Home»Correspondants»مفهوم الثورة

مفهوم الثورة

0
Shares
PinterestGoogle+

تعني الثورة بمصطلحها السياسي تاريخيا الخروج من وضع راهن الى وضع قد يكون افضل وقد يكون اسوأ,ولعل هذه الكلمة هي التي اعتمد عليها القذافي حين انقلب عسكريا على الحكم الملكي بليبيا,وظل بكل ما اوتي من قوة ترسيخ فكرة الثورة والتي هو قائدها بطبيعة الحال في اذهان الليبيين,ليوهمهم انه هو المخلص للشعب الليبي من واقع يسوده الاستبداد والغبن والقمع,وهذه الكلمة ظلت تلاحقه شخصيا في كل كبيرة وصغيرة لانه تشبع نفسيا انه قام بحسن الاعمال ضد من كان يراهم قمعيين ومستبدين,ولعل ما يرجح هذه الرؤية,حين قامت ضده ثورة مضادة من الشعب الليبي الذي ادرك انه يساير انسانا متسلطا ركب على مفهوم الثورة ليصل الى الحكم بدون مقاومة ولا معارضة.حين اصبح يردد اثناء مناوشات بنغازي في خطابه الشهير:ثورة ثورة.

واذا كان مفهوم الثورة هو تحرير ليبيا من الغبن بمهوم القذافي اثناء انقلابه على السلطة الملكية,فاين موقع الثورة التي ظل يرددها في خطابه قبيل قتله من قبل الثوار.

وللاشارة فان تسويق مفهوم الثورة بالنسبة للقذافي لم يقتصر على الليبيين فقط,بل ظل يحاول تسويق هذا المفهوم حتى خارج ليبيا,وذلك طبعا ليغالط كل من يستنكر انقلابه على حكومة شرعية,وربما ليغالط الليبيين ايضا ليتشبثوا اكثر بحكمه باسم الثورة.فظل يتحرش سياسيا وعسكريا بدول اخرى ومنها مصر والسعودية وتونس والمغرب وغيرها من الدول الاخرى.

ولعل الثورة التي تبجح بها القذافي كثيرا,هي ثورة تدخل في قواميس الانقلابات العسكرية,وهو نوع من الثورات التي يستعملها اشخاص يريدون السلطة,مستغلين ضعف السلطة الحاكمة سياسيا وعسكريا,ولكنها لا تدخل في قواميس الثورات الشعبية التي تنطلق شرارتها من جموع المواطنين لتغيير الاوضاع السيئة,

وليست باي حال من الاحوال ثورة يقودها مناضلون من اجل التحرر من مستعمر داهم البلاد واحتلها لعقود من الزمن.

وقد يروم الثائر تغيير اوضاع البلاد من الاسوأ الى الافضل,لكن ثورة القذافي جانبت الصواب وغيرت الاسوأ ان كان فعلا الى ما هو اسوا,

ومن طرائف القذافي لترسيخ فكرة الثورة في نفوس الليبيين,تقمص شخصيات المنقذ ليس في المجال الاجتماعي والعسكري والسياسي فحسب بل تقمص شخصية الواعظ الديني,فصار اماما في ادغال افريقيا السوداء,ومفسرا للقران والاحاديث النبوية الشريفة,غير ابه بانتقادات العلماء المسلمين في تفسيراته التي لا تخلو من التجبر والفرعنة.

انه مقال ليس فيه رغبة في النبش في تاريخ القذافي بقدر ما هو رسالة للذين يسيرون على نهجه,وخاصة حكام الجزائر,الذين يريدون مغالطة الناس,وركبوا على الثورة الجزائرية المباركة للتحرر من الاستعمار الغاشم,وبدلا من استغلالها لبناء لبنات الوطن الجزائري على مبادئ الديمقراطية والعدل,واستغلال خيراته في التنمية الاجتماعية والعيش الكريم للمواطنين ,ظلوا يتحرشون بالمغرب ووحدته الترابية,لتنويم الشعب الجزائري عن انتفاضة اتية لا محالة,ضد التفقير والتهميش واغناء الغني وتفقير الفقير.

ولا محالة ان العسكر الجزائري يعلم جيدا ان المغرب بقيادته الحكيمة,يسير على النهج السليم,رغم الاكراهات,وبالتالي فان هذا لا يخدم اجنداتهم,بل يفضح مؤامراتهم ضد الشعب الجزائري,الذي لن يظل مقيدا بل سيزحف ثائرا متمردا,ضد الانتهازيين والمصلحيين من جينيرالات العسكر.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عكاشة أبو حفصة .
    18/11/2015 at 23:08

    انا اقف عند الثورة الزراعية التي ثرثر بها قيد حياته بوخروية كثيرا والتي لم تحدث ولا خطوة نحو تامين سلة الغداء بالنسبة للجارة وهذه الثورة تغنى بها » المغني رابح دراسة  » وصورها لنا على اساس انها المخلص من استراد الغداء من الخارج . فلا الثورة الزراعية نجحت ولا استراد الفداء توقف . فالثورة اذا لم تكن صادقة مآلهاالفشل وهذا نراه على ارض الواقع … اقف هنا والسلام عليكم .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *