Home»National»مقبرة سيدي معافة بوجدة تعاني من الإهمال المعبر عن عدم رعاية حرمة الأموات

مقبرة سيدي معافة بوجدة تعاني من الإهمال المعبر عن عدم رعاية حرمة الأموات

0
Shares
PinterestGoogle+

مقبرة سيدي معافة بوجدة تعاني من الإهمال المعبر عن عدم رعاية حرمة الأموات

محمد شركي

لا زالت مقبرة سيدي معافة بوجدة على حالها كما عرفها سكان المدينة منذ عقود طويلة . ويجد المواطنون الذين يدفنون موتاهم بهذه المقبرة عنتا ومشقة  لدفن موتاهم حيث يسلكون بهم وهم امحمولون على الأكتاف شعبا من شعاب جبل الحمراء الذي تغمره المياه عند هطول المطر . وتفتقر المقبرة إلى جسر يبنى فوق هذا الشعب لتسهيل المرور إلى بوابة المقبرة ، والتخفيف من معاناة المشيعين للجنائز . ومن المؤسف  جدا أن تهمل المقبرة، وهي  مثوى الأموات الأخير ، وأول منزل من منازل الآخرة  والذي يجب إعطاؤه ما يستحقه من تقدير بل  من تقديس . والاهتمام بالمقبرة يعتبر صيانة لكرامة أموات المسلمين  تماما كما تصان كرامتهم وهم أحياء . وإذا كان الله عز وجل قد كرم الأموات وشرع صلاة خاصة بهم صيانة لكرامتهم البشرية ، فلا يحق للأحياء الاستخفاف بجثامينهم من خلال إهمال مدافنهم وعدم العناية بها ، سواء تعلق الأمر بالسبل المؤدية إليها أو بأسوارها أو بنظافتها أو بهندسة الممرات السالكة بين المقابر أو بتنظيم عملية الدفن  فيها أو بربطها بشبكة الماء. فإذا ما قارنا بين مدافن غير المسلمين ومدافننا نجد لمدافن غيرنا هندسة ونظاما ونظافة في حين لا هندسة  ولا نظافة في مقابر خير أمة أخرت للناس يا حسرتاه . فغيرنا يعد لسيارات نقل الأموات  ممرات خاصة توصل كل ميت إلى قبره ،وتتسع تلك الممرات لمن يسير خلفه من المشيعين دون زحام.  وبين القبر  والقبر مسافة تسمح للمارة بالمرور في حين لا يمكن لسيارات نقل الأموات عندنا أن تدخل مقابرنا التي تتكدس قبورها  دون وجود ممرات سالكة بينها ، ولا يستطيع حاملو الجنائز على أكتافهم  أن يسلكوا طريقا بين تلك القبور، ويضطرون أحيانا إلى قطع مسافة طويلة قبل أن يصلوا إلى حفر الموتى، بل قد تنتقل جثامينهم أحيانا من يد إلى أخرى لضيق الممرات بين القبور، ويأثم المشيعون بالدوس على المقابر ، والمتقادمة منها تحولت إلى ممرات بالرغم من وجود آثارها بارزة . ويتكرر هذا المشهد كل يوم ، ويعبر المواطنون عند كل عملية دفن عن سخطهم وغضبهم مما آلت إليه مقابرنا من إهمال دون أن يلتفت المسؤولون إليها . فلا زال الماء يجلب في براميل  أو قنينات لضخ الماء على القبور أثناء عملية الدفن، والمفروض أن تزود المقابر بالماء . ولا يمكن أن يعني إهمال المسؤولين لمقابرنا سوى الاستخفاف بأمواتنا وبأهلهم وذويهم . ولا يجب أن يغيب عن أهان هؤلاء أنهم سينقلون بدورهم إلى هذه المقابر في يوم من الأيام ، وسينالهم ما نال من سبقهم إلى الدار الآخرة من امتهان لكرامتهم حين يدفنون في مقابر أهملوها وكان بإمكانهم العناية بها لو فكروا لحظة أنها ستكون مثواهم . فهل سيفكر من يهمهم الأمر في العناية بمقابرنا وقد طالها الإهمال ؟ وهل سيحظى المواطن المغربي بحقه في مدفن يصون كرامته  بعد موته ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. citoyen
    20/10/2016 at 07:16

    في هذا الوطن لا قيمة لا للاحياء ولا للاموات وخاصة من فقراء الامة،اما الاغنياء و الوجهاء فيدفنون في مقبرة (المختار) وفي اسوأ الاحتمالات في مقبرة الشهداء.هناك طبقية في الدفن مع الاسف ،و الحمد لله ان هناك اله واحد احد عادل صمد ev9w

  2. متقاعد سابقا
    21/10/2016 at 09:30

    ما نخاف منه ان لا تجد جثثنا عندما نلتحق بالرفيق الاعلى قبرا ندفن فيه نظرا لتكالب الناس على منافع الدنيا من مال و مكاسب ونسيان من يموت من الناس وبالكثرة حتى تختنق كل المقابر الموجودة فمن المسئول هل المجلس العلمي او الولاية او العمالة او الجهة او مجلس المدينة ام الجماعة الحضرية؟.اللهم اعف عنا من حطام الدنيا والحقنا بك مسلمين خاضعين لارادتك

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *