Home»Correspondants»مدرسة القرن 21 التغيير المطلوب

مدرسة القرن 21 التغيير المطلوب

0
Shares
PinterestGoogle+
 

مدرسة القرن 21:التغيير المطلوب

ورد في الكتاب(تحليل العملية التعليمية) في الصفحة 10 السؤال التالي: »ولكن هل يعني هذا انه يمكن اختزال العملية التعليمية للمدرس في النشاط القابل للملاحظة داخل القسم؟

ذلك ما يعترض عليه ‘جاكسون’ (PW JACKSON1966 ) عندما يبين انه إلى جانب النشاط التعليمي داخل القسم،توجد أنشطة أخرى لها مكانتها في التدريس مثل المقابلات مع التلاميذ و أولياء أمورهم ،المطالعات الخارجية و تحضير الدروس.تعاون المدرس مع زملائه في تحضير الدروس بكيفية جماعية …وإذا حظيت هذه الأمور بالاهتمام الكافي نستطيع أن نفهم إذ ذاك الجوانب القابلة للمشاهدة في عملية التدريس،خاصة إذا عرفنا أن سلوك المدرس داخل القسم يختلف عن سلوكه خارجه ».

جاء هذا الاستدلال بالباحث الأمريكي جاكسون، ليبين الأستاذ محمد الدريج في كتابه (تحليل العملية التعليمية) عناصر العملية التعليمية أنها تتضمن عناصر من داخل القسم و أخرى خارجه و لكنها تبقى حبيسة جدران المدرسة.فالنشاط التعليمي يتم داخل جدران القسم بينما العمليات الأخرى تتم داخل جدران المدرسة.

إن السؤال الذي لم يطرحه الأستاذ محمد الدريج و لم يلق عنده الاهتمام، ليس هو أين تتم الأنشطة غير التعليمية بل متى تتم تلك الأنشطة؟

نعلم من خلال التعريف و نستنتج أن هناك أنشطة تدخل في استعمال المدرس داخل المدرسة، و لقد عددها جاكسون كالتالي:1

1)   المقابلات مع التلاميذ

2)   المقابلات مع أولياء التلاميذ

3)   المطالعات الخارجية

4)   تحضير الدروس

5)   التعاون بين المدرسين في التحضير الجماعي للدروس.

ينطلق جاكسون من البيئة المدرسية الأمريكية فهو أستاذ جامعي،عمل في جامعة شيكاغو…فالفكر ابن بيئته،يعكسه و يتجاوزه  كما يقول الباحث المغربي محمد عابد الجابري، فلقد ورد في كتابه  رؤية تقدمية لبعض مشكلاتنا الفكرية و التربوية »أن الفكر يسبق الواقع و يعمل على التعجيل بتغييره » .ص: 130مطبعة دار النشر 1977.

كل الزمن الذي يشتغل فيه المدرس المغربي في المدارس الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية،هو زمن دراسي100% ،يتم داخل الفصل  في الشرح و الإملاء و المراقبة و التمارين الخ..(tout le travail scolaire se fait en classe).أما المقابلات مع التلاميذ أو أولياء أمورهم فتتم على حساب التلاميذ في أوقات العمل، أو في أوقات الاستراحة و لا يخصص لها الوقت المناسب(أي ليس لها حصص في جدول الحصص).إذن المقابلات تتم على حساب من؟من المتضرر؟؟؟

كما أن الزمن الدراسي للمدرس لا يسمح له بالتحضير الجماعي للدروس و لقائه مع زملائه للتنسيق ولاقتراح رؤية جماعية لتمارين التعلم أو للمعارف المتداولة أو اقتراح الأنشطة التعليمية أو الترفيهية أو الثقافية، أو أي نوع من الأنشطة. و لهذا تعيش الحياة المدرسية نوعا من الركود و الجمود. ويشعر الكل بالضجر و الملل،وتتحول الحصة الدراسية من كثرتها(من8الى12ومن2الى6) خلال اليوم إلى سجن يطلب التخلص منه بكل الطرق حتى تلك الطرق اللاتربوية.

كان يمكن أن نأخذ بهذه الطريقة الأمريكية التي تنقص العبء عن كل من التلميذ و المدرس في آن واحد،وتدخل المدرسة في ظروف جديدة  و زمن جديد.

 يمكن  أن تكون هذه الأنشطة خارج القسم، مدونة في استعمال الزمن الدراسي لدى المدرس،بحيث تأخذ من حصته الثلث و يلتزم بالحضور فيها.مثلا إذا كان من الواجب (في إطار الساعات التطوعية الوطنية)أن يعمل المدرس 24ساعة في الإعدادي و 21ساعة في الثانوي، فمن اجل إعادة الحياة و الفعالية للمدرسة، أن يخصص الثلث من هذا العمل للأنشطة خارج القسم و داخل المدرسة(7ساعات للثانوي و 8ساعات للإعدادي).فإذا كنا نأمل أن تساير المدرسة عصرها فلماذا نفكر دائما أن يمس التغيير فقط القشور(مثلا العطل و إعادة هيكلتها وتقليصها،عدد التلاميذ بالقسم يتحول إلى حشد مهول ،إقرار إجبارية القسم المشترك بالعالم القروي رغم ثبوت عدم فعاليته،تغيير الكتب المدرسية، الانتقال من  مستوى إلى آخر بدون الحصول على نقط الاستحقاق….).

والمتعلم أيضا، من حقه أن يكون له وقت ثالث داخل جدران المدرسة، يخصص للعمل الجماعي و البحوث العلمية و الأنشطة الترفيهية و الفنية و الثقافية و الرياضية و انجاز المشاريع… .كل هذا من أجل أن لا تبقى المدرسة هي مكان للتلقين فقط و الإملاء و الشرح.

ان وظيفة المدرسة ليست هي تكوين الموسوعي (الإنسان الذي يعرف كل شيء وعاجز عن فعل أي شيء) بل المواطن(الطبيب و المهندس و المدرس و الكهربائي و الميكانيكي و الفاعل الجمعوي…الخ) أي بعبارة عابد الجابري،و الفيلسوف الأمريكي(جون ديوي) :المدرسة هي مؤسسة لإعداد المواطن للحياة….

 كل الأمور قابلة للتغيير في المدرسة المغربية حاليا، إلا المساس باستعمال الزمن المرهق للتلميذ و المدرس فيظل من الطابوهات.

ونختم بالملاحظتين التاليتين:

أولا)هي أن المعلومات التي أوردها الأستاذ محمد الدريج في إطار الحديث عن عناصر العملية التعليمية،واعتمد فيه على معلومات من الباحث الأمريكي (جاكسون) ،عمرها تقريبا 50سنة(منذ1966). و50سنة في حياة الولايات المتحدة هو انتقال من عصر تاريخي إلى آخر،نظرا للتطور السريع في نمط حياة المواطن الأمريكي و في عاداته وأخلاقه و أسلوب عيشه،بدون الإشارة إلى التطور التكنولوجي السريع و الهائل الذي يطبع المجتمع ككل، بفعل تطعيم نخبه بالعقول النابغة من جميع بقاع العالم.

ثانيا)كما أن كتابات أخرى من أساتذة مغاربة تحدثوا(في احد الأعداد لسلسلة التكوين التربوي، دار الاعتصام البيضاء) عن القاعات المتخصصة،وعن أنواع من الساحات في المدارس الغربية.

 أما القاعة بالمدرسة المغربية(أو حجرة الدراسة) فيتم استعمالها لجميع الأنشطة و لجميع المواد و بدون مراعاة لخصوصيات بعض المواد…حتى ان الملاحظ لا فرقا بين الحجرات…

ويبقى الكلام عن المدارس الغربية طموحا لنا  نحن المدرسون،أما المسؤولون فلا يتحدثون إلا عن الأمور التي لا تساهم في تغيير وظائف المدرسة ( التغيير لا يمس إلا الكتب المدرسية و أنظمة الامتحانات مثلا).أي بالتركيز على الأمور و الصفقات التجارية وتجاهل ما هو تربوي.أما التغيير الحقيقي الذي يجعل المدرسة المغربية تواكب التطورات التي تحصل في المدرسة الغربية، فذلك من الأمور التي لا توجد حتى حبرا على ورق…    

انجاز: صايم نورالدين   

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.