لو اتيحت لنا الفرصة لدى السلطات المعنية  بهذا الملف لتحدثنا بلغة الارقام وبدقة  حول خسارة المغرب لعدد  هائل من اساتذة البعثة  في اوربا الذين انهيت مهامهم واضطروا لاختيار وضعية التقاعد النسبي منذ اول بعثة ارسلت الى اوربا الى اليوم وهم لايزالون في عز العطاء :فلا تلاميذ الوطن الام استفادوا من خدماتهم ولا اطفال الجالية في المهجر

فالمسؤولون عن هذا الملف اختاروا الصمت عن هذه الظاهرة  السلبية ،رغم ان الاحصائيات متوفرة عندهم. وانا اجزم ان اكثر من 80% من هؤلاء الاساتذة آثروا البقاء ببلاد الغربة عن الالتحاق للعمل بالوطن .وللاشارة فان عددا من الذين انهيت مهامهم نهاية الموسم الفارط 2013/2014 قد اودعوا طلباتهم قصد الاستفادة من التقاعد النسبي  بعد ان التحقوا بنياباتهم الاصلية وحصلوا على تعييناتهم ،لكنهم لم يستطيعوا التكيف مع اجواء العمل بعد قضائهم 10 سنوات في اوربا !!!!
ولا ننسى خصوصية  وضعية  البعثة الثقافية المغربية ببلجيكا التي لم يبق من اعضائها الآن الا 6 -/+ من الذين ابتعثوا سنة 1986 تحت وصاية وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية  آنذاك ، بعد ان رفضت السلطات البلجيكية استقبال 16 استاذا جديدا خلال الموسم 2013/2014 (لتعويض زملائهم ال16 الذين انهيت مهامهم في نهاية الموسم الدراسي 2012/2013 ) فظلوا  ينتظرون في المغرب موسما دراسيا كاملا  للالتحاق ببلجيكا .ورغم كل هذا تمادى المسؤولون في الرباط في اخطائهم فقاموا باستدعاء 55 استاذا  من الذين ابتعثوا في شتنبر 2004 للرجوع للعمل في المغرب  وبذلك ينضاف 55 استاذا جديدا  الذين سيعوضونهم الى  ال 16 الذين  لم تحل مشكلتهم بعد مع السلطات البلجيكية . وجدير بالذكران  نفس المشكلة كانت قد حدثت قبل 3 سنوات حين رفضت بلجيكا استقبال 20 استاذا جديدا فحولوا جميعا نحو فرنسا الا واحدا منهم التحق ببلجيكا بقدرة قادر بصفة منسق تربوي

فالى متى سيظل الوضع هكذا ؟
فكم انفقت الدولة لاجل اعداد هؤلاء الاساتذة الذين استغنت عنهم  عندما « رمت  » بهم الى التقاعد النسبي؟
ولماذا لا يستفيد المعنيون بالامر من اخطاء الماضي؟ خاصة وان ملف  تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية لابناء جاليتنا اصبح شائكا جدا في بلجيكا على وجه الخصوص