Home»Correspondants»التوجيه التربوي دعامة للتربية والتكوين

التوجيه التربوي دعامة للتربية والتكوين

1
Shares
PinterestGoogle+

التوجيه التربوي دعامة من دعامات منظومة التربية والتكوين

تقديم

كثيرا ما تطرح مسألة التوجيه التربوي في مختلف اللقاءات التربوية ،لمعرفة المهام المنوطة بأطر التوجيه وما يقومون به من اعمال تتعلق  بالتوجيه التربوي .

 ورغم المجهودات التي يبذلها أطر التوجيه منفردين غالبا ، فإن انجازاتهم لا ترقى حسب مختلف الفاعلين إلى ما يرغبون أو ما يتصورون ، لأن هناك تمثلات كثيرة وخاطئة عن دور التوجيه التربوي وأهدافه وعن أطره وما يقومون به ( كموجهين ) بين قوسين خلال السنة الدراسية ، بل يتصورون في الغالب المستشار أوالمفتش في التوجيه التربوي مدرسا للإعلام والتوجيه  ، يجب عليه أن يصول ويجول في جميع الفصول وفي جميع المؤسسات المسندة إليه طوعا أو كرها لتقديم مختلف المعلومات المتعلقة بالشعب الدراسية وآفاقها ، ومدارس التكوين وموادها وتقديم المباريات المختلفة وحيثياتها ، بل يجب عليه أن يكون مطلعا على مختلف القضايا والمستجدات محليا أو جهويا أو وطنيا …

ولقد مر أطر التوجيه التربوي بالعديد من المراحل والتجارب وتكاثرت المذكرات المنظمة لمجال التوجيه التربوي ، غير أنها ظلت غير مناسبة ولم تصمد طويلا لتفعيل مختلف التجارب ، إلى أن جاء الميثاق الوطني للتربية والتكوين بوضعه للوكالة الوطنية للتوجيه والتقويم ( البند 103) وبعده جاء البرنامج الاستعجالي الذي قدم الكثير للتوجيه التربوي انطلاقا من تعزيز البنيات التحتية ووسائل العمل ، غير أنه لم يتمكن من الإستمرار في التعزيز بالموارد البشرية وتنفيذ العديد من مواد وبنود الميثاق الوطني

 وهكذا ظل أطر التوجيه في القطاعات المدرسية للتوجيه في الواجهة منفردين في كل ما يتعلق بالعمليات والأنشطة والإبداع ، بل وقد يحاسبون على من لم يكن تحت مسؤولياتهم ومهامهم . رغم تركيز مختلف النصوص على ضرورة التعبئة  من أجل الإعلام والمساعدة على التوجيه ، …

 

 أهمية التوجيه التربوي

تتجلى أهمية التوجيه المدرسي في عدة جوانب نذكر منها  انه :

v       أداة فعالة لاكتشاف المواهب والقدرات والعمل على صقلها وتنميتها.

v       وسيلة من وسائل تفعيل العملية التربوية وجعلها تتجاوب مع التنمية الوطنية وعالم الشغل .

v      الأخذ بأيدي الدارسين ومساعدتهم على تلبية حاجاتهم ومطامحهم التعلمية.

v      وسيلة من وسائل البحث الذي يخدم الفعل التربوي ويساعد على تطوير آلياته وأسسه

v      آلية من آليات رفع المردود المدرسي، وتحسين نتائج الامتحانات.

v      يساعد على تقليص ظاهرة التسرب في الوسط المدرسي .

v      يمكن من تكييف النشاط التربوي للقدرات الفردية للتلاميذ ومتطلبات التخطيط المدرسي .

v      وسيلة تيسير سبل الاندماج في الحياة المهنية والعملية .

v      اكتشاف مواطن القوة والضعف في مردود التلاميذ بغرض اقتراح الحلول الممكنة.

v      مساهمة مؤسسات التوجيه بالتنسيق مع مؤسسات البحث في أعمال البحث والتجربة والتقويم حول نجاعة الطرق واستعمال وسائل التعليم وملائمة البرامج وطرق الاختبار.

v      الخروج من حقل التسيير الإداري للمسار الدراسي للتلاميذ إلى مجال المتابعة  النفسانية والتربوية والإسهام الفعلي في رفع مستوى الأداء للمؤسسات والدارسين.

v        تطوير قنوات التواصل الاجتماعي والتربوي داخل المؤسسة وخارجها.

v        ا يقاظ وتثبيت روح المسؤولية وحب الاستطلاع لدى المتعلم، حتى يصبح مستقلا وواثقا بنفسه.

v      تحسيس المتعلم بالموارد وبمتطلبات الوسط؛ فيتمكن بذلك من تحسين نوعية حياته ومحيطه.

v      تنمية مهارات تمكن المتعلم من أن يتدبر أمره في جميع مستويات الأنشطة، وكافة المهن.

v      تنمية قدراته على أخذ المبادرة، وعلى المشاركة النشيطة في مختلف مشاريع المجتمع.

 

إشكالية التوجيه التربوي :

تقع اشكالية التوجيه في نقطة تلاقي ديناميتين

1 – دينامية تطور العالم السوسيواقتصادي

2 – دينامية النمو الشخصي للفرد

انه تشابك من نوع معقد بين السيكولوجي ووالعائلي والمؤسساتي والاجتماعي والاقتصادي ، ويزداد الأمر تعقيدا مع تقلب الوضعية الاقتصادية والتطور التكنولوجي السريع والاصلاحات المتواصلة في نظام التربية والتكوين

وهكذا لم تعد غاية التربية منحصرة في تلقين المعارف والتعلم الذاتي بل اتسعت الى اكساب المتعلم مهارات التنبؤ والتموقع والتكيف وتنمية قدرات التغيير من خلال معرفة الذات والمحيط لانجاز مشاريع شخصية قابلة للتحقبق

 

الميثاق الوطني للتربية والتكوين :

حدد الميثاق الوطني المفهوم العام للتوجيه في المادة 99

q         المادة 99 : التوجيه جزء لا يتجزأ من سيرورة التربية والتكوين بوصفها وظيفة للمواكبة وتيسير النضج والميول وملكات المتعلمين واختياراتهم التربوية والمهنية ، وإعادة توجيههم كلما دعت الضرورة الى ذلك ، ابتداء من السنة الثانية من المدرسة الإعدادية إلى التعليم العالي .

q        المادة 100 : يستبعد العمل بنسب النجاح المحددة مسبقا كشرط للانتقال من سلك تربوي الى اخر ، وعلى عكس ذلك يستند تدرج المتعلمين بناء على استحقاقهم فقط ، بناء على تقويم مضبوط وعلى اختياراتهم التربوية والمهنية المحددة باتفاق مع المستشارين في التوجيه والأساتذة ، وبالنسبة للقاصرين منهم بموافقة أبائهم او أوليائهم .

q        المادة 101 : يتم تعيين مستشار واحد على صعيد كل شبكة محلية للتربية والتكوين … وبعد على صعيد كل مؤسسة للتعليم الثانوي . ويتوفر المستشار على مكان للعمل مزود بالأدوات الملائمة كما يستفيد من التكوين المستمر وتناط بالمستشار في التوجيه المسؤوليات التالية  :
1- الإعلام الكامل والمضبوط للمتعلمين وأوليائهم حول إمكانات الدراسة والشغل
2- تقويم القدرات وصعوبات التعلم
3- إسداء المشورة بشان عمليات الدعم البيداغوجي الضرورية
4- مساعدة
 التلاميذ الراغبين على بلورة اختياراتهم ومشاريعهم الشخصية

q        المادة 102 :تعميم مراكز الاستشارة والتوجيه .

q        المادة 103 : تحدث وكالة وطنية للتقويم والتوجيه تتمتع بالاستقلال التقني والمالي والاداري وبالشخصية المعنوية  ، ويناط بها على الخصوص

· البحث التنموي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية واللسانية المطبقة على التربية وطرق الامتحان والتوجيه التربوي والمهني

· الإشراف على مستشاري التوجيه وعلى مراكز الاستشارة  وتزويدها المنتظم بالمعطيات ووسائل العمل

· وضع معايير للتقويم والامتحانات ، وانشاء بنك للروائز ومواد اختبار متسمة بالصلاحية والدقة ومعتمدة على اهداف ومحتويات التعليم المحددة في البرامج والمناهج الرسمية

· التحضير والإشراف على الامتحانات

· السهر على انسجام مواضيع الامتحانات الموحدة على الصعيد الجهوي

· العمل على تحديد كيفية المشاركة في الأنظمة العالمية للتقويم

· إعداد تقرير سنوي يضم حصيلة الانجازات ونتائج السنة الدراسية مشفوعة بتقويمها

البرنامج الاستعجالي ( المشروع E3P7 )

q      التدبيرالاول : وضع الإعلام رهن إشارة الفئات المعنية  عبر نظام وحيد للإعلام 

v      إحداث الوكالة الوطنية للإعلام والتوجيه

v      إحداث مراكز الإعلام والتوجيه

v      إحداث البوابة الوطنية للإعلام والتوجيه

v      إنتاج وتوزيع الدعامات الإعلامية

v      تنظيم تظاهرات 

v    تعميم حصص الإعلام من الأولى إعدادي         

q    التدبير الثاني : تطوير التوجيه النشيط بمصاحبة التلميذ  من طرف الجامعة والثانوية قصد توفير إعلام جيد وإتاحة الفرصة لاختيارات جيدة ومعقولة

إرساء مسطرة خاصة بالتوجيه النشيط

v خلق وجيهات بين الثانويات والجامعات وبين الجامعات وسوق الشغل

v    اشراك مجلس القسم بالثانية باكلوريا مع الجامعة في مساعدة التلميذ على الاختيار

v   تعميم العمل بالمشروع الشخصي  للتوجيه  

q    التدبير الثالث : تعبئة الأطراف المعنية حول التوجيه  

v    إشراك الأساتذة والجمعيات والمهنيين في المجهود المبذول في مجال الإعلام والمساعدة على التوجيه

v      انخراط هيئة التفتيش بمختلف تخصصاتها

v     انخراط الإدارة التربوية ومجالس المؤسسة

v     انخراط اطر التدريس عامة والأساتذة الكفلاء خاصة

v     انخراط المتعلم

v    انخراط أباء وأولياء التلاميذ والمساعدين في المجال الاجتماعي والصحي وانخراط المهنيين

انخراط المساعدين الاجتماعيين 

q    التدبير الرابع :  تعزيز الموارد البشرية المخصصة للتوجيه كما ونوعا

v   تعيين مستشارين جدد في التوجيه

v    انجاز تكوينات مستمرة للأطر العاملة في مجال الإعلام والمساعدة على التوجيه

v   تحسين ظروف اشتغال  اطر التوجيه  


الإطار العام للمذكرة 17 : الاطار التنظيمي لمجال التوجيه

q   يقصد بمجال التوجيه التربوي جميع العمليات الإدارية والأنشطة الخدماتية والتاطيرية المتعلقة بالإعلام والمساعدة على التوجيه ، والمنجزة على مستوى البنيات المتدخلة في المجال مركزيا وجهويا واقليميا ومحليا

q   يعهد القيام بهذه العمليات والأنشطة الى اطر متخصصة في مجال الاعلام والمساعدة على التوجيه ، مع انخراط كل المعنيين بالشان التربوي على مستوى المؤسسة التعليمية من مدرسين واطر الادارة التربوية ومفتشين ومتدخلين وفاعلين من خارج المؤسسة التعليمية

q   نهج المقاربة التربوية في التوجيه :

–          هدفها توعية المتعلم بالعلاقات المتشعبة بين النظامين التكويني والمهني ومن ثم اكسابه كفايات ومهارات تؤهله للتموقع في عالم متغير باستمرار  ، وتجعله فاعلا وواعيا بمسؤولياته عن تعلماته  واختياراته التربوية والمهنية 

–          تقتضي المقاربة التربوية في التوجيه التربوي :

q   الوعي بتطلعات المتعلم وحاجاته البدنية والوجدانية والنفسية والمعرفية والاجتماعية

q   وكذا انخراطا فعالا لمختلف الفاعلين المعنيين من الوسط المدرسي والاجتماعي والاقتصادي ، لتوفير الظروف المواتية ووسائل التعلم والتنشئة الاجتماعية العملية من اجل تيسير نجاح المتعلم في حياته المدرسية بصفة خاصة وحياته المهنية والاجتماعية بصفة عامة

أهداف التوجيه التربوي ( المذكرة 17 )

الأهداف العامة للتوجيه التربوي الأهداف الخاصة للتوجيه التربوي
تحسين جودة خدمات التوجيه للمساهمة في الرفع من جودة منظومة التربية والتكوين تفعيل اليات ومساطر التوجيه والارتقاء بها
الحرص على ملاءمة التكوينات لحاجيات ومتطلبات التنمية الاجتماعية والاقتصادية  تيسير اندماج المتعلم في الحياة المدرسية
المساهمة في انفتاح المؤسسة التعليمية على محيطها مساعدة المتعلم على معرفة ذاته ومحيطه وتصحيح تمثلاته واتخاذ قرارات مناسبة بخصوص اختياراته الدراسية والمهنية ومشاريعه الشخصية
تمكين المعنيين من الاستفادة من خدمات التوجيه وضع معلومات شاملة ومحينة وذات مصداقية للفئات المعنية
تحسين مستوى وظروف أداء المدخلين في المجال تنظيم تدخلات الفاعلين في مجال التوجيه التربوي وتطويرها
إشراك اطر التدريس والإدارة التربوية والأولياء والمهنيين في المجال  
إثراء مجال التمثلات والقيم لدى المتعلم   

مهام اطر التوجيه في القطاعات المدرسية ( المذكرة 17 )

Ø      انجاز أنشطة لمعرفة المتعلم ومساعدته على معرفة ذاته  : (استثمار الملفات – لقاءات – تحديد الميولات – الحافزية – القدرات ..)

Ø      انجاز أنشطة لتمكين المتعلم من معرفة محيطه الدراسي والتكويني والمهني ، وإدراك التفاعلات القائمة بين هذه المكونات :          (-أنشطة حول الدراسة بالتاهيلي والعالي – التكوينات المهنية – التظاهرات – عروض للاباء – زيارات … )

Ø      انجاز أنشطة لمساعدة المتعلم على بلورة اختياراته التربوية ومشاريعه الشخصية – دراسة واستثمار مختلف الوثائق الشخصي للمتعلمين من ملفات ونتائج وبطاقات التوجيه بتنسيق مع الإدارة التي تتولى أساسا التدبير الإداري لهذه الوثائق : (  -منهجية بناء المشروع الشخصي – تقنيات البحث عن المعلومات – تقنيات التواصل – تقنيات العمل الفردي والجماعي – التقويم الذاتي – الاختيار واتخاذ القرار  )

Ø      المساهمة مع مختلف الأطراف في رصد ومعالجة صعوبات التعلم والاندماج المدرسي  وفي تقديم الدعم النفسي والاجتماعي

(رصد مشاكل الاندماج في الحياة ومعالجتها – انشطة الحياة المدرسية … )

Ø      المساهمة في تاطير الزيارات والتداريب الاستكشافية للمقاولات

Ø      المساهمة في تاطير وتنشيط منتديات المهن والتظاهرات والملتقيات الإعلامية وطنيا وجهويا ومحليا

Ø      المشاركة في مجالس مؤسسات القطاع

Ø      المساهمة في تنسيق تدخلات الفاعلين الاخرين في مجال التوجيه

Ø      المساهمة في انجاز دراسات وبحوث تربوية خصوصا في التوجيه  

خاتمة :

إن عمليات التوجيه التربوي ، ليست بالعمليات الظرفية ولا بالعمليات المنحصرة على مجهودات فردية لأطر التوجيه التربوي المتنقلة باستمرار بين مؤسسات القطاع المدرسي للتوجيه وغيرها ، بل تعتمد هذه العمليات على مجهودات جميع الفاعلين التربويين في تنسيق وتكامل وتعاون وتشارك ، وفي تطبيق لمختلف البنود والتدابير المنظمة لمختلف المهام .

وإن أي  تقصير في مجال الاعلام والمساعدة على التوجيه ، يتحمله مختلف المسؤولون كل في موقعه لعدم القدرة على التواصل وتطبيق مختلف النصوص ، أو لنقص في الدراية ولو سطحيا ، بفسيفساء المهام المنوطة بجميع الفرقاء في هذا المجال التربوي الذي يستطيع أطر التوجيه التأثير فيه والابداع  في منهجياته ونظرياته .

المراجع :

–           الميثاق الوطني للتربية والتكوين

–           البرنامج الاستعجالي

–           المذكرة 17 حول : الإطار التنظيمي لمجال التوجيه التربوي  بتاريخ 21 ماي 2007

–           المذكرة 19 حول تنظيم العمل بالقطاعات المدرسية  بتاريخ 18 فبراير 2010

–           المناظرة الوطنية حول تطوير وظائف واليات الاستشارة والتوجيه – الرباط في 9 أبريل 2005

–           مشروع مخطط لتطوير وظائف واليات الاستشارة والتوجيه 2005- 2010

–             – مشروع ألف (الارتقاء بجودة التعلم والتأهيل للعمل من أجل مستقبل أفضل)

 (Advancing Learning and Employability for a better Future) ALEF  

–       بتعاون مع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بجهات الدار البيضاء الكبرى، والشاوية ورديغة، ومكناس تافيلالت، والجهة الشرقية

 شتنبر 2007

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. نهاري
    21/01/2015 at 01:54

    شكرا سي محمد على تفضلك بها الموضوع القيم الذي أحاط بكل جوانب التوجيه التربوي ومكانته ضمن منظومة التربية والتكوين، وأهميته في حياة التلميذ والطالب، من أجل إعداده للاندماج في الحياة العملية، فإلى الأمام، ومزيدا من التألق والإبداع،

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *