Home»Correspondants»محطة 29 أكتوبر2014 ..الدلالات والأبعاد

محطة 29 أكتوبر2014 ..الدلالات والأبعاد

0
Shares
PinterestGoogle+

محطة 29 أكتوبر 2014 … الـــدلالات والأبعاد

بقلم :ذ. عبد الفتاح عزاوي

        يتزامن  تاريخ الإضراب العام الذي دعت إليه كل من  الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديقراطية للشغل والإتحاد المغربي للشغل  يوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2014 ، مع تاريخ تخليد الشعب المغربي لذكرى  حــدثين بارزين  طبــــعا الذاكرة المغربية : حــــدث وفاة أحد رموز العمل النقابي الــكونفدرالي المرحوم أحمد البوزيدي  الذي وافته المنية يوم 27 أكتوبر 1981 بالديار الفرنسية  ، وكذا ذكرى اختفاء أحد أبرز رمـــوز الحركة الوطنية والتقدمية ببلادنا الشهيد المهدي بنبركة ،الذي اختطف ببــاريس يوم 29 أكتوبر 1965 .

       لـــقد أفــنى المرحوم البوزيدي زهرة شبابه في خدمة الطبقة العاملة  رفقة الشهيد عمر بن جلون والعديد من الوجوه المناضلة ،حيث كان من أبرز مناهضي الإصلاح الإداري لسنة 1967 الذي كان يهدف إلى الإجهاز على مكتسبات الشغيلة البريدية ، واستطاع بمواقفه الجريئة أن ينتزع العديد من المكتسبات. كما نـــاهض الهجمة الشرسة التي شنت على الطبقة العاملة خاصة بعد أحداث 20 يونيو 1981 .

     كما نستحضر أيضا ذكرى عريس الشهداء المهدي بنبركة الذي وهب حياته دفاعا عن الحرية والعدالة الاجتماعية وكل القيم  الإنسانية النبيلة  ، مستندا في مواقفه التاريخية على  تحليلات عميقة للوضعية الاقتصادية ،الاجتماعية والسياسية للبلاد ، إضافة إلى  نضاله المستميت  من أجل تقوية التضامن بين حركات التحرر في القارات الثلاث .

       إن استحضارنا  لــذكرى شهداء الشعب المغربي هو استحضار للقيم والمواقف الصلبة التي ضحوا من أجلها  ، واعتزازا بالمكتسبات التي حققوها بدمائهم الزكية في عز سنوات الجمر والرصاص . فالتاريخ حافل بانجازاتهم البطولية ، وأسماءهم لا زالت تتـداولها الألسن جيلا بعد جيل   لأنهم كانوا بالفعل رجالا في زمن قـــل فيه الرجال    .

       بيــن الأمس واليوم ،  لازال الأمل قائما في وجود العديد من المناضلين الشرفاء على امتداد خريطة هذا الوطن ، وفي التنظيمات والإطارات التقدمية المناضلة التي ولدت من رحم النضال الشعبي. 

      ففي حواره مع صــــحيفة   »ocarM du l̛observateur » أكد الزعيم الكونفدرالي محمد نوبير الأموي على أن الأوضاع ببلادنا تسير من سيء إلى أسوء جراء تدهور أحوال المواطنات والمواطنين ،وعلى أن هناك غـــــــياب تام للإرادة السياسية والقناعة الفكرية المتوخاة في كل تغيير حقيقي ،حـــيث قال :  » اليوم نعاين من يستغل ثروة البلاد ومن يستحوذ على الجزء الأكبر منها. كل شيء واضح، يكفي أن نلاحظ مثلا حجم الأموال التي تستغلها الأبناك في المغرب لكي نسلط الضوء على هذا الموضوع. لنطرح بعض الأسئلة الأولية: هل كان للأزمة وقع على الأبناك ؟ طبعا الجواب لا. لماذا؟ لأن خزائنها كانت تراكم أموال كثيرة، ومن يملأ هذه الخزائن؟ طبعا الأغنياء. كيف تمكن أغلب هؤلاء من كسب كل هذه الأموال؟ فالعمل الشاق تبدله الطبقات الفقيرة، وباختصار، من يريد تغيير الأوضاع نحو الاتجاه الايجابي فالطريق مسطر و واضح ».

         إن انتظارات الشغيلة المغربية من النقابات المناضلة  كبيرة جدا  ،خاصة بعد الترويج الحكومي لمقولة أنه لا مخرج للأزمة الحالية إلا على حساب مكاســـبها . فلنتعبأ جميعا من أجل وقف مسلسل الإجهاز على مكتسبات ضحى من أجلها خيرة أبناء هذا الشعب المكافح، ولنجعل من هذا اليوم عيدا نكرم فيه شهدائنا ، فلا يستحق الحياة من لم يدافع عن كرامته كما قال الزعيم النقابي التونسي  فرحات حشاد .

fattahazz@yahoo.fr

     

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *