Home»Enseignement»ماذا بقي من أدوار وقيم رجل التعليم ؟؟

ماذا بقي من أدوار وقيم رجل التعليم ؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

في هذا المقال لا أعمم ولا أنفي وجود رجال تعليم في المستوى المطلوب،ولا أتكلم  من خارج تجربتي المتواضعة التي عايشت فيها أجيالا من رجال ونساء  التعليم بما لها وما عليها ، ولكنني انطلقت  مما  استفزني داخل الجسم التعليمي من تحولات أعتبرها غريبة عليه ، دون أن أدخل في جزئيات تحط من الكرامة يعج بها الإعلام بكل تلاوينه   .

من المفروض أن يحس رجل التعليم بجسامة المهمة الملقاة على عاتقه، وبالدور التاريخي الموكول إليه ،وأن يزهو في عمقه بالمهام المنوطة به ، والتي طوقه بها ليس فقط واجبه المهني بل وضعه المعنوي المتميز في صلب المجتمع ، وأن يقبل عليها بصدر رحب وبروح المسؤولية والانضباط، والتضحية اللائقة بهذا التكليف والتشريف في نفس الوقت . وأن لا يرى في عمله النبيل الزاخر في أبعاده ،بقيم إنسانية رفيعة ، سوى ما يتقاضاه مقابله من أجر مادي هزيل مهمى ارتفع، أمام قيمته المعنوية الكبيرة .
فالأوساط التعليمية خضعت تحت تأثير عدة عوامل، للفصل التدريجي  بين القيمة المادية للمهام التعليمية  والقيمة المعنوية، ويتم الدفاع  المستميت عن الأولى ، والتخلي عن الثانية التي تشكل في الحقيقة الوضع الاعتباري لرجل التعليم في المجتمع وفي الوجدان العام  ، وبهذا أصبح التعليم كمادة بلا روح ،وتخلى جل رجال ونساء التعليم عن أصالتهم البشرية، وإنسانيتهم المرتبطة بمدى تشبثهم  بالقيم المعنوية  .وأصبحت المظاهر والمكتسبات المادية هي معايير النجاح بالنسبة إ ليهم ، ومجالا لتهافتهم وتنافسهم ،بعد أن كانت سمعة التعليم ، و نبل رسالته ، وقربه من الثقافة و المجتمع ، هي   الدوافع لاختيار وو لولوج وظائفه.
فرجل التعليم بحكم موقعه في عمق المجتمع، والرسالة التي يحملها، عليه أن يكون مرهف الحس تجاه محيطه ، يهتم بشؤونه ،ويعبر عن همومه  وأحزانه ،وكدا أفراحه ومسراته .وعليه بمقتضى كل هذا أن يكون في مستوى القيمة التاريخية للتعليم والتعلم، حيث كان مجرد تعليم بعض الأطفال القراءة والكتابة يحرر صاحبه من الأسر .وعلى عهد الاستعمار في بلادنا كان المعلمون يعتبرون أنفسهم أوصياء على الطبقة العاملة وموجهوها، كما يدل على ذلك أرشيف ودادية التعليم الابتدائي لتلك المرحلة.
ما دفعني إلى كتابة هذا الموضوع هو لا مبالاة أعداد كبيرة من رجال ونساء، ورضاهم على تقليص دورهم إلى حدوده الدنيا ،وانفصالهم شيئا فشيئا عن اهتمامات  محيطهم  ، واستشراء الوهن والفتور حتى في علاقاتهم ببعضهم ، وضعف  قيم التضامن بينهم  ،الذي ساهمت فيه  مبالغة  النقابات في  تفيئ رجال ونساء التعليم حسب السلاليم والرتب وووو ،  بل دعت بعض النقابات إلى التفيئ حسب الجنس، وأصبحت كل نقابة لاتدافع إلاعلى منخرطيها في أحسن الأحوال ، بعد أن كانت تدافع عن مصالح  رجل التعليم  بغض النظرعن انتمائه  .
وأصبحت حتى دعوات الزيارة الجماعية لرجال ونساء التعليم للمرضى منهم،  من أجل الاطمئنان عليهم ، ومساعدتهم ماديا ومعنويا ، تقابل باللا مبالاة والعزوف .
ويوجد على الأقل أربعة من رجال التعليم بمدينتنا الصغيرة جرادة طريحو الفراش مند مدة طويلة ، ويعانون من أمراض خطيرة ومكلفة ،وهم في أمس الحاجة إلى الدعم المادي والمعنوي .
تحياتي  ..

محمد بونيف

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. sbai abdelkarim Oued elhimer
    27/01/2015 at 18:30

    مقال جامع مانع.تحليل واقعي رائع.غابت الانسانية فغا ب الانسان.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *