Home»International»المهاجرون ولوعة الغربة

المهاجرون ولوعة الغربة

0
Shares
PinterestGoogle+

كثير ممن يخال ان الهجرة الى بلاد المهجر من اجل العمل ولقمة العيش نعيما وسعادة,ومستقبلا زاهرا,وكنت من بين هؤلاء اظن نفس الظن,والحقيقة ان هذه الظنون راودتنا ونحن نرى بام اعيننا,كيف يتمتع المهاجرون في السيارات الفارهة,وكيف حصلوا على مساكن في احياء مصنفة,لكن بعد مجالستنا لهؤلاء المهاجرين,وسماعنا الى الى حكاياتهم المحزنة مع لوعات الغربة والشوق,وطريقة العيش في بلاد المهجر تغيرت نظرتي شخصيا نحو هذا النعيم والسعادة التي كنت اظنها

قال احدهم,وهو يخاطبني:تالله اني اغار من وظيفتك في بلدك,وتمنى من الاعماق ان يحصل على وظيفة بين الاهل والاحباب,على ارض الوطن,مقابل هذا النعيم الزائف,فسألته بدوري,ان الوظيفة التي تتمناها لا توفر لك سيارة من النوع الرفيع كسيارتك ,ولا توفر لك مسكنا من عدة طوابق كما وفرها لك عملك في بلاد المهجر,فاجابني بتنهد,هناك امور اغلى من السيارة الفارهة,والسكن الشاهق,فقلت:وما ذاك؟

قال الراحة النفسية,والقرب من الاهل,والطمأنينة ولقاء الاصدقاء في كل لحظة وحين,هذه الامور لا يحققها مال ولا سيارة ولا سكن رفيع,واستطرد قائلا,اننا نشعر بالسعادة حين عودتنا في ايام معدودات الى وطننا الغالي,لكنها تبدأ بالاندثار,ويحل محلها الشوق وحرقة الغربة كلما دنا وقت العودة والرحيل

حينذاك تذكرت قول احد الشعراء:بلادي وان جارت علي عزيزة+اهلي وان ضنوا علي كرام

وتذكرت فرحة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه حين عاد الى مكة يعد غياب طويل وشوق اليها وقد خرج منها مرغما من قبل قريش ,فاغرورقت عيناه بدموع الشوق والرحمة وهو ينظر الى منازلها وازقتها واستخلصت ان سعادة النفس الانسانية,تكمن في راحتها وطمأنينتها ,فقد تسعد بالقليل من المال,وتشقى بلوعة الغربة والبين رغم كقرة المال

قد يشاطرني البعض الرأي فيما اقول,وقد يخالفني اخرون,ولمن يخالفني الراي اقول/عليك بمجالسة المهاجرين العقلاء,فتستمع الى قولهم الحارق في الغربة والابتعاد عن الوطن,وتلاحظ اعينهم التي تذرف الدمع الساخن حين يغادرون الى بلاد المهجر,ذاك النعيم الذي تظنه يعيشون فيه وحينها تعرف قيمة الوطن وحبه,ومكانة القرب من الاهل والاحباب والصحاب,وتعلم مصادر الراحة النفسية التي لا يجلبها اليك مال ولا جاه في بلاد الغربة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Anonyme
    03/09/2014 at 21:40

    Il faut choisir entre l immigration forcée et l immigration choisie, autrement il faut choisir d immigrer pour vivre heureux avec des gens libres, civilisés et democrate.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *