Home»Correspondants»الايام الزاهية لوجدة

الايام الزاهية لوجدة

2
Shares
PinterestGoogle+

في نهاية الاسبوع الحالي ، جلست مع
صاحبي نتجاذب اطراف الحديث . كلما سنحت
لنا الظروف الا ورجعنا الى الماضي
القريب ايام وجدة الزاهية – وجدة  » اقبل
ما اتولي حمامة  وندعيو لها بالسلامة  » – .
ايام الطفولة ومقارنتها مع ما هو موجود
الحال عليه  الان . وبينما نحن نتحدث عن
ماضي الزاهي . مر من امامنا جابي المكتب
الوطني للكهرباء وهو شيخ طاعن في السن
لم يعد يقوى على المشي بعدما كان يطوف
المدينة مشيا على الاقدام  . تناقشنا انا
وصدقي عن الثقة التي كان يتمتع بها سكان
مدينة وجدة قبل ان تشملها الهجرة
القروية في سنوات الجفاف . كان الجابي
يطرق الباب وكان يجاب من الطارق ؟  –
الشكون ؟  – مول الضو يا لالة – اي جابي
الكهرباء الذي يمر لاخد ما تم استهلاكه
من الكهرباء . وكان العداد يوجد بداخل
المنزل وسط الدار -الحوش -. عكس ما هو
عليه الان من  » من الباب ألهيه  » كما يقال
بالدارجة . كان هذا الجابي يدخل الى
المنزل لا ينظر لا يمينا ولا شمالا –  »
فين جا الكونتور يا لالة ؟ راه من جهت
الحاسي يا سيدي  » وكانت تكلمه من وراء
حجاب . و كنا نراقبه و نحن صغارا عندما
يصعد فوق الكرسي لاخد الرقم الموجود
بالعداد وينصرف كما دخل . الباب البراني
لم يكن يغلق الا ليلا . اما عداد الماء
فلم يكن موجودا كما هو الان . فكل
المنازل كانت تتوفر على البئر . وفي
المرة القادمة سياتي هذا الجابي ومعه
فاتورة الاستهلاك لياخد الواجب حالا
ودون تعطيل والاقطع الكهرباء وبحركة
بسيطة . وكانت محفظته مستطيلة الشكل
يحملها في دراعيه ويجوب الحي بكامله دون
ان يتعرض للسرقة او الاعتداء . ثم انتقل
بي صاحبي في غمار الماضي الجميل وما
حمله من دكريات الى الحديث عن ساعي
البريد الذي كان يوزع الرسائل القادمة
من الخارج . لان كل اسرة الا وكان لديها
على الاقل واحد او اكثر من افراد
العائلة بالخارج . ايام عدم وجود مصطلح
الفيزا . وعندما كانت تتوصل الام
بالرسالة كانت تطلب من ساعي البريد
قراءتها لها وتفسيرها بالدراجة الوجدية
. كانت تضع رهن اشارته كرسي وكانت تقف
وراء الحجاب لتعرف كل ما هو موجود
بالرسالة . اما الحوالة المالية فكانت
تستخلص مباشرة بالمنزل بلا تقديم
لبطاقة التعريف او كناش الحالة المدنية
، ودون عناء الذهاب الى المركز البريدي
الا في حالة الغياب عن المنزل . هذا هو
دور ساعي البريد الذي اكتفى الان
بالتوزيع فقط . اما القراءة والاستخلاص
فلم يعدا موجودين على الاطلاق . بعد ذلك
ومررنا بايام وجدة الزاهية . ذكرني
صديقي بوصلة الخبز التي كانت توجه الى
فران الحي ، بحيث كانت الام الحاجبة
تخرج الخبز وتضعه بعتبة المنزل . والمار
الاول من الجيران ياخده عن طيب خاطر الى
الفرن ، ودون ان يطلب منه ذلك . اما جلب
الخبر فكان يتم اما بواسطة الاب العائد
في منتصف النهار او بواسطة الابن البكر
الراجع من المسيد اوالمدرسة ، عند منتصف
النهار.  كانت ابواب المنازل لا تغلق .
وفي الضحى تضع كل ام المجمر  » شاعل
بالفاخر  » لتهيئته لطبخ الغداء ، لان
غاز البوطان لم يكن متوفرا … وكانت الام
عندما تذهب الى الحمام وهذا هو المكان
المسموح به بالخروج انداك  . كانت تضع
المفتاح بركن معين عند الباب  » التسقيفة
 » ولا احد يقترب من باب المنزل والعائد
الاول من الابناء او رب الاسرة يعرف
جيدا مكان تواجد المفتاح … ومن الخميس
الى الخميس ، كانت الامهات يخرجن طبق
مملوء باطراف الخبزو التمر او شريحة كرموس
كصدقة للاطفال. ورغم الحاجة كان كل طفل
يكتفي بنصيبه فقط دون زيادة حتى لا يعير
بالجوعان … هذه ايام وجدة الزاهية –
وجدة
ايام النية والثقة المطلقة . اقف هنا
والسلام عليكم
.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

7 Comments

  1. Et oui.
    18/10/2015 at 05:42

    يا حسراه على كبيل يا حسراه!

  2. صديق العلامة
    18/10/2015 at 10:22

    والله ذكرتني يا اخي بالايام الزاهية التي لا تنمحي لنا من الذاكرة رغم اننا من لعروبية وقدم اجدادنا في اطار الهجرة القروية الى وجدة ونحن نسير الى اردل العمر. دائما عندما يقال لي من طرف شخص ما انا وجدي اقول له قولي اجنان اجدودك – فين جا – اي اين يقع ؟ بالمدينة وحتى لا اتهم بالعنصرية اعود للموضوع واقول – ذكرتني بايام زمان بالتحسينة اي الحلاقة ذكرتني بالتحسنة انتاع 4 دورو وطوبة انتاع السكر تحت القيطون اي الخيمة – ذكرتني باللبن انتاع الشكوة من بائع اللبن يعطيك نصف لتر من اللبن لكي تتدوق والا ما عجبك ما تشريش – ذكرتني بالحلقة انتاع الفنان عيش واها – مول البندير ورقصته انتاع لوكيلية- ذكرتني بالحلقة انتاع المرحوم عبد الله المكانة غير انت وانا. الذي كان يجمعنا بفرجة قل نظيرها في الوقت الراهن ، وبكلام وحكم اصبحنا نشاهده اليوم على ارض الواقع. اعطيك متل حتى لا اكون اثرثر في الفراغ * امشاة للروس هذا الجيل المنحوس … بمعنى انها سافرت الى الاتحاد السوفياتي الذي لم يعد موجودا. امشات للروس اي سافرت في الوقت الحالي الى اوكرنيا من اجل الحصول على ديبلوم والعودة . دكرتني بكلامه شفت البنت لابسا سلهام – مع ان البنت لم تكن تلبس السلهام المخصص للرجال فقط . اما اليوم ؟. ذكرتني ب رجال البلاد الذي كانت توضع صورهم عند مصور قرب سينما باريس التي لم يعد لها وجود وستتحول الى مشروع كما يرجور له – صور الهوبالة من امتال بورعدة- الدعرة – رقية ميميس – عنتر – ادجانكو… ذكرتني كذلك بسينما معراج المغلقة واغنية البائع المتجول – كازا يا كازا ومحلاك يا كازا كازا احلوة وبنينة كازا يا كازا ها البيض هالبيض في الاستراحة بين الفلمين .- بالكون فوتاي .. الفوق التحت .. سينما الفتح ؟ سينما النصر ؟ سينما كوليزي ؟ … ذكرتني بالذهاب الى الوعدة لسيدي يحي على العرابة المجرورة -وغير ب 10 دورو- والذهاب كل يوم اثنين الى سيدي امعافة على الكاروا- ذكرتني بالساقية و خرير مياهها التي كانت تاتي من سيدي يحي الى وسط المدينة ويقال انها كانت تنتهي بحمام البالي بقلب المدينة القديمة . او حديقة العمالة المطلة على الحي الاوربي . وزيد وزيد – شيلاه اسي يجي – يقبل على كل شي حتى اصبح القادمون حاليا من افريقيا والشام الله يطرح الباركة انتاع رجال البلاد

  3. Omar
    18/10/2015 at 22:00

    J ai passe toute mon enfance et une grande partie de ma jeunesse à Oujda c était le paradis sur terre ,je n oublierai jamais mes études au lycée abdelmoumen es escapades au parc lalla aicha on tous les jeunes se connaissaient entre eux on allait au stade municipale assister aux match du district quand je retourne à Oujda je suis comme un étranger à chaque passage devant les cafés la coupole Colombo ou radar j essuie des larmes on s retrouvait tous les jours après la fac pour une vrai discussion

  4. محمد الزروقي
    19/10/2015 at 17:19

    ذكريات جميلة اخي عكاشة، عدت بنا إلى الماضي وهو جميل برجاله ونسائه وأطفاله
    جميل بوقاره وحشمته ، جميل بالحب الذي كان يسود ، بالتعاون واحترام الآخر

    اين أنت يازمان

    تحياتي للاخ العزيز عكاشة

  5. صايم نورالدين
    20/10/2015 at 12:02

    موضوع جميل جدا يرجع بنا الى زمن ولد الدرب و ولد الحومة. زمان كان اهل الشرق ينعتون باصحاب كلمة الشرف هير اسمالهم بها يبيعون و بها يشترون و بثقة كاملة.لا احد كان يعرف الكذب كما هو الشان في المدن الكبرى (الدارالبيضاء و الرباط)و كلمة شرف بها يزوجون بناتهم و اولادهم و لا يتراجعون.كان الاب له كلمته في المنزل لا احد قادر على مناقشة قراراته.و الجيران كلهم يبحثون عن بعضهم بعضا و يتواجدون في السراء و الضراء.
    ايام مضت و ايامنا هذه الله يستر و السلام عليك و على القراء المحترمين. و رحمة الله علينا جميعا

  6. وجدي كروازي
    20/10/2015 at 16:06

    … انا ذكرتني بالشيخة الريمتي عندما غنت في منتصف القرن الماضي مع شيوخ القصبة والكلال *** الالة وجدة كيف هبلتني الترسنتي ولامبا تكدي *** وتستدرك الالة وجدة كيف هبلتني الترسنتي والشمع يكدي *** وغالبا ما كانت تقصد شموع غار الحويات وضريح الوالي الصالح سيدي يحي بنيونس اين كان يخيم سكان وجدة صيفا من اجل تصبين صوف الودحة انتاع لعرسات … اين نحن من تلك الايام ؟؟؟

  7. الروبي
    22/10/2015 at 12:10

    الماضي فات يا اشغل به بالك مات والعين ابكات

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *