Home»National»الفاشلون

الفاشلون

0
Shares
PinterestGoogle+

الفاشلون
لا يفتأ يمر يوم أو غيره حتى يطلع علينا من أبناء جلدتنا من يرى طريقا غير طريقنا وحياة تخالف حياتنا وكأنه يعيش في مجتمع مغاير لمجتمعنا ، يعيش في بقعة فوق القمر أو المريخ ويقول للناس القاطنين على الأرض : لا أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ، تلك الأنانية الفكرية التي تبغي أقلية لا تساوي في مجموع الميزان شيئا أن تلزم الأغلبية بفكرها ورأيها ، مدعية في ذلك أنها صاحبة حق تطلبه ولا بد من توفير الحقوق لها حتى أصبح كل من هب ودب ينادي بما يراه في نفسه حقا ويطالب بإلزامه الناس كرجل تغلبه زوجته ويأكل العصا صباح مساء فيخرج علينا في الصباح ينادي بحقوق النساء ، فالأحرى به أن ينادي بحقوق الرجال لا النساء .

والواضح في الأمر أننا لا ننكر على من يرى طريقا غير طريقنا فتلك حياته وذلك درهمه فليمت جيفة إذا أراد ولن ينفق درهمه فيما شاء ، أما أنك تفرض علينا طريقة عيشك التافه وتلزم الناس بما تراه ظانا أنك مظلوم لعدم توافق الناس معك فهذا هو التعدي بعينه ، وإلا لأصبح المجرم ينادي فينا صباحا بحقه في قتل الناس ويجب على المغرب أن يحفظ له هذا الحق حتى يكون المغرب ديمقراطيا فهذه مجرد سفاهة لا شأن للناس بها .
من ذلك فقد خرج علينا مجموعة من الفاشلين تتزعمهم امرأة …………… يريدون أن يفطروا في رمضان أمام الناس حتى يشعروا أن لهم حقوقا وحتى يقولوا بأن في المغرب ديمقراطية ، ولكن نست تلك الفاشلة قضية مهمة كان عليها أن تراجع فيها كتب الفلسفة والقانون – إن كانت تعرف مثل هذه الكتب – أن الديمقراطية لا تعني حماية حقوق الفاشلين في الحياة إذ لا قيمة لفاشل حتى يكون له حق أصلا ، الفاشل لا يقود الناس لأنه لم يستطع أن يقود نفسه ، فكيف سيراهن المغرب على من لم يستطع أن يمتنع عن الطعام من الصباح إلا المساء ؟ كيف سيصبر على جوعه ليوفر للناس غذائهم ؟ كيف سيكون تعامل مثل هذا مع المال العام ؟ هؤلاء ما استطاعوا أن ينتصروا على جوعهم وشهواتهم حتى يحققوا في مشوارهم شيئا ، هؤلاء مجموعة من الفاشلين الذين اجتمعوا في نادي القوم وخرجوا على الناس ينادون بأعلى صوتهم : نحن لن نصوم سنفطر أمام الناس جهارا نهارا ،فماذا يدل هذا الفعل لمن حلله ودرسه ؟ ي

يدل دلالة واحدة لا ثاني لها أن هؤلاء قوم لم يحققوا شيئا ولن يحققوه أصلا كالتلميذ الكسول في الفصل حلى حين غرة أصبح ينادي أمام الإدارة : نعم لحقوق الكسالى في المدارس ولا إلزامية للتعليم نعم للأمية والجهل ، فهذا التلميذ لم يستطع أن ينتصر على الجهل فكيف سينشر العلم .
أخيرا من هزمه رمضان ولم يجد له قوة فليدخل منزله ويطلق صفارة طاجينه فلا تزر وازرة وزر أخرى لا أن يقول للناس أفطروا حاسبا الناس فاشلين مثله

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. كرفالي
    18/09/2009 at 15:20

    نشكرك السي امحمد على هذا المستوى الرائع الذي تضمنه مقالك و التحليل الفلسفي القوي . زدنا من فضلك يا أخي

  2. oujdiya
    18/09/2009 at 15:20

    الله يعطيك الصحة ، يجب أن يكتب كل واحد منا حول هؤلاء الفاشلين حتى لا يحسبوا انفسهم ةحدهم في المجتمع

  3. مقرب من الأستاذ امحمد رحماني
    19/09/2009 at 18:16

    الأستاذ امحمد رحماني من الكتاب المتميزين مؤخرا بالركون إلى المنطق والمجادلة العلمية الرصينة وليس بغريب أن يأتي لنا بمثل هذه المقالة وقد صدر له مقالان رائعان في موقع رابطة أدباء الشام الأول تحت اسم : أين الإسلام ؟ والثاني : المنهج الأصولي في قراءة النص القرآني فليراجعهما من أراد على الرابط التالي
    link to odabasham.net

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *