Home»Correspondants»وعادت حليمة لمُهمتها القديمة

وعادت حليمة لمُهمتها القديمة

0
Shares
PinterestGoogle+

أتاها قرار الإحالة على المعاش المنتظر فارتأت طلب السماح بالحضور المنتظم.قضت بالإدارة أربعين سنة أو يزيد وقرّرت بمحض بإرادتها التمديد.

ارتأت أن تبقى في نفس المكتب لتواصل أداء نفس المهمة.و ما همّها قول قائل أنها تشتغل دون مقابل. المهم أن يقبل المدير بقائها لأنها اختارت أن تعيش وسط المطبوعات والملفات و الكنانيش.

 تطوعت للعمل في السنة الماضية ولا زالت على هذه السُّنة ماضية.إلى متى ستستمر على هذا الحال؟ الله أعلم.متى سترحل؟ وحدها تملك الإجابة.لكن غيابها سيُحدث بالمؤسسة خللا وعلى الادارة أن تجد له حلا.

  حليمة هي وجه زينب وذاكرتها. هي كاتمة سر المؤسسة وعلبتها السوداء و من مكتبها تمر كل مراسلات  الزملاء والرؤساء والشركاء.  

تُنظّم الواردات والصادرات. لكل مراسلة وجهة واضحة: إما مكتب أو مصلحة.هذه للمديرية و تلك للأكاديمية والأخرى للوزارة وهي دائما في انتظار أية استشارة. تَحرصُ على سلامة الشّكل والمُحتوى و تفحصُ كلّ مراسلة متوقّفة عند كل نقطة وفاصلة.تمر على كل مكتب لتتتبع إرسال و طلب  ملفات التلاميذ عن كثب.

تَتَتَبعُ الوثائق الصادرة  والواردة واضعة عليها الأختام والأرقام وتواريخ  الوصول والإرسال. على يديها يَمرّ الإشعار و التقرير والاستفسار. تتحمّل عند استلامها من زملائها ردود الأفعال والاستنكار وتتجمّل كعادتها بالصبر وبرودة الأعصاب رافضة أن تُستثار.

 هي شاهدة على كل شاردة  و واردة و تُداري كل شيء بلباقتها المعهودة لتبقى في أدراج مكتبها كل الأسرار موءودة.

  تمرّ بها كلّ التواريخ:تاريخ الالتحاق و تاريخ الترقية و تاريخ التقاعد و تاريخ الزواج و تاريخ الطلاق. وحتى تواريخ الولادة والرخص القصيرة والطويلة المدى.

في مكتبها  تُعطى انطلاقة الموسم الدراسي وتوثق نهايته.لا دخول ولا خروج إلا بمحاضر يوقعها كل موظف مُعلنا أنّه في الموعِدَين حاضر.

   حين تسألها عن حضورها تجيبك بكل بساطة  » ما عليهش آخوتي جيت نعاونكم ». قد يستنكر البعض هذه التضحية خصوصا في عهد الحكومة الملتحية. وقد يرميها آخرون بإهدار الجُهد النضالي لإسقاط  قانون التقاعد لكنها لا تبالي.

قد تتوقف عن المجيء في أية لحظة وسنلحظ جميعا غيابها . وسنبقى نذكر أنها لم تحظ في حضورها بأية التفاتة.هي لم تطلب ذلك لكنا نحن الشهود على تفانيها نتساءل  كيف تمّ تناسيها؟ هل سقطت سهوا من لائحة التكريم؟

 المأمول من الساهرين على ضبط لائحة المكرَّمين إضافة اسم بلحيوان حليمة ولو في أسفل القائمة. عنوانها بإيجاز: زينب- شارع الحجاز.

أكتوبر 2016

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. ي.بنضيف
    20/10/2016 at 21:14

    اخي عبد الحغيظ شكرا لقلمك المتميز الذي يلتقط هكذا حالات
    استثناءية ومؤثرة .دمت معبرا عما لا صوت له .تحياتي/.

  2. جابري
    21/10/2016 at 17:04

    اعرف جيدا المرأة (بحكم كنت مديرها سابقا). وأٍعرف سلوكها .ومهنيتها في تدبير سير الوثائق الإدارية واعرف خصلتها المتميزة في كتمان السر الإداري والمحافظة عليه وإجمالا فإن حليمة هي رمز من رموز ثانوية زينب النفزاوية من حيث الاخلاص في العمل والمواظبة والسلوك ويمكن ان نقول انها فريدة من نوعها داخل مؤسسات هذه المدينة . ورغم ان بساطتها في كل شيء قد توحي للببعض بانها امرأة ساذجة فإن حليمة عكس ذلك ذكية جدا .ومتصرفة ماهرة وتمتاز بعين ثاقبة .وقادرة على تقديم المساعدة لكل من احتاج اليها .شرط وضع الثقة فيها
    انما الذي ألمني في المقال –الذي أحيي صاحبه – هو العنوان الذي لم يحسن اختياره لسببين أولهما أنه يوحي على المثل القدحي عادت ريمة لعادتها القديمة
    ثانيهما ان هذه المرأة لاتستحق من أي أحد أن يعاملها هكذا فما بالك إذا كان زميلا لها في العمل وتقدم له خدمات ربما يومية
    وأخيرا ماذا يضر صاحب المقال إذا تطوعت هذه السيدة للعمل بدون مقابل .؟ أورغبت في تمديد تقاعدها ؟
    قد يؤل قارئ ما نفس المقال بأنه إشادة بحليمة ومجهودها واعترافا بخدماتها . فأقول أين كانت اقلامكم عندما اشتغلت بصفة نظامية ؟
    ولما ذا شحذتموها اليوم ؟ لتطعنوا في السيدة البسيطة التي ربما لن تفهم مغزى المقال إذا قرأته بعنوان كطعنة السيف . عنوان جارح ذو دلالات شتى
    فتحية لحليمة رمز زينب النفزاوية وسأكون حاضرا في تكريمها إذا ما تم استدعائي

    يحيى جابري

  3. عبد الحفيظ كورجيت
    22/10/2016 at 10:44

    السلام عليكم
    السيد جابري . استسمحك في الاقتباس من تعليقك.
    « اعرف جيدا المرأة (بحكم كنت مديرها سابقا). وأٍعرف سلوكها .ومهنيتها في تدبير سير الوثائق الإدارية واعرف خصلتها المتميزة في كتمان السر الإداري والمحافظة عليه وإجمالا فإن حليمة هي رمز من رموز ثانوية زينب النفزاوية من حيث الاخلاص في العمل والمواظبة والسلوك ويمكن ان نقول انها فريدة من نوعها داخل مؤسسات هذه المدينة . ورغم ان بساطتها في كل شيء قد توحي للببعض بانها امرأة ساذجة فإن حليمة عكس ذلك ذكية جدا .ومتصرفة ماهرة وتمتاز بعين ثاقبة .وقادرة على تقديم المساعدة لكل من احتاج اليها .شرط وضع الثقة فيها »
    وأضيف إليه هذا الإقتباس »أقول أين كانت اقلامكم عندما اشتغلت بصفة نظامية ؟
    أين كان قلمك السيد جابري عندما كان مكتبها بجانب مكتبك وأنت المدير حينها وتعرف عنها كلّ ما ذكَرتَه في مقدمة تعليقك؟؟؟
    وأضيف إليه الاقتباس التالي »ثانيهما ان هذه المرأة لاتستحق من أي أحد أن يعاملها هكذا فما بالك إذا كان زميلا لها في العمل وتقدم له خدمات ربما يومية وأخيرا ماذا يضر صاحب المقال إذا تطوعت هذه السيدة للعمل بدون مقابل .؟ أورغبت في تمديد تقاعدها ؟ »
    كيف استنتجتَ هذا من النص وأين يتجلى؟؟؟
    أما فيما يخص العنوان فأنا لم أكتب »عادتها »بل « مهمتها ». فإن أوحى إليك شيئا قدحيا فهذه قراءتك.
    وأنتقل دائما إلى تعليقك « فإن حليمة عكس ذلك ذكية جدا » وأقارنه ب » لتطعنوا في السيدة البسيطة التي ربما لن تفهم مغزى المقال » .قل لنا السيد جابري هل هي ذكية أم لا؟ ومن يقدح فيها حقا؟
    وأخيرا أهمس في أذنك.هل قرأت النص جيدا؟ هل كنت تفكر فيما تكتب؟ ودام النص قد استفزك إلى هذه الدرجة ، وفي انتظار أن تتم دعوتك للتكريم عليك بلوحة المفاتيح لتصحيح ما كتبتُ.

  4. متابع فقط
    23/10/2016 at 05:44

    النص واضح لا لبس فيه .كله اشادة بامراة مهوسة بالعمل ولا تحب ان تفارقه لسبب من الاسباب الله عالم بها.وكلام السيد المدير السابق يبين على قراءة مجانبة للصواب لما ذهب له الكاتب. رجل التعليم بالقسم يختلف عن رجل التعليم الممسك بالادارة ،و لهذا اذا كانت هذه المراة قد تفضلت بالزيادة في العمل ولها ذلك،فهذه تعتبر حالة غير عادية و الا كيف نفسر الهروب الجماعي للمدرسين في الاقسام بغطاء التقاعد النسبي فالتعامل مع الاوراق لا يشبه التعامل مع البشر خاصة عندما يكون وقحا ومحتاج الى تربية و عندما يحتوي القسم على عدد مخيف من الحضور كل واحد يتكلم بلا هوادة و لا و لا توقف.واذا كان بعض المدرسين يستمرون في اتلعمل ما بعد التقاعد فلاجل المال فقط و المواد التي يدرسونها مطلوبه في السوق و يستطيعون الحصول على ثروة من خلال الاستمرار في العملا ( الرياضيات و الفيزياء و علوم الارض و الحياة و التربية الاسلامية و الاجتماعيات).فهم لا يقدمون خدمة مجانية و لم يقدموها وهم يعملون.و البعض الاخر ان فعلها مجانيا فلاجل الفراغ القاتل الذي يحسونه في حياتهم فهو يبعدهم عن التفكير في الموت u الملل واخيرا لا يفعلون ذلك بانتظام وطول السنة.واذا اراد السيد رئيس الحكومة ان يمدد لرجال التعليم حتى 63 سنة فليعد الى القسم ويجرب بنفسه ونحن نصفق له تحية كبيرة للاستاذ كورجيت ونتمنى للسيد المدير ان يفتح عقاله الذي سببته الادارة و العمل الاداري ليقرأ قراءة صحيحة و يعرف ان الاستاذ مدح الادارية و طلب لن تنسى في التكريم

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *