Home»Correspondants»كلمة السيد المدير الإقليمي للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق بمديرية وجدة أنجاد بمناسبة انطلاق القافلة التحسيسية لمناهضة المخدرات في نسختها الثانية

كلمة السيد المدير الإقليمي للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق بمديرية وجدة أنجاد بمناسبة انطلاق القافلة التحسيسية لمناهضة المخدرات في نسختها الثانية

0
Shares
PinterestGoogle+

بمديرية  وجدة أنجاد

بمناسبة انطلاق القافلة التحسيسية لمناهضة المخدرات  في نسختها الثانية

–   9  مارس 2016  –   وجدة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله  وحده ، و الصلاة  والسلام  على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد وعلى  آله وصحبه أجمعين ، وبعد ،

 

 

إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز  أن أحضى  اليوم بشرف  المشاركة في افتتاح أشغال الأيام التحسيسية  لمناهضة  المخدرات التي تنظمها جمعية التحدي لمناهضة الفقر والإدمان ، بشراكة مع مكتب الشؤون النسوية للمديرية الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة، في نسختها الثانية . فخر واعتزاز  يذكيهما عبق  الاحتفاء بالمرأة في عيدها  العالمي الذي يصادف الثامن من مارس كل سنة ، ليتجلى في  تآلف الافتتاح والاحتفاء  مشهدا رائقا من  بناء أمة  قوامها التشبث بالثوابت والأصول  وعمادها التشبع بالقيم الرفيعة .

إنها بحق زوجية متجانسة، يشد طرفيها الانتصار للرأسمال البشري بوصفه مكونا رئيسا للرأسمال غير المادي للأمم والشعوب ، مستوعبا للكفايات الثقافية والقيمية، والكفاءات  المعرفية والأكاديمية ، والمهارات العلمية والعملية والمنهجية  والتكنولوجية الكفيلة بإسهام الأفراد  الفاعل في تنمية الوطن، والارتقاء بثرواته الاقتصادية،  وقدراته الانتاجية والمؤسساتية إلى صورة يتحقق منها رغد العيش ورفاهه . وهو ما أكده صاحب الجلالة الملك محمد السادس أدام الله نصره وعزه  في الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالته بمناسبة الذكرى  الخامسة عشر لعيد العرش المجيد،  إذ قال أعزه الله : « ويعتبر الرأسمال البشري غير المادي من أحدث المعايير المعتمدة  دوليا لقياس  القيمة الاجمالية  للدول (…)  ويتعلق  الأمر  هنا بقياس الرصيد التاريخي والثقافي لأي بلد ، إضافة  إلى ما يتميز  به من رأسمال بشري واجتماعي ، والثقة والاستقرار  وجودة المؤسسات ، والابتكار  والبحث  العلمي ،  والإبداع الثقافي  والفني ، وجودة  الحياة  والبيئة  وغيرها ، فالأمن والاستقرار مثلا، هما أساس  الانتاج  والثروة ، والثقة والمصداقية هما عماد تحفيز الاستثمار » .

 

حضرات السيدات والسادة

لقد استلهمت القافلة التحسيسية  لمناهضة المخدرات في نسختها الثانية مضامين  الخطاب الملكي السامي حين  اختارت شعارا  لدورتهــا « تحديات التنمية رهينة بمناهضة الإدمان » ، معزية في سياق ذكي بناء  الوطن ونماءه للاستثمار في الرأسمال البشري من خلال مناهضة  إحدى مهدداته الكبرى في الظرفية الراهنة، متمثلة في ظاهرة الإدمان والتعاطي للمخدرات التي تداعت سالبة لكفاءات الأفراد، مثبطة  لقدراتهم على الإنتاج والإبداع والابتكار ،  على قدر تداعيها عامل تهديد مباشر لأمن  واستقرار  الفاعلين في تطوير الثروة وتحفيز الاستثمار.

 

ولئن ظلت الغاية من هذه القافلة التحسيسية إثارة الانتباه إلى قضية لم تعد تخص فردا بعينه أو حتى أفرادا وجماعات دون سواهم  بقدر ما أضحت  قضية رأسمال مجتمعي يراهن  الوطن عليه لكسب رهان البناء والنماء ، وتبوئ   المكانة اللائقة في مصاف الدول  الصاعدة ، من خلال ضمان  انخراط كلي  في مختلف أوراش الاصلاح  وتحقيق مشاركة  شاملة  في اقتصاد المعرفة ، فإنه يتحتم على  الجميع ، أسرا ومؤسسات تعليمية ، وهيئات حكومية ، وفعاليات للمجتمع المدني ، أن تتمثل  ظاهرة المخدرات تمثلها الحقيقي بوصفها خطرا فعليا إنسانيا ومجتمعيا ، ينبغي التوسل بالآليات الكفيلة بمواجهته والتصدي له .

 

لقد أصبح اليوم لزاما ، وأكثر من أي وقت مضى ، في ظل الأوضاع العالمية الراهنة  بصفة عامة ، وما يشوبها من مظاهر التطرف والانغلاق والإرهاب  وغيرها من مهددات  السلم والاستقرار ، اعتماد مخططات تربوية بانية، كفيلة بصناعات وضع مقابل يمتلك من مقومات الاعتدال والانفتاح  والتسامح ما يجعله قمينا بالتصدي  والمجابهة ، تلكم المخططات  التي  لا تستقيم  في غياب  وعي  تام  ويقظة  دائمة .

 

أيها الحضور الكريم

إننا نرى في النموذج الإصلاحي الجديد لمنظومة التربية والتكوين ، في إطار مشاريع الرؤية الاستراتيجية  لوزارة التربية  الوطنية والتكوين المهني  فرصة ممتازة ومجالا سانحا يتيح وضع مخطط  التقائي لمختلف القطاعات المكلفة بالتربية والثقافة والشباب ، والجهات والجماعات الترابية ، ومختلف القطاعات والمؤسسات المعنية ببناء الأفراد وتكوين المجتمعات ، وذلك في أفق الاستثمار  الأمثل للطاقات والتجميع الناجع للتدخلات  الكفيلة بترسيخ القيم  الأخلاقية  والاجتماعية والإنسانية، وتهذيب الذوق  وتربيته على الانجذاب للخير والارتقاء  والجمال ، ونبذ عوامل التدني ودواعيه المشينة ، وفي طليعتها الادمان والتعاطي للمخدرات .

وعلى قدر ما نعرب عن انشغالنا الدائم في مؤسساتنا التعليمية بمختلف المراحل والأسلاك على ترسيخ  قيم المواطنة القائمة على تجويد التعلم والارتقاء  بالأخلاق ، على قدر ما نعتبر المؤسسة التعليمية  جسرا موصولا  يمتد من منابع   الأسر ليشرئب  على  شرفات الشارع  والمحيط بسماته وخصوصياته المميزة .

ومهما بذل كل  ركن من جهود ، فلن  يضمن  العبور إلا  بجهود غيره من أركان جسر ينتظر منه أن يكون المبلغ  بر  الأمان ، وعبارة الوصول  ، فإما أن  تعزز  الأركان بعضها البعض ، وتظافر الجهود برؤية شمولية موحدة ،  وإما أن يفقد الجسر توازن أركانه، فيخلف موعد الوصول . وما من شك أن غيرة الأسر على أبنائها ، واحتضان المؤسسة التعليمية لطاقاتهم المبدعة، وانفتاح المحيط على قدراتهم وكفاءاتهم في الإنتاج والابتكار من خلال الحضور الدائم للمجتمع المدني سيظل كفيلا بتثمين الإنتاج  المثمر  والتصدي لمثبطاته  المعيقة .

وليس لي إلا أن أختم كلمتي بتقدير جهود الفاعلين على إنجاح هذه القافلة التحسيسية بوصفها قافلة  قيمية  مواطنة تستحق من التقدير والتشجيع ما يكافئ منتوجها المنتظر وآفاقها  المستشرفة ،  والله نسأل  أن يجعل بلدنا الحبيب آمنا مطمئنا  مستقرا في مسيرة البناء والنماء ، بسواعد أبنائه واستقراره وسلامه، وراء القيادة الرشيدة لمولانا أمير المؤمنين ، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده .

وفقكم الله وكلل مساعيكم بنخب السداد

 والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *