Home»Correspondants»سلام عليك يا تويسيت 10

سلام عليك يا تويسيت 10

0
Shares
PinterestGoogle+

ظلت الفصول تتوالى,وظلت تغيرات الطقس تخيم على دوارنا,في خصر جبيل غيران الفيجل,فكانت اواخر فصل الخريف بداية لعمليات الحرث التقليدية,حيث يشمر الفلاحون على سواعدهم لبدء العملية,بمحاريث خشبية او حديدية,تجرها دابة او دابتان على الاكثر,وادا كان الفلاحون يعرفون اسرار عملية الحرث هاته,فلم نكن نحن الصغار نعلمها,بقدر ما كانت هده العملية تزرع الحبور في انفسنا,لاننا كنا نشتم رائحة الاراضي المحروثة,ونراقب طائر البجع يبحث عن الديدان بين خطوط الحرث,فكانت صورة لا تنسى ابدا,

ويأتي فصل الشتاء,فصل كنا نحبه رغم قساوته,لاننا كنا ننتظر هطول الثلوج الناصعة على قرية تويسيت,فنظل بين الخمائل ننحت هياكل لاشخاص ,او نتقادف بكويرات الثلج,وما ابلغ فرحتنا حين تتهاطل الامطار وخاصة ابان الليل,لانها كانت تعزف على سطوح المنازل الزنكية,نغمات واصوات تحبب النوم للصغار,خاصة واننا كنا نستشعر الغبطة الزائدة في نفوس الاباء والامهات,لانها امطار,,تنبئ بخير قادم من اراضي الدوار,حبوب للساكنة,وكلأ للدواب وقطعان الغنم والبقر.

يمر  فصل الشتاء,ويأتي بعده فصل الربيع,فيكسو خمائل الدوار بنبتات غابت مع مرور الزمن,نبتات التالمة والتافغة والحميضة والجرجير وتيغيغت,وزهور اغلبها دات لون احمر لنبتة شقائق النعمان,وابيض لنبتة الجرجير.اما الاراضي غير المحروثة والتي يتركها الفلاحون خصيصا مرتعا للدواب وقطعان الغنم والبقر,فينبت فيها من الكلأ مالا نستطيع تسميته,نبتات تشبه سنابل الزرع كان اهل الدوار يسمونها ب:سنبلة الفأروغيرها من الحشائش التي تجترها القطعان في حبور.كانت هده الاراضي غير المحروثة قبلة لبعض الطيور التي تعدل اعشاشها بين الحشائش,وكنا نبحث عن بيضها فنتمتع بمنظرها حين نجدها,ورغم صغر سننا لم نكن نتلف تلك الاعشاش,او نكسر بيضها,لاننا كنا ننتظر متعة اكبر من اتلافها او تكسيرها,وهي متعة حين نرى العصفورة تزق فراخها بعد حين,ونرى الفراخ تحاول الطيران في فضاء الدوار على مشارف جبل غيران الفيجل.

لم يكن داك الحبور الدافق الدي يرسمه في انفسنا تغير الفصول وتعاقبها,داخل الدوار فقط,بل كان الحبور ينقل الى مدرستنا الغالية ,نتمتع بالثلج الناصع,وقطرات الامطار,وما يحمله التلاميد الدين يأتون من الدواوير المحادية لقرية تويسيت من ثمار البلوط البري,او ثمار النبق المنشر في ربوع الدواوير.

ما اروعك يا تويسيت,وما اروع فصول السنة فيك,حين ترسم بساط ابيض من الثلج الناعم رغم برودته,وبساط اخضر من نبتات غابت عن اراضينا اليوم وكانها رفضت ان تخرج للوجود حزنا على الايام الخالية التي كانت تسودك يا بلدة الاجداد.اوحزنا على رجال ونساء غابوا عن الدنيا باتجاه دار البقاء,بعدما رسموا فيك صورا خالدة في فن الفروسية,اواهرقوا عرقهم بين اخاديد الحرث,ومناجل الحصاد.

لك الله يا بلدتي,فلن يمر تاريخك المشرق هباء لان هناك من يدس حبك بين جوانحه

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *