Home»Correspondants»أوصيكم بالمفصولين والمنقطعين خيرا

أوصيكم بالمفصولين والمنقطعين خيرا

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد توصلت عبر الشبكة العنكبوتية بالعديد من التساؤلات والاستفسارات حول عملية إرجاع المفصولين والمنقطعين عن الدراسة، هذه العملية التي دأبت وزارة التربية الوطنية على تنظيمها كل بداية موسم دراسي  للاحتفاظ بالتلاميذ أكبر قدر ممكن داخل المنظومة التربوية في محاولة يائسة لوقف نزيف الهدر المدرسي الذي يؤرق المدرسة العمومية ،وأمام تنامي هذه المعضلة وتحت ضغط النسيج الجمعي للآباء والأمهات أصدرت الوزارة ترسانة من المذكرات المؤطرة للظاهرة والتي تسعى كلها تفادي طرد أبناء الشعب للشارع ،باعتبارهم الفصيل المؤهل والمستهدف بالفصل من الدراسة عكس الذين فتح الله عليهم ،الذين يجدون الوسائل والحيل القمينة بإبقائهم داخل الفضاء المدرسي أو النجاح إلى المستويات العليا بطرق مختلفة ، ونظرا للمنحى الخطير الذي وصلت إليه الظاهرة سنة 2003 اضطرت الوزارة إلى إصدار المذكرة رقم 118 بتاريخ 25 شتنبر 2003 في شأن إرجاع التلاميذ المفصولين والمنقطعين عن الدراسة ثم المذكرة 113 بتاريخ 22 شتنبر 2008 حول موضوع الحد من ظاهرة الهذر المدرسي، والمذكرة الاطار رقم 79 بتاريخ 13 يوليوز2004 حول الدخول المدرسي2003 ـ 2004، والمذكرة 846.04 بتاريخ 01  والمذكرة الاطار89 بتاريخ 19 غشت 2005 حول الدخول المدرسي 2005 ـ 2006، والمذكرة 50.815 بتاريخ 21 شتنبر 2005 والمذكرة 137 بتاريخ 04 أكتوبر2006 في موضوع إرجاع التلاميذ المفصولين والمنقطعين عن الدراسة …

يجب أن نعترف أن الوزارة الوصية، بذلت مجهودا تشريعيا مشكورا، ما فتئت تذكر به كل موسم دراسي من خلال مذكراتها المؤطرة للدخول المدرسي ،إلا أنه وكما كنا نقول دائما أن  هذه المذكرات لم يعد يلتفت إليها أحد، وأصبحت روتينا يطلق عليه بعض السادة المديرين » المذكرات التي لا تطبق »، كعملية التسجيل وإعادة التسجيل التي تنص المذكرات الوزارية على الشروع فيها ابتداء من نهاية السنة الدراسية ولا أحد يقوم بها مما يعرقل مصالح الآباء والأمهات… وأمام استقالة الوزارة ومصالحها الخارجية وتخاذلها وضعف آليات مراقبة وتتبع تنفيذ التعليمات والتوجيهات الوزارية باعتبارها جزءا من الواجب المهني، خضعت هذه العملية المصيرية لأهواء ومزاجية السادة رؤساء المؤسسات التربوية، وأصبحنا أمام ثلاث سناريوهات ، فهناك ثلة من المديرين الأكفاء الذين يحترمون النصوص ويعملون بها ويعقدون اجتماعات خاصة للفصل في طلبات الاستعطاف  انطلاقا  من ملفات التلاميذ بحضور الأساتذة وممثل جمعيات الآباء والحراس العامين حيث يسود نقاش وحوار تربوي هادف يراعي مصلحة التلميذ المفصول وبقية التلاميذ، ويرجح رأي الأساتذة باعتبارهم المعنيين الأوائل بالموضوع، أما النوع الثاني من المديرين فيسارع إلى عقد الاجتماع المخصص لهذا الغرض دون الاخبار القبلي للتلاميذ بالعملية والفصل بسرعة في الملفات المقدمة إن وجدت ، حيث ينفرد السيد المدير باتخاذ القرارات ويكتفي الحاضرون بجمركتها و تتعدد الأسباب والمبررات والنتيجة واحدة والمتمثلة في عدم إرجاع أي تلميذ، أما النوع الثالث فيكتفي بما تم إنجازه خلال مجالس الأقسام في نهاية السنة الدراسية وكفا الله المؤمنين شر الاجتماع…ومما يحز في النفس أن كل الشكايات المرفوعة للمخزن التربوي المحلي والجهوي لا تأتي بنتيجة، نظرا  » للعصبية الإدارية  » السائدة ،فالإدارة لا زالت تتعامل  بالصداقة قبل الواجب ، ولازالت تستمع للمدراء أكثر مما تستمع للشركاء، ولا زالت تغض الطرف على التجاوزات ولا تحرس على تطبيق القانون، ولا تراقب ولا تتبع ولا يحزنون، مما جعل « بعضهم » يتغول على الآباء والأمهات ويهين التلاميذ  ويتعسف عليهم ، ولازال الكثير منهم  يهمش جمعيات الإباء ويتدخل في شؤونها ويعرقل أنشطتها، وكل السادة المديرين الذين أعفتهم الوزارة كانت لنا معهم مواقف بطولية ،إلا ان مواقفهم تجاهنا كجمعيات تدافع عن مصالح التلاميذ كان سيئة جدا، فانتقم الله منهم، ، »والله لا شماتة »…إلا أن هذه الرؤيا لا تستقيم مع دولة الحق والقانون وربط المسؤولية بالمحاسبة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تساهم في إنجاح « الاستراتيجية »…

نحن لا نطالب بالإرجاع الجماعي للتلاميذ المفصولين والمنقطعين، وإنما تطبيق المذكرات ذات الصلة دون تأثير السادة المديرين على قرارات المجلس الذي يعتبر المدراء أحد أعضاءه ولا يمتلكون حق  » الفيتو » …إن تنامي ظاهرة المفصولين والمنقطعين هو أكبر عربون على فشل المنظومة التربوية، ويتحمل المخزن التربوي لوحده مسؤولية الظاهرة ولا يمكن أن يقدم أبناءنا وبناتنا أكباش فداء باعتبارهم الحلقة الضعيفة  داخل المنظومة، بينما ينعم الذين خربوا المدرسة العمومية بما نهبوه من أموال وامتيازات… أود أن أقول للسيد « المختار شحلال » صديقي وأخي رئيس رابطة المديرين, يبدو أنني قد جلدت السادة المديرين بكلماتي، لكن تيقن سيدتي أن النية لم  ولا ولن تكن كذلك ، وإنما الوطنية اليوم أصبحت تعني قول الحق ولو على الذات، وأنت تعلم سيدي أنني أقصد قلة ،الحمد لله ، لازالت تحن إلى المؤسسة التربوية « الضيعة »، بينما الملك لله، فيعلموا أن زمن  » مديرالمخزن » قد ولى بدون رجوع، وليعلموا أن لا أحد يصاحب المخزن، وفي الأخير ألتمس من سيادتكم مساعدتي بتجربتكم ولباقتكم وخبرتكم وهدوءكم الملائكي على تصريف خطابي  الافريقي الخشن  لزملائكم السادة المديرين الذين نكن لهم الاحترام والتقدير، من أجل اجتياز هذه المحطة المفصلية في حياة العديد من التلاميذ وأسرهم بنجاح وإدخال الفرحة في العديد من البيوت ونحن على أبواب عيد التضحية والفداء…. لقد كنت أظن أنني أحمل الوطن في قلبي فقط، لكن اتضح لي أنني أحمله كذلك في حقائبي. اللهم اجعلنا من الذين تقضى حوائج الناس عل أيديهم ، آمين
محمد حومين ـ باريس

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. الميلود
    10/09/2015 at 01:48

    اذا كان ولا بد من التعاطف مع هؤلاء التلامبذ المفصولين فلماذا يا اخي لم تحمل الوزارة الوزر في كونها لا تهيا المكان المناسب التلميذ بل تعمل على التكديس والاكتضاظ.بالله عليك هل يمكن للمعلم ان يوصل المعلومات ذاخل فصل به ازيد من 50 تلميذا؟ووو………
    بكل صراحة سبب ازمات التعليم ببلادنا هي الوزارة الوصية نفسها .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *