Home»National»انتعاش ألفرشة المائية في المغرب بفعل أمطار الخير

انتعاش ألفرشة المائية في المغرب بفعل أمطار الخير

0
Shares
PinterestGoogle+
 

حمدا لله رب العالمين الذي افرح المغاربة بعد أن كادوا يقنطون من رحمته  عز وجل, وسقاهم وفاضت الأودية ورغم ما خلفته من خسائر  مادية وبشرية والتي مردها ليس  لقوة التساقطات المطرية بل لتهاون السلطات المختصة واستهانة المواطنين بقوة الماء.

أستغرب كيف غامر  عشرات السائقين بعبور  أودية عرضها يصل إلى أكثر مائتا متر. إنه الاستهانة بالماء والجهل به وبسلوك الأودية.

يرى السائقون الوادي يغريهم بإمكانية عبوره بسهولة متناسين أو ارتفاع الماء في الوادي يزداد دقيقة بعد دقيقة بفعل مياه مجاري أخرى تلتحق بالوادي  في كل وقت.

قد يبدو ارتفاع الماء في وادي معين  دون النصف متر يمكن لأي كان أن يعبره  لكن العاقل ينظر  ليس لقلب الوادي  لكن للبعيد ليرى هل ارتفع مستوى الماء في الوادي وسيصله بعد دقائق أو ثواني.

ولمن شاهد فيديو وادي تلمعدرت في كلميم سيفهم كيف أن صبيب الوادي يرتفع كل ربع ساعة أو أكثر لحين  أغرق المحاصرين في قلبه هم وسيارات الأجرة التي كانوا على متنها.

الفرشة المائية وفي عموم المغرب كادت  تنضب  بالمرة لكن أمطار الخير هذه أحيتها من جديد وأصبحت بادية للعيان والكثير من العيون  خرج منها الماء العذب الملون  بالتراب.

بفضل أمطار الخير ستملأ  بحيرات في باطن الأرض  بالماء لا نحسب حسابها ولا نعيرها  أي اهتمام ولا ننفق سنتا واحدا من أجل ملئها بالماء والحفاظ عليها.

جميع قنوات الماء في باطن الأرض أصبحت نشيطة جارية بالماء ومسهلة التعرف عليها والاستفادة منها.

شرحت كثيرا  كيف أن  المياه الجوفية أصلها مياه المطر  تنفذ لباطن الأرض  في ثقوب وتشكل قنوات مائية في باطن الأرض نبحث عنها ونقطع تلك القنوات بالحفر لتصب في آبار نستخرج ماءها للسقي والشرب والكسب.

لكن من منا دولة وخواص وتعاونيات وشركات فلاحية أنفق يوما درهما واحدا لتقوية الفرشة المائية في محيطه؟ لا أحد بالطبع الكل يجتهد في الحفر بحثا عن الماء واستخراجه ولا أحد منا بحث عن الماء ليوسع قنواته في باطن الأرض ليستفيد ويفيد غيره ويضمن الماء لضيعته وعلى مدى عشرات إلى مئات السنين.

حاليا توافرت كل الظروف لتقوية الفرشة المائية  في قلب الأودية ونجنب مخاطر الفيضانات  بصرف نصف مياه الأودية في قنوات في باطن الأرض نملأ به البحيرات التي استنزفناها في باطن الأرض ونكون به بحيرات أخرى أكبر وأوسع في ظرف عشر سنوات أو اقل إن شاء الله رب العالمين.

تقوت الفرشة المائية وأصبح التعرف عليها في قلب الأودية ممكنا وسهلا جدا, وكذا في قلب شوارع المدن وسهل الحفر  في قلب الأودية كما في قلب الشوارع  بعد أن تغذت الطبقات الأرضية بالماء.

حفر ثقوب مائية في الفرش المائية في قلب الأودية كما في قلب الشوارع سيضمن لنا ملايير الأمتار المكعبة من الماء بإنفاق ميزانية الماء في وطننا لسنة واحدة بعدها ولقرون نوفر حوالي مائتا مليار متر مكعب من الماء كل سنة.

لو أنفقنا بعض الميزانية المخصصة للماء في تقوية الفرشة المائية لحافظنا على القناطر سليمة وعلى الممتلكات سليمة  ولما  احتجنا لإنفاق ما ننفقه بعد كل جريان الأودية من تكلفة الإصلاحات لجنبات الطرق والقناطر والمعابر, حيث سينخفض صبيب الأودية فوق الأرض بالنصف تقريبا  ونوفر ثروة مائية مهمة ستنهض بوطننا ليكون جنة فوق الأرض بحول الله وقوته..
ذ.عبد الله بوفيم – مدير صحيفة الوحدة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.