Home»Correspondants»انتصار التنمية على الانفصال في الأقاليم الجنوبية

انتصار التنمية على الانفصال في الأقاليم الجنوبية

0
Shares
PinterestGoogle+
 

أحمد الجبلي

ملك حير العقول، أحبته القلوب، نشر السلم في بلاده وبلاد غيره، يستحمي به أبناء شعبه كما يستحمي به الأجنبي، ملك يمشي في الأسواق ويأكل الطعام. حول عاصمته من المدينة الإدارية إلى كل مدينة من مدن مملكته، ولا توجد مدينة كبيرة أو صغيرة إلا وصلها ودشن فيها مرافق حيوية تعود بالنفع العميم على ساكنتها لكونهم رعاياه الأوفياء وهو في خدمتهم وفي خدمة وطنه.

إنه ملك المغرب، الملك محمد السادس، الملك الشاب المفعم بالحيوية والنشاط، لا يتوقف عن الحركة، يتحدى الشتاء والصيف والخريف، لا ينتظر صحوة الجو لينطلق مدشنا، رأيناه واقفا وسط الأمطار، واطئا بحذائه الوحل كسائر مرافقيه، يتحدث في تواضع، يرد التحية على كل من حياه، يلبي رغبة كل من التقاه وطلب الحصول على شرف التقاط صورة رفقته، يمشي وحيدا بلا حراسة، يسوق سيارته في شوارع مملكته وغيرها من البلدان. اشتهر بضربات المعلم هنا وهناك، ما من دولة نزل فيها ضيفا إلا وسار حديث الساعة بين مواطنيها مشيدين بشجاعته، وأدبه، وتواضعه، فرأيناه يتبادل الأدوار مع شائق ليجلس السائق في الخلف كالملوك، فأصبح هذا السائق المالي السيد موسى أشهر سائق في العالم، وقد دخل التاريخ من أوسع أبوابه، ورأيناه بانيا مشيدا مدشنا في كل وقت وحين.

وها هو هذه الأيام، بعيدا عن المينورسو، وبعيدا عن عمليات إحصاء الصحراويين الفاشلة، وفي سابقة لم تعرفها أي منطقة من مناطق العالم المتوثرة، يدشن أسلوبا جديدا ودبلوماسية لا مثيل لها، ويمارس حلا لا كالحلول، تخرس معه جميع الألسنة، ويجف معه مداد المتربصين بوحدتنا، ويدخل جحره كل مطل علينا بمناورة انفصالية خبيثة..إنها التنمية والبناء والتدشين.

يعد هذا النهج البنائي مكمما لجميع الأفواه في كل العالم، ويضعهم أمام واقع لا هروب منه، واقع  » الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه » لا مزايدات بعد اليوم..الإرهاب والتطرف وأكل أموال الاتحاد الأوربي والمساعدات الدولية
الأخرى في تندوف، تندوف السجن الكبير، تندوف القمع والتعذيب، تندوف غوانتانامو وأبو غريب وألكاتراس إفريقي بامتياز.

هنا تنمويا يقف كل شيء ذو نزعة انفصالية وهجوم واستعمار لأراضي الغير، وتبدأ المسيرة المولوية محملة بكل أنواع الخير والبركات لأهلنا في الجنوب،

من ورزازات انطلق الطريق السيار في اتجاه الداخلة، ومن ورزازات انطلق أكبر مشروع محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم، مشروع نور الذي يعد مفخرة للمغرب والمغاربة أشاد به العالم كله ليس آخره مؤتمر باريس حول المناخ الذي اعتبره ثورة نوعية في تجديد الطاقة.

وبجولات ماراطونية نحو الجنوب، نحو الصحراء، في إطار استراتيجية طموحة للتهيئة الترابية والتنمية الاقتصادية عمل العاهل المغربي على توفير كافة الوسائل لتكون الأقاليم واعدة بالتقدم والازدهار الاقتصادي والتكنولوجي والاجتماعي الذي تعود منافعه على جميع ساكنة الجنوب.

ويعد القطب التكنولوجي لفم الواد العيون الذي تشرف عليه مؤسسة فوسبوكراع، والذي أشرف جلالة الملك شخصيا على إعطاء انطلاقته، في الخامس من فبراير من هذه السنة، سيكون مشروعا محفزا على الاستثمار وتشجيع المبادرات الحرة بالجهات الجنوبية، كما سيقوي قدرات وطاقات الشباب ودعم وحماية الموروث المحلي. لأنه يحتوي على ثلاثة أقطاب كبيرة هي قطب التعليم والبحث العلمي والتكوين، والذي يضم جامعة محمد السادس متعددة الاختصاصات، وثانوية التميز ومركز تكوين الكفاءات، وقطب يخص التنمية الاقتصادية للجهات الجنوبية، كما يضم حاضنة للمقاولات الصغرى والمتوسطة وقطب ثقافي، يتوفر على بنيات تحتية اجتماعية ومراكز ترفيه ومرافق سكنية.

وفي إطار استراتيجية تنفيذ النموذج التنموي الجديد، أطلق الملك محمد السادس أزيد من 17 مشروع تنموي بالداخلة وادي الذهب، وهو منطلق لثورة حقيقية تنموية صناعية اقتصادية وفلاحية، تتضمن مشاريع للطاقة الشمسية والريحية وتعزيز شبكة الاتصالات وشبكة الكهرباء وتحلية المياه، فضلا عن الميناء الأطلسي الذي سيظاهي ميناء طنجة الكبير، معززة بربط بحري وجوي وبري من أجل الانفتاح وتسهيل عمليات الاستثمار وتواصل المغرب مع جميع

أطرافه. لقد عمل جلالته على تحويل هذه المناطق الصحراوية إلى قطب اقتصادي قوي ينافس باقي الأقطاب الاقتصادية في المملكة.

إن بهذه المخططات التنموية الكبيرة والعملية التي أطلقها جلالته في أقاليمنا الجنوبية، ما على الجيران وعلى الاتحاد الأوربي والولايات الأمريكية المتحدة بكل مبعوثيها إلا أن يتراجعوا عن الخضوع والرضوخ لأي ادعاءات تصدر من أعداء وحدتنا الترابية.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.