لا شك أن كل من يقرأ هذا العنوان سيتبادر إلى ذهنه أن مدير مجموعة مدارس عبد الرحمان الداخل أحيل على التقاعد وربما قد يظن البعض من أصدقاءه بأن الأخ بنيونس تناساهم ولم يدعهم إلى حفل تكريمه.

أطمئن الكل بأن السيد المدير لم يتقاعد بعد وما زال مشواره إلى التقاعد بعيدا قرابة 3 سنوات .كل ما في الأمر أنه بعدما قضى 11 في العالم القروي ، انتقل بفضل الله ومشيئته إلى العالم الحضري ليكمل مشواره هناك وبالمناسبة نرجو له مقاما سعيدا وبالتوفيق إن شاء الله في مهامه الادارية.

حفل التكريم هدا كان مفاجأة للسيد المدير وقد تم برمجته من طرف الأساتذة ، ليس العاملين بالمجموعة المدرسية بل أيضا حتى هؤلاء الذين سبق أن اشتغلوا معه هنا وانتقلوا للعمل بمدينة وجدة ورغم هذا لما علموا بخبر انتقال السيد بنيونس تابت إلى مدينة زيري بن عطية كانوا السباقين إلى تكريمه

هكذا نحن أساتذة مجموعة مدارس عبد الرحمان الداخل كرّمنا  شخصا عزيزا علينا تكريما يليق بمقامه بصفته أخا وصديقا وزميلا في المهنة  ومسؤولا إداريا لم نر منه ولم نسمع منه الا الخير وكان نعم الناصح والمرشد والمستشار في كل ما يتعلق بحياتنا العملية وحتى الشخصية  في بعض الأحيان .

  بدأ الحفل بالاستماع إلى آيات بينات من الذكر الحكيم وبالضبط سورة العلق التي تكرّم الانسان وتفضله عن باقي المخلوقات من خلال العلم والمعرفة. بعد ذلك استمع الحاضرون إلى النشيد الوطني المغربي صوتا وصورة .

إثر ذلك تابع الحاضرون عبر جهار المسلاط شريطا من إنجاز منسق التعاونية يتناول بعض الأنشطة التي أنجزت بين 2004 و2015 والتي أشرف عليها السيد المدير بالإضافة إلى سور تذكارية ستبقى خالدة في أذهان كل من عايش هذه الفترة من أساتذة ومتعلمين وكذا آباءهم وأولياء أمورهم .

  بالمناسبة ، نسيت أن أشير إلى أن حفل التكريم هذا حضره السيد عبد الوهاب يوسفي رئيس الجماعة القروية وبعض الموظفين التابعين له وكذلك أعضاء من جمعية آباء وأولياء التلاميذ و السيد عبد الحميد وردي عن السلطات المحلية ثم أعيان ووجهاء بلدة لبصارة على رأسهم السيد عبد الغني ناصري .

  بعد مشاهدة الشريط، تناول الكلمة مجموعة من الحاضرين …كلمة حق وصدق في حقه كلها اثنت على الصفات الحميدة التي اتصف بها السيد المدير وكذا معاملاته الانسانية مع الكل دون استثناء. كانت أول كلمة من طرف الأستاذة فاطمة الزهراء والتي قدمت إلى مجموعة مدارس عبد الرحمان الداخل سنة 2013 .سنتان فقط تقول الأستاذة اكتشفت فيها طيبوبة المحتفى به وقالت بكل صدق وتلقائية أنها اشتغلت مع عدة مدراء كانوا بحق مثالا للجدية والتفاني في العمل الا أن السيد بنيونس يبقى غلى رأسهم جميعا من حيت الأخلاق السامية والنبيلة. ثاني كلمة كانت من طرف السيد الحسن قنفودي وهم مدير مساعد بفرعية لغراسات التابعة لمجموعة مدارس عبد الرحمان الداخل. هو أيضا عبّر بصدق عن فرحه وحزنه لانتقال السيد المدير بقوله أننا فرحنا لانتقالك ولكن في نفس الوقت حزننا لفراقك . وهو أيضا نوّه بصفات المحتفى به . ثالث كلمة وكانت بحق عفوية من عند السيد رئيس الجماعة القروية والذي عبر عن اندهاشه للانتقال المفاجئ للسيد المدير إذ قال بالحرف الواحد : » كنا نعتقد أنك ماكث معنا حتى الاحالة على التقاعد » ويضيف  » لقد ألفناك لهاذا سنجد صعوبة في فراقك ». السيد عبد الغني هو أيضا قال كلمته نيابة عن الساكنة انصبت كلها حول صفات الأخ بنيونس الحميدة .

  أنا بصفتي منسق التعاونية ونائب المدير وأمين جمعية جيل مدرسة النجاح  كانت لي ذكريات كثيرة مع الأخ بنيونس ، والصراحة تقال أن الفضل يرجع له في كل ما وصلت إليه من حيوية ونشاط واشعاع في كل ما يتعلق بالحياة المدرسية .فبفضله تعلمت الحاسوب وأصبحت أكتب التقارير وأصبحت لدي هواية جديدة وهي التصوير الفوطوغرافي والذي أعطيته أهمية كبيرة في كل الأنشطة المقامة في مجموعتنا المدرسية من حفلات نهاية الدورة الدراسة أو نهاية السنة وكذا الأعياد والمناسبات من عيد الاستقلال وذكرى المسيرة الخضراء وعيد المولد النبوي الخ….. كانت آخر كلمة للسيد المدير .كانت كلمة بقدر ما هي صادقة كانت عسيرة إذ توقف السيد بنيونس عدة مرات عن الكلام بسبب الدموع الغزيرة التي ادرفتها عيناه وهذا تعبير أصدق من الكلمات .بالطبع تخلل ذلك تصفيقات حارة ووقوف الكل أمام هذا الموقف المؤثر .

فعلا هي لحظات حزينة ولكن ستبقى راسخة في الأذهان نظرا للموقف الذي حدثت فيه .لكن سرعان ما تغير الجو بالابتسامة والفرحة من خلال تسليم الهدايا إلى السيد بنيونس وطبعا بالتوثيق كل المشاهد بالصور.    الأستاذة مليكة أبت الا أن تخص السيد المدير بهدية خاصة سلمتها له تحت تصفيقات الحاضرين. أنا أيضا سلمت أخي بنيونس هدية عبارة عن لوحة يظهر فيها السيد المدير ووراءه المدرسة بصورتين قديمة وجديدة . كانت الشهادة التقديرية دليل وبرهان قاطع للحب والتقدير لكل الأساتذة تجاه السيد المدير ، وكما يقول المثل الفرنسي  » مرّة واحدة ليست عادة » كان عليه أن يتسلم الشهادة التقديرية من طرف هيأة التدريس  وهو الذي كان من قبل يسلمها لهم.
بالمناسبة هذا نداء شخصي إلى السيد النائب الاقليمي ليخص السيد المدير بشهادة تقديرية وأؤكد له أنه يستحقها عن جدارة ومن دون شك أن خلفه في مجموعة مدارس عبد الرحمان الداخل سينبهر أمام ما وصلت إليه هذه المجموعة الفتية من انجازات في كل الميادين والفضل كله إلى السيد بنيونس تابت ثم أسرة التعليم.       إشارة أخرى هي حضور عون المدرسة السيد سعيد بوزرواطة والذي أصر في المشاركة في حفل التكريم بمبلغ مالي رغم ظروفه المادية القاهرة وهذا تعبير منه عن حبه وتقديره للسيد المدير.

قبل الالتحاق بقاعة الحفلات لتناول المشروبات والحلويات ، تناول الكلمة السيد عبد الغني ناصري ليدعو الجميع إلى مأدبة غداء بمنزله مباشرة بعد صلاة الظهر.    في قاعة الحفلات ، كانت الفرحة عارمة وبادية على محيى الكل : أساتذة وضيوف. فعلا قضينا ساعة  ليس للأكل والشراب ولكن متعة الاجتماع حول طاولة لها أكثر من دلالة في النفوس والقلوب. طبعا أخذنا من جديد صورا تذكارية للحدث. كان الختام بآيات بينات من الذكر الحكيم وكانت الساعة حوالي الواحدة بعد الزوال .اقترب موعد صلاة الظهر ليتوضأ الكل قبل الالتحاق بمسجد البلدة ثم تلبية دعوة أخينا ناصري عبد الغني.

تناول الكل الغداء في جو مرح ولكن يغلب عليه الحنين والشوق الى لحظات ستصبح بعد قليل ذكريات لا تنسى والسلام
المراسل عبد الحميد خنطاش
أستاذ مجموعة مدارس عبد الرحمان الداخل