Home»Enseignement»كيف نتواصل مع أبنائنا؟

كيف نتواصل مع أبنائنا؟

1
Shares
PinterestGoogle+

المديرية الإقليمية وجدة أنجاد: دورة تكوينية لفائدة أسرة التربية والتكوين حول موضوع : كيف نتواصل مع أبنائنا؟
نظمت المديرية الإقليمية للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بوجدة أنجاد دورة تكوينية حول موضوع كيف نتواصل مع أبنائنا؟
بتاريخ21 يناير2017 بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية وجدة على الساعة التاسعة والنصف صباحا ،بتنسيق مع ولاية جهة الشرق والمركب الجامعي لنقل التكنولوجيا والخبرة التابع لجامعة محمد الأول بوجدة  والتي أطرت من طرف الأستاذ زهير جلول الشرتي مرافق متخصص ومحاضر ومدرب في تنمية القدرات الذاتية ،وذلك لفائدة نسيج أسرة التربية والتكوين وجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ ومختلف الشركاء والمتدخلين في الحقل التربوي ،وتهدف هذه الدورة التدريبية إلى تطوير آليات التواصل مع الأبناء في الأسرة والمدرسة والمحيط ونهج طرق تربوية حديثة في الجانب التربوي والتعليمي .
افتتح اللقاء بكلمة السيد محمد زروقي المدير الإقليمي لمديرية وجدة أنجاد جاء فيها :

عاد طفل من مدرسته و في يده رسالة مغلقة طلب منه أستاذه أن يسلمها لأمه ولا يفتحها . دخل الطفل الصغير البيت وناول أمه الرسالة . قرأتها ثم نظرت اليه صامتة . سألها : ماذا كتب في الرسالة يا أمي؟
أجابت بثقة كبيرة رسمت خطوطها على محياها العطوف : تقول الرسالة :  >>ابنك عبقري, و مدرستنا متواضعة لا تليق به عليك تدريسه في البيت << .
فرح الطفل الذي لم يفتأ أساتذته في الفصل يصفونه بالمشوش وغريب الطباع وقد أعزى وصفهم – بما سمع من أمه الى عبقريته الزائدة ، ولم يذهب الى المدرسة منذ ذلك الحين لتتولى أمه تدريسه في البيت .
و مضت الأيام وبعدها سنون ،ليعثر الطفل ضمن ما تركت أمه الراحلة من ذكراها الطيب في نفسه ،وقد فارقته الى دار البقاء ،رسالة المدرسة. فتحها ليجد فيها :
>> ابنك غبي جدا . ولا يمكن تدريسه. وسيمنع اعتبارا من يوم الغد من دخول المدرسة << .
أجهش الطفل بداخل الرجل الذي أصبح الآن يافعا بالبكاء ،و كتب في دفتر مذكراته بمداد حفظه التاريخ في سجل العباقرة م العلماء : >>  كنت طفلا غبيا ،و صنعت مني أمي عبقريا <<
ذلك هو توماس أديسون ، الذي تحول من طفل غريب الأطوار غير قادر على مسايرة الدرس الى واحد من أشد المخترعين نبوغا . وأكثرهم تأثيرا في التطور العلمي ،و التفوق البشري ,وهو الذي ارتبط المصباح الكهربائي باسمه  وحصل على براءة الاختراع ليسبقه في اختراع لعبة الضوء والفونوغراف والصورة المتحركة والتلغراف وجهاز الإرسال الكربوني للهاتف و اختراعات أخرى لم يسبقه اليها أحد .
وظل العالم الذي امتد اسمه الى عصور تلت عصره، وفي ربوع غير الربوع التي نشأ و ترعرع فيها يقول : >> أمي هي التي صنعتني << .
عالم عبقري صنع بما أبدعت يداه تاريخا جديدا أثر على مسار الحياة البشرية عامة ،صنعته أم مدرسة للقراءة والأدب ،بما حمل فؤادها من قيم التربية بالمودة وحس التشجيع و التثبيت للعزائم لتنمية القدرات المتولدة .
فكيف نتواصل مع أبنائنا ؟
ذلك هو محور الدورة التكوينية الذي  استقر عزم المديرية الاقليمية للأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بوجدة أنجاد، بتنسيق تام مع ولاية جهة الشرق و المركب الجامعي لنقل التكنولوجيات و الخبرة التابع لجامعة محمد الأول بوجدة ،على اختياره لدورة تدريبية يتفضل مشكورا بتأطيرها الأستاذ زهير جلول الشرتي ،مرافق متخصص و محاضر مدرب في تنمية القدرات الذاتية ،يسلط من خلالها الضوء على جوانب من مفهوم الذات و تقديرها لدى الأطفال ،و أسس التربية بالمودة ،و تجليات النمو الحركي و المعرفي عند الأبناء وآليات التواصل معهم في إطار لباقة التدريب المطلوبة من الآباء و الأمهات ، مقدما لأسئلة و إجابات حول تتبع الجانب التربوي و التعليمي لدى الأطفال .
وإن المديرية الاقليمية إذ تستهدف من هذه الدورة التدريبية نسيج أسرة التربية و التكوين من أساتذة و متعلمين ، و أطر و مربين ،وأمهات و آباء و شركاء و متدخلين ،مراهنة على وضع قيمة التواصل مع الأبناء في الأسرة و المدرسة  و المحيط  موضع الدرس  والمباحثة ،لتستلهم بذلك الأبعاد الذكية للفكر المولوي السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده في الخطاب الذي ألقاه جلالته بمناسبة الذكرى الخامسة عشر لعيد العرش المجيد ،مقدما بذلك لأهمية الاستثمار في الرأسمال غير المادي باعتباره من أحدث المعايير المعتمدة دوليا لقياس القيمة الاجمالية للدول، يقول صاحب الجلالة حفظه الله :
>> و يرتكز هذا المعيار على احتساب المؤهلات ، التي لا يتم أخذها بعين الاعتبار من طرف المقاربات المالية التقليدية . و يتعلق الأمر هنا بقياس الرصيد التاريخي و الثقافي لأي بلد ،اضافة الى ما يتميز به من رأسمال بشري و اجتماعي ،و الثقة و الاستقرار وجودة المؤسسات،و الابتكار و البحث العلمي ، و الإبداع الثقافي و الغني،و جودة الحياة و البيئة و غيرها . فالأمن و الاستقرار  مثلا  هما أساس الانتاج و الثروة ،و الثقة و المصداقية هما عماد تحفيز الاستثمار << .
و تبقى الغاية من تثمين معيار القيم في مؤسسة الاستثمار نموذجا شاملا لأهمية القيمة في تربية الانسان ،طفلا كان في كنف الأسرة أم تلميذا في فصل الدراسة،أم مواطنا في نسق المجتمع .
ولقد راهنت وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني عبر محطات الإصلاح على ترسيخ القيم الدينية و الوطنية و الإنسانية  في تكوين الناشئة ، معززة مسارها في ذلك بتنزيل الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 التي تجعل الجوانب التربوية في صلب اهتمام المشاريع و التدابير ذات الأولوية . متوسلة بمخططات مركزية و جهوية و إقليمية تيسر سبل الإدراك و تعين عليه .
و لئن ظلت هذه الدورة التدريبية آلية ناجعة لترجمة جانب من جوانب التربية العلائقية القائمة على تغريز الثقة بوصفها تجليا ساميا من تجليات التواصل الناجع البناء , فإننا نرى في تقاطعات أهدافها المحورية مع مبتغيات مشاريع الرؤية الاستراتيجية للإصلاح دعامة نراهن من خلالها على تحقيق التقائية منشودة  بين مختلف المتدخلين في تربية الأبناء قائمة على أساس تكريس القيم لضمان شروط صحيحة للاستثمار في الطاقة البشرية بوصفها أساس التنمية والطاقة الحقيقية للأوطان .
و اننا لنتوجه بعبارات شكر خالصة لولاية جهة الشرق و جامعة محمد الأول و مركز الدراسات و البحوث الانسانية و الاجتماعية  على تنسيقها و دعمها القوي لتهيئ هذا اللقاء التربوي بامتياز بما  ينثني عليه من دلالات تنموية و اجتماعية و إنسانية عميقة ، شكرا مفعما بامتنان خاص للأستاذ زهير جلول الشرتي مؤطر الدورة التدريبية ، و تقدير مخصوص للسيدة رئيسة المركب الاجتماعي لنقل التكنولوجيات و الخبرة لما أبدته من حرص غيور على تعميم الاستفادة من الدورة المنظمة بحس عال و نكران ذات ، حاملين عنوان اعتزاز بمشاركة الحاضرات و الحاضرين على اختلاف مواقعهم و اقبالهم على معين ورش تربوي غايته المثلى وضع لبنة من لبنات البناء و النماء وراء القيادة الرشيدة لمولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس أدام على نصره و عزه .
وفقكم الله ,و السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته .

ثم تم تقديم المداخلة للأستاذ المحاضر والتي تميزت بالسلاسة والشروحات القيمة والمستفيضة والطرق الحديثة الكفيلة بتطوير القدرات الذاتية للفئات المستفيدة ،وفي نهاية الدورة التدريبية أقيم حفل شاي على شرف الحضور ،وتجدر الإشارة إلى أن المديرية الإقليمية عازمة على القيام بدورات تدريبية أخرى بغاية تطوير قدرات جل المتدخلين في العملية التعليمية التعلمية تماشيا مع ماتهدف إليه الرؤية الاستراتيجية 2015/2030
مكتب الاتصال بالمديرية الإقليمية وجدة أنجاد

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. رئيس جمعية أباء تلاميد ثانوية محمد بنعمارة.
    24/01/2017 at 18:13

    الدكتور محمد زروقي دائما متألق بأسلوبه القصصي الرائع وعبره التاريخية المعبرة.رمز العطاء و البدل و التضحية من اجل التربية و التعليم.

  2. عكاشة أبو حفصة .
    26/01/2017 at 23:27

    افتتح السيد المدير الاقليمي موضوع التساؤل عن كيفية التواصل مع الابناء ؟ ، مرتكزا في تدخله على الخطاب الملكي السامي الذي خلد الشعب المغربي فيه احتفاله بالذكرى الخامسة عشر لتربع صاحب الجلالة نصره الله على عرش أسلافه الميامين ، مقدما بذلك حفظه الله لأهمية الاستثمار في الرأسمال غير المادي باعتباره من أحدث المعايير المعتمدة دوليا لقياس القيمة الاجمالية للدول ،
    كيف نتواصل مع الابناء ؟ .
    من المواضيع الهامة التي تطرقت اليها المديرية الاقليمية للتربية والتعليم بمشاركة ولاية وجدة و عدد من الأطر لهم كلمتهم المسموعة في هذا المجال المتعلق بالتربية والتعليم والتواصل . لقد احترت من أين سأبدء هذا التعليق ؟ . هل من كيفية التواصل مع الأبناء كعنوان عريض يستحق أكثر من وقفة وأكثر من ندوة ؟ . أم من مقولة المخترع الكبير الذي قدم خدمة كبيرة للانسانية بعد اختراع الكهرباء توماس اديسون وما أدراكم ما اديسون والذي قال مقولته المشهورة  » أمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــي هي التي صنعتني  » .
    أنا دائما كأب مطلق أطرح على نفسي هذا السؤال دون أن أجد له جواب ، وهو كيف يمكن التواصل مع الأبناء فلذات الأكباد في ظل الحرمان من حق الزيارة . كيف أتواصل مع ابنتي هل اتواصل معها بالرسائل البريدية ؟، ولا ادري هل تتوصل بها أم لا ؟ في ظل عدم التوصل ولو برد واحد منها وهي الآن تتجه نحو ربيعها ال 15 عشر ؟ . أم عبر رقم الهاتف الذي ارسمه مع كل رسالة عبر ادارة المؤسسة التي تدرس بها والذي لم أعد استعمله الا نادرا . وبالتالي أطرح السؤال الذي جاء في هذا التقرير وهو كيف يمكن تطوير اليات التواصل مع الأبناء في وضعية الطلاق ؟ . وما هي السبل التي يجب اتباعها للوصول الى نهج طرق تربوية حديثة في جانبها التربوي والتعليمي … ؟ .
    أعود للمربع الثاني والذي ارتكز على مقولة  » أمــــــــــــــــــــي هي التي صنعتني » . كان هذا من خلال رسالة من ادارة المدرسة ظلت راكنة بالأرشيف الى ان صار الطفل رجلا بل عالما ومخترعا في نفس الان . وكيف تعاملت الأم الحنونة مع مستجدات حياة ابنها الدراسية الذي حولته من تلميذ كسول مشوش … الى انسان عبقري يعترف العالم باختراعاته النيرة والتي سيبقى فضلها الى أن تفنى البشرية .  » أمــــــــــــــــي هي التي صنعتني  » هل يمكن أن تقابلها  » أمي هي التي دمرتني » في حالة المنع من صلة الأرحام وفسح المجال أمام الأب المطلق للاشتراك في حمل ثقل التربية والمسؤولية … كيف يمكن فهم دات الطفل في هذه الوضعية وتقديرها على أسس التربية السليمة الصحيحة وغرس المحبة والمودة والطمئنينة في نفس الطفل وعدم ترويعه بتصوير الأب كأنه  » غول عربيد وسكير  » . كيف ننتبه الى تجليات النمو الجسدي والعقلي والحركي والمعرفي عند الأبناء والأب مبعد كرها ومغيب في المشاركة الفعلية في التربية والتواصل والتوجيه مع فلدات الأكباد ، لا لشئ سوى أن الحاضنة لا تريد ذلك .
    أقف عند هذا الحد والى أن تتكرر مثل هذه الندوات المهتمة بالتواصل مع الأبناء وخاصة في الشق المتعلق بالأطفال الذين هم في وضعية الطلاق أترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله .

    – عكاشة أبو حفصة .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *