفرة,وجازاه الله عنا كل خير .

كانت هذه الخطة التي اقترحها ابن عمي نقطة سوداء بما للكلمة من معنى,ولكنها كانت حافزا على حب المدرسة,ودافعا من دوافع الاجتهاد,وانتهى الموسم الدراسي بنجاحي,وكنت الوحيد في الدوار,فصرت كالكراز الذي يحس الزعامة في خمائل الدوار ومروجه,انتشي بقيمة النجاح على جنبات جبل غيران الفيجل,وفخرا لوالدي بين الساكنة.

ولم تعد وجبات الشاي البارد,والخبز اليابس,على جبل النفايات المعدنية سوى ذكريات حلوة رغم مرارتها,ولم تعد المسافات الطوال التي كنا نقطعها يوميا باتجاه المدرسة سوى خيال ,وظلت تويسيت كالقلعة الشامخة,حبها دافق بين الجوانح الى يومنا هذا,لن ينساها الا جاحد وناكر للخير.

واختم مقالتي في بلدة الاجداد بقول الشاعر:

 موطن الانسان ام فاذا///عقه الانسان يوما عق امه

لك الله يا بلدتي فقد كنت كالبقرة الحلوب,تدر الخير على اهلها,ولا زال من اسديت له الخير يدس لك حبا منقطع النظير في قلبه ما دام حيا يرزق.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *