Home»Correspondants»المحافظة على البيئة الطبيعية في تافوغالت مسؤولية كل من يستفيد منها

المحافظة على البيئة الطبيعية في تافوغالت مسؤولية كل من يستفيد منها

0
Shares
PinterestGoogle+
 

 

المحافظة على البيئة الطبيعية في تافوغالت مسؤولية كل من يستفيد منها

محمد شركي

أعود مرة أخرى إلى موضوع البيئة الطبيعية المعتدى عليها في منطقة تافوغالت لأنني قبل أسبوع  نشرت  مقالا في الموضوع ، وضمنته صورا تعكس تراكم الزبالة في مجرى الماء الذي يمر في وسط القرية ،والذي كانت تغذيه في سنوات الخصب عين ماء نضاخة تنبع عند سفح جبل  يوجد غرب القرية وينساب صبيبها في شكل شلال فوق مغارة الحمام الضاربة في عمق التاريخ والتي عثر فيها على باقيا هياكل عظمية لإنسان ما قبل التاريخ . ويمكن لمن يزور هذه القرية ويمر فوق جسر صغير يوجد فوق مجرى الماء ما بين المطعم سياحي ومصلحة المياه والغابات أن يعاين كيف تحول هذا الجدول وقد نضب ماؤه بفعل الجفاف إلى مطرح للنفايات . وما لاحظته بعد زيارة القرية هذا الأسبوع أن تلك النفايات جمعت في شكل أكوام ، و يمكن مقارنة الصور الملتقطة خلال الأسبوع المنصرم مع الصور الملتقطة هذا الأسبوع .ولست أدري هل اطلع المسؤولون عن المقال السابق، وتحركت ضمائرهم ، فأمروا بجمع تلك النفايات لتطهير مجرى الماء ؟ ومعلوم أن مصدر تلك النفايات ومعظمها من بقايا المواد البلاستيكية هي مما يخلفه  زوار القرية وراءهم ، و الذين يتوافدون عليها من كل الجهات للاستمتاع بجمال طبيعتها . ومقابل جمال الطبيعة في هذه المنطقة الساحرة نلاحظ بشاعة قبح ما يقترفه الزوار في حقها من تلويث وتدمير . ولا يوجد منظر طبيعي جميل في هذه المنطقة  يغري بالاستجمام فيه إلا وتمتد إليه أيدي الزوار بالتلويث عن طريق طرح الأكياس والقارورات البلاستيكية ، وأسطوانات الخمور والجعة ، والمناديل الورقية ، وبقايا المأكولات وحتى الخرق الورقية  المستعملة لنظافة الأطفال الصغار بل حتى الفوطات التي تستعملها  بالنساء  ، فضلا  تخلي الزوار تحت ظلال  الأشجار وفي مسالك الغابة مسالك … إلى غير ذلك مما يخلفه هؤلاء الزوار بعد انصرافهم ، ولا نتحدث عما يلحق الغطاء النباتي من تدمير .

ويمكن  للمار عبر الطريق السياحي الرابط بين قرية تافوغالت ومدينة بركان أن يعاين حجم التلويث الذي يلحق بالطبيعة في هذه المنطقة .  ومع شديد الأسف لم يفكر المسؤولون في حل مشكل الزبالة مع أن الأمر لا يتطلب أكثر من تثبيت حاويات خاصة بالزبالة  داخل القرية وفي محيطها وعلى جانبي الطريق السياحي مع أنهم على علم بحجم وعدد الزوار الذين يفدون على القرية خصوصا خلال عطلة نهاية الأسبوع . ولا يوفر المسؤولون حرسا  خاصا يحرس الطبيعة من  كل أشكال التلويث والإتلاف. ومن هذا المنبر الإعلامي الغيور على الجهة الشرقية أوجه نداء إلى لمسؤولين وعلى رأسهم السادة والي الجهة الشرقية ، وعامل عمالة بركان ، وقائد الدائرة ، والمهندس المسؤول عن مصلحة المياه والغابات أو من يمثله ، ورئيس الجماعة القروية من أجل حماية البيئة الطبيعية في هذه المنطقة السياحية ، وذلك باتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها أن تشيع ثقافة  المحافظة على البيئة لدى الزوار خصوصا وأن بلدنا نظم قمة الكوب 22 ، وبرهن عن نجاح باهر في ذلك التنظيم الذي أثار إعجاب الزوار الأجانب .  ولا يفوتني أن أتوجه إلى كل جمعيات المجتمع المدني خصوصا تلك التي تهتم بالبيئة  للمساهمة إلى جانب المسؤولين في الدفاع عن  البيئة الطبيعية للمنطقة  والتي تتعرض للتلويث والتدمير بشكل يدعو إلى الأسف الشديد. وعلى كل من يزور هذه المنطقة أن يكون في مستوى الوعي البيئي المطلوب خصوصا وأن غالبية الزوار من الفئات المثقفة  ياحسرتاه . وعلى هؤلاء الزوار أن  يساهموا في المحافظة على جمال طبيعة المنطقة لأنهم يتمتعون بها ويقضون أوقاتا جميلة بين أحضانها ، ومن العيب  ألا يحضرهم السلوك المدني خلال زيارتهم للمنطقة . وعلى المسؤولين مراجعة  الأشكال العشوائية  لما يمكن أن نسميها محلات تجارية تجاوزا والتي تعرض فيها بعض المواد الاستهلاكية  وهي تشوه جمال القرية ، وذلك من خلال تعويضها بمحال تجارية ذات رونق يناسب جمال الطبيعة ، كما يرجى منهم أن  يجدوا حلا مناسبا لركن سيارات الزوار التي يضيق بها شارع القرية الوحيد ، وذلك بتفويت مشروع مرأب سيارات لشركة مختصة . ونأمل في الأخير أن يصل هذا النداء إلى كل من يعنيه الأمر ، ويجد لديهم صدى .      

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. A AZZIMANI
    21/11/2016 at 17:25

    Merci à l’auteur pour cet article qu’on espère ne pas rester une bouteille jetée à la mer.

    La collecte des déchets et la mise en place de poubelles publiques fait partie des attributions de la commune rurale.
    Mais, malheureusement, il ne faut rien attendre de cette dernière quand on sait qui est à sa tête depuis pratiquement
    l’indépendance mis à part une brève parenthèse entre 1992 et 1997.

    Le conseil de la commune ne se préoccupe nullement de l’état des infrastructures de la commune et de sa propreté.

    A.AZZIMANI

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.