Home»International»الدولة التي ليلها سباتا ونهارها معاشا هي بخير

الدولة التي ليلها سباتا ونهارها معاشا هي بخير

0
Shares
PinterestGoogle+

ضنت الشعوب العربية التي اعتراها الربيع العربي انها ستجني ثمار امطار ثوراته حلوة، فاذا بتك الامطار تنبت ثمارا مرة تجرعتها الشعوب والانظمة ولم تكد تصيغها على حد سواء، اي سواء من خلى منهم ومن هو باق اي الكل باق في المحن والويلات يقاسي.

وهكذا مصير كل من يتشبث بالكراسي وهي له رافضة، وبتدبير شؤون الشعوب بطرق عشوائية وهي عنه غير راضية.

ولتجدنهم احرص الناس على بقاء في الحكم والنيران بهم محيطة، وكانهم يقيمون الكراسي في جهنم وكان تنحيهم عن الكراسي يعني زوال كل نعمة منهم .

فانظر الى ما افضى اليه تمسكهم بالكراسي بهم وبشعوبهم وببلدانهم تمزق تمزيقا. وما هم بباقين في الحكم في نهاية المطاف. اي لاهم تركوا شعوبهم على ما يرام وذهبوا .ولا هم بقوا وبقي معهم الاستقرار لبلدانهم .فكل اصابه نصيب من الاقتتال والدمار والهلع والفزع والتشرد، ثم تدخل العالم في شؤونهم بعدما انبثقت من ثوراتهم جمعات متطرفة تحمل

افكارا وأيديولوجيات لا قبل لهذا العصر بها ولا يمكن تطبيقها

حتى يذهب من على الارض او جلهم؛ مما فرض على العالم التصدي لارهاب كان تهوره هو السبب في ظهوره.

فلو ان العالم اشفق على الشعب السوري في مهد ثورته وانقذه من الطغاة وانصف السنة في العراق ما وجد الارهاب اعشاشا ولا اوكارا للتفريخ. من هنا يمكن القول ان العالم استيقظ بعد طلوع الشمس بكثير، اي حتى تمكن الارهاب من تقوية شوكته والتي قد يصعب على الغرب كسرها ،لان الطريقة التي يحارب بها الارهاب والتطرف تفتقد الى الكثير من الجرأة والحزم، وفي انتظار ما ستسفر عنه الضربات الجوية والتي لا تعرقل تقدم الارهاب نحو المزيد من ابتلاع الاراضي والتوسع على حساب النظام والمعارضة يبقى الخاسر الوحيد هو الشعب، والذي فقد كل شيء وانهالت عليه النكبات؛ فداعش والنظام من ورائه  و الهيمان في التيه والمخيمات المزرية امامه، وليس فقط الشعب السوري وحده يعاني، بل وكل الشعوب التي تاقت الى الافضل والى الحريات. فالشعوب التي تخلصت من انظمة الاستبداد ضلت طريقها نحو استكمال تطلعات العقلاء منها، واصبح كل حزب بما لديهم فرحون، وانعدمت الثقة بين الفرقاء وبين من توحدوا لازالة النظام المستبد حيث تفرقوا واختلفوا حول كيفية انجاح ما بدئوا، وسادت  فيهم لغة السلاح على لغة الحوار، فهم يتقاتلون الى ما لا نهاية ،وبذلك جعلوا ليلهم غير قابل للسبات، ونهارهم غير قابل للمعاش، اذن حياتهم وحياة ذويهم جحيم لا يطاق.

لهذا اقول في السلم حروب. اي حروب من اجل تدبير المرء لشانه دنياه واخرته، وكذلك شان ذويه وشان امته .

ان في ذلك لعبرة لاولي الالباب كما جاء في خطاب العاهل المغربي محمد السادس نصره الله مذكرا شعبه بنعمة الامن الذي حباه الله به، والعالم يتخطف من حوله. وقد قال الله تعالى لنبييه  الكريم وذكرهم بأيام الله اي بنعم الله وقال تعالى او لم يروا انا جعلنا حراما امنا ويتخطف الناس من حولهم افبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون. فالأمن السائد فينا نعمة من الله اجراها على يد الملك والمواطنين الصالحين الذين يحبون الخير لهذا الوطن وما اكثرهم !

 ولاهمية الامن ذكر في الجنة، في قوله تعالى وهم في الغرفات امنون.

لهذا الامة التي وجدت ليلها لما خلق له اي للراحة والنوم ونهارها لما خلق له من سعي وطلب للرزق بالطرق الحلال فلتحمد الله على ذلك.

وهذا الاستقرار يجب ان نحافظ عليه جميعا ويجب ان نقويه ونؤازره بالعدل والمساواة وقيام المسؤولين بواجبهم اتجاه الوطن والمواطن واتجاه ولي امرنا لضمان صيرورة هذا الاستقرار والامن والسمعة الطيبة التي نالها المغرب في عين العالم اجمع. فالطريق نحو الافضل قد رسمها صاحب الجلالة نصره الله في خطابه الاخير في افتتاح الدورة الاولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية التاسعة، لما ذكر المسئولين بقيامهم بواجبهم احسن قيام اتجاه الوطن والمواطن لان المواطن هو ثروة يعتمد عيها في تنمية المجتمع والحفاظ على امنه واستقراه ووحدته وثوابته

بالقائد عبد الرحمن ارفود

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *