Home»Correspondants»إصلاح منظومة العدالة بتأهيل القاضي والمتقاضي على السواء

إصلاح منظومة العدالة بتأهيل القاضي والمتقاضي على السواء

0
Shares
PinterestGoogle+

إصلاح منظومة العدالة بتأهيل القاضي والمتقاضي على السواء

 

تتبعت محاضرة السيد وزير العدل والحريات بوجدة يوم الجمعة الماضي، وكنت حريصا على تسجيل أهم ما تحقق في إطار إعداد مشاريع القوانين التي تطلبت عدة مناظرات وملتقيات وطنية ولم يبق إلى مصادقة البرلمان لتنزيلها على أرض الواقع. وهي مجهودات تصب في إطار تكريس ضمانات المحاكمة العادلة لفائدة المتقاضين وتسريع وتيرة إصدار الأحكام وتنفيذها والتخفيف من البيروقراطية و الرشوة والفساد، مع ضمان استقلالية القضاء وصون هيبة القاضي… إلى أن قال السيد الوزير: سيفخر كل المغاربة بهذه القوانين التي سترفع بلادنا إلى مصاف الدول المتقدمة…

وما أن دخل السيد الوزير في بعض التفاصيل التي تنتظرها قاعة مركز الدراسات التي غصت بالمسؤولين القضائيين والفاعلين في المجتمع المدني والإعلاميين والمهتمين القادمين من مدن مختلفة، حتى رفعت بعض السيدات الجالسات في الصفوف الأمامية لافتات صغيرة من الورق المقوى ، مكتوبة بخط رديء وغير مقروء … حصل بعض التشويش ولم تصل الرسالة إلى من يهمه أو لا يهمه الأمر.

استأنف السيد الرميد مداخلته في إطار هذه الندوة الوطنية التي تشرفت وجدة باحتضانها وهي من تنظيم (الجمعية الوطنية لإصلاح منظومة العدالة)، وبعد وقت قصير، يتقدم رجل ستيني، طويل وعريض، يخترق حواجز اللجنة المنظمة ويقتحم المنصة، ثم يصرخ في وجع السيد الوزير ومن معه من وكيل والملك وضيوف الندوة: (أنا مظلوم آ عباد الله، مرتي حكمت عليا فهولاندا ب 36 مليون، ودخلتني للحبس… أنا مظلوم… أنا مظلوم…(ثم يتقدم بطلب أغرب من الخيال:أنا بغيت نتصور مع وزير العدل !!!)…

تأفف السيد المحامي الجالس بجانبي وأعربت له عن تذمري من (تخلف) بعض المواطنين وخلطهم بين قاعة الندوة وقاعة المحكمة !وخشبة المسرح البلدي !!

 ضبط السيد الوزير نفسه إلى أن تم إبعاد هذا المواطن الغريب، ثم هدأت النفوس وتابع مداخلته. بعد حوالي ربع ساعة، تصعد سيدة أربعينية، وهي تتأبط ملفا أسود، وتصعد في هدوء إلى المنصة ، وعند توقيفها من اللجنة المنظمة، تطلق صرخات لا تُطاق… يطلب الوزير أن يُسمح لها بالاقتراب منه، فتبدأ في أداء دورها فوق المنصة: (أنا مظلومة آ سيدي، دخلولي ولدي للحبس، وقالولي هبيل… أنا ولدي ماشي هبيل…أنالا ولدي ماشي هبيل…)

مرة أخرى، تتوقف الندوة، إلى حين انتهاء المشهد بإبعاد المواطنة المُشتكية. لم تطلب أخذ صورة مع الوزير، بل طلبت تقبيل رجليه !! هنا يقسم السيد الرميد أنه لن يتسلم أي ملف سُلم له بهذا الشكل الفوضوي، ووعد بتسلم كل الملفات والرسائل في آخر النشاط…

بعدها فُتح النقاش، وتدخل السادة المحامون والأكاديميون، والكل يركز على مزيد من الضمانات للمتقاضي…. لكنني تساءلت مع نفسي، لا زلت أتساءل: هل إصلاح منظومة العدالة يتم فقط بإعداد القوانين وتحقيق المحكمة الرقمية؟ أم أن الأمر يقتضي بموازاة مع ذلك فتح ورش منظومة القيم والسلوك لدى المواطن المتقاضي كذلك؟

لا بد من التوازن في كل شيء… لا بد من إصلاح منظومة العدل، ولا بد من ضبط إيقاع الحريات… و من لا يحترم وزير العدل، كيف نطلب منه أن يحترم قاضيا أو يُنفذ حكما صدر في حقه؟؟

 

محمد السباعي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. العدل أساس التنمية
    29/01/2015 at 17:09

    هذا يعني أن وزير العدل كاع ماجايب خبر لآش كيوقع فالقطاع لي كيشرف عليه. يعني ماكاين لا عدل لا عدالة لا حرية لا حريات باقية السيبة متفشية كما كانت فالماضي.

  2. بنيونس بلبشسر
    29/01/2015 at 22:34

    احترام السيد الوزير واجب يدخل لا محالة في اطار احترام هيبة الدولة.لكن حينما يتقدم مواطن انهكه الفقر و الأمية نحو وزير للتظلم حول غبن او ظلم مسلط باسلوب قد يراه البعض غير لائق بحرمة وزير فتلكم رسالة ناطقة على الوزير التقاطها لفهم الواقع الظالم المسلط على الابرياء من الضعفاء ولا يفسر انه صوت غربان.أما تحويل المعارضة الى غربان فنكتة لا تثير الضحك بل تثير الشفقة .ن

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *