Home»Correspondants»كلمة متدربي مسلك تكوين أطر الادارة التربوية خلال الندوة العلمية حول الادارة التربوية.

كلمة متدربي مسلك تكوين أطر الادارة التربوية خلال الندوة العلمية حول الادارة التربوية.

0
Shares
PinterestGoogle+

يطالعنا شهر ماي لهذه السنة بعهد متجدد مع عرف حميد تبناه المركز الجهوي لمهن التربية و التكوين بالشرق ، يتجلى في تنظيم هذه الندوة العلمية المباركة حول افاق الادارة التربوية في ظل المتغيرات الحديثة و اكراهات العولمة الزاحفة لنلتقي بفخر و اعتزاز مع من تحملوا ثقل المسؤولية و تبوأوا مقاعد التشريف من نساء و رجال التعليم. جئنا اليوم كمتدربين بمسلك تكوين أطر الادارة التربوية في اخر ايام سنتنا التكوينية لنقف جميعا وقفة احترام و تقدير لجنود الادارة التربوية عرفانا لما يقومون به من تضحيات و ما يسهمون به في مسيرة الارتقاء بالمنظومة مزودين بالاخلاص في العمل و الحب للوطن متوسلين بنكران الذات و التضحية بالجهد و الوقت و المال و لو على حساب أسرهم و أهليهم،حاملين تصورهم لما ينبغي ان يكون في ظل سيرورة الاصلاح.

ها نحن اليوم الفوج الثاني لمسلك تكوين أطر الادارة التربوية بجهة الشرق – بعد فوج الأمل – مستعدون لحمل مشاعل بناء مدرسة الغد و الصبر على أذى فرامل التغيير.فبعد التشخيص الدقيق للوضعية الراهنة لادارتنا التربوية و تحليل الممارسات المرتبطة بها ،حانت مرحلة الاستشراف للمستقبل و التفكير بعمق لمباشرة الاصلاح عبر الغوص الفعلي في احضان الواقع و تحقيق التغيير المنشود بحكمة و تريث عبر المقاربة التشاركية و العمل بالمشروع داخل فريق متكامل.
ان وزارة التربية الوطنية و عبرها بلدنا المغرب يراهن علينا كقيمة مضافة داخل النسق الاداري التربوي و الا فما الفائدة من التكوين سوى هدر المال و الجهد و الوقت.
ان المسؤولية الملقاة على عاتقنا ليست بالسهلة،والامانة ثقيلة فوق رقابنا. لكننا نستلهم قوتنا من فهمنا لعملية التغييرو التزامنا بالقصد الأخلاقي
و استحضارنا للوازع الديني و الضمير المهني لخدمة بناتنا و أبنائنا ممن سيحملون بعدنا مشاعل بناء المغرب الصاعد الجميل.ولقد استقر العزم منا هذه السنة أن نحتفي بموسمنا التكويني في ندوة علمية اخترنالها موضوعا يستلهم عناصره من الخطاب الملكي السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أدام الله نصره و عزه في الذكرى 61 لثورة الملك و الشعب في اطار تنويه جلالته بوضوح الرؤية التي يمتلكها نساء و رجال التعليم على حد سواء،و تثمينه لجهودهم و تضحياتهم التي تعود أساسا الى قيمة العنصر البشري بوصفه الثروة الحقيقية للوطن.

ان متدربي و خريجي مسلك تكوين أطر الادارة التربوية من اهم المكونات الاساسية للراسمال غير-المادي الذي تعول عليه الوزارة نظرا لمسؤوليتهم في النهوض بالاوراش الاصلاحية داخل النسق الاداري
و الانخراط الفعلي و الايجابي للارتقاء بالادارة التربوية.

ان أطر الادارة التربوية بالمسلك قرروا عدم الاستكانة للامر الواقع
أو الرضوخ للكلام المستهلك غير المشفوع باستجابة حقيقية لمتطلبات المدرسة العمومية و انتظارات التوجهات العامة للبلاد،بل ألحوا على ايجاد الحلول بعد تشخيص الواقع لكل المؤسسات التي يتم تعيينهم بها،تتلائم مع الوسط السوسيو- اقتصادي و تجعل التلميذ مركز الاهتمام،عبر خلق تلاقح-استعصى منذ سنوات- بين الموارد المادية
و البشرية و اللوجيستيكية و متطلبات المدرسة و المجتمع.
لماذا تركنا تطلعاتنا حبيسة سطور المشاريع و التقارير ولم ننزلها إلى ارض الواقع ؟ لماذا عجزنا عن ترجمة مواردنا الغزيرة إلى معدلات ممتازة ونتائج قيمة وتلميذ مواطن طموح بعيدا عن الاتكالية و التقاعس؟
إن أطر مسلك الإدارة التربوية مستعدون للتضحية والعمل بمقاربات علمية موضوعية مبنية على النتائج في إطار روح المبادرة الإدارية
و الحس المقاولاتي التي اصبحت تنبض داخل الجسم التربوي .

لقد مللنا من الانتظارية و البطء وها نحن نصل إلى مرحلة التفعيل لنجد أنفسنا ملزمين باتخاذ القرار الشجاع في الوقت المناسب  نتحمل وزره وجريرته .

إن زمن القراءة التبسيطية للوضع التربوي قد ولى وأصبح الكل ملزما بالتفاعل الإيجابي وتحمل المسؤولية بعيدا عن العدمية و السلبية و الهروب إلى الأمام .

إننا في هذه الكلمة لسنا في حاجة إلى التذكير بمرجعيات خلق مسلك خاص بتكوين الأطر الإدارية بقدر ما نحن في حاجة إلى التذكير بما قاله صاحب الجلالة في خطاب العرش الأخير حول الأهمية التي أصبح يحضى بها الرأسمال البشري بوصفه أحدث المعايير المعتمدة دوليا لقياس القيمة الإجمالية للدول .

ولعل أطر الإدارة التربوية هم قطب الرحى واصحاب الدور المركزي في تأهيل المنظومة التربوية عامة و المؤسسة التعليمية خاصة .
إننا نعي تمام الوعي على أن التحدي الأكبر الذي يواجهنا هو تجويد و تخليق التدبير الإداري و التربوي و المادي و المالي للمؤسسات. وهذا لن يتأتى إلا باستحضار البعد الأخلاقي في عملية التغيير و القدرة على التماسك واحتواء الجميع لتحقيق الهدف المنشود .

إن الغاية من تنظيم هذه الندوة العلمية تتحدد في وضع الإطار الإداري موضع المساءلة لفتح حوار جاد حول قيمته التي تعتبر عنصرا أساسيا في التغيير ومؤهلا رئيسا للاستثمار ودعامة قوية للارتقاء و التنمية ،
و إن كان أثرهم في عين الكثير يضل ضعيفا.

حضرات السيدات و السادة ،

اريد قبل ختام هذه الكلمة أن اعبر باسم كافة الأطر الإدارية المتدربة بالمسلك عن تقديرنا لرجال الادارة التربوية الممارسين لما ابانوا عنه
في محطات التداريب الميدانية المختلفة من تفاعل طيب و انخراط إيجابي كبير . و إننا لنعتز بما نزخر به من طاقم قوي لهيئة الإدارة التربوية بقدر اعتزازنا بالدماء الجديدة التي يجسدها متدربو مسلك الإدارة التربوية الذين يمثلون زبدة أطر هيئة التدريس.
وإننا لنشيد في ختام هذه الكلمة بالمجهود الكبير الذي بذلته إدارة المركز الجهوي لمهن التربية و التكوين و أطر التأطير الإداري و كذا المديرون الإقليميون لمديريات وجدة- أنكاد و بركان و الناظور و تاوريرت
و الدريوش لما لمسنا فيهم عن كثب من غيرة شديدة على مسلك الإدارة التربوية رغبة منهم في رسم معالم المولود الجديد ودعم المتدربين
و الحرص على راحتهم أثناء التداريب الميدانية .

و أخيرا تحية للجنة التنظيمية للندوة . و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
عبد الكريم السباعي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *