Home»International»الجزائر جزائرية .. والصحراء مغربية

الجزائر جزائرية .. والصحراء مغربية

0
Shares
PinterestGoogle+

وأنا أتصفح النسخة الإلكترونية من جريدة  » البلاد  » الجزائرية ، عدد الخميس 29 مايو ،  أثار  فضولي مقال عنوانه  » المغرب يتهرب من المحاسبة ويشوش على الجزائر  » .. وما أن توغلت أسطرا في قراءته حتى عدت القهقرى لأصحح نظري وأتمعن في الفقرة من جديد ، فقرأت ما يأتي  :  » قررت بعثة المملكة المغربية الانسحاب من انتخابات اللجنة السياسية لحركة عدم الانحياز، التي تنعقد قمتها الـ 66 بالجزائر، في خطوة رأى فيها الكثير من المراقبين هروبا من مواقف المنظمة حيال الاحتلال المغربي للصحراء المغربية ، والمحاسبات التي يمكن أن تلاحق الرباط حول هذه المسألة « ..

أول ما قفز إلى ذهني إثر ذلك عبارة الجنرال دوغول الشهيرة  » الجزائر للجزائريين  » وقيل حينها إن ديغول تعرض للضغط ، ولاحقته منظمات وهيئات للكف عن مناوراته السياسية ومنح الاستقلال للجزائر ؛ لأنه اعترف بجزائريتها وقرر مصيرها بعظمة لسانه ، وإن ليس في اللسان عظم .. ومهما يكن فإنها زلة لسان ، وسبق قلم وراءهما ما وراءهما من أبعاد نفسية فردية وجمعية ، ووعي ولا وعْي تفنن المحللون النفس ـ اجتماعيون جيدا في تحليلها .. ومن معانيها أنها افتضّتْ لسان حال عدد عديد من الجزائريين الذين يقولون في أنفسهم لولا يعود حكامنا إلى رشدهم ، ويشتغلون بهموم شعبهم ؛ الذي أنهكه ما يجري في تندوف المسكينة ويبيّتُ في عرصاتها الخاوية إلا من القمع والوطء على حقوق الإنسان وقيمه ، وغاظهم أن يُراقَ بترولهم في أزقة دولة وهمية قوامها حفنة من المرتزقة ، وعشرات من المعتقلات ، وآلاف من الخيام ، وأطنان من ذرات الرمال ، ونخبة من المتنورين بدأوا يثورون ضد هذا الوضع الموجع .. غاظهم أن يراق بترولهم بهذه الطريقة العمياء وفيهم ملايين يعيشون تحت خط الفقر .. وجاء التنفيس بهذه الأخطاء الصحفية نوعا من تفريج الكربات ، وفكّ الاختناق .. ومن طرائف الصدف وغرائب الاتفاق في هذا السياق أن يأتي ثاني معلق ليينبه الصحفي ويقيل عثرته فيأبى الله له إلا أن يقفُوَ قفْوَه ، ويحذوَ حذوَه ، فتشهد يدُه ولسانه بمغربية الصحراء قائليْن :  » للصحراء المغربية ، وليس المغربية  » ، وهذا هو التصحيح الحق ، والصواب الذي ما بعده صواب ، يردده ملايين الجزائريين وكل التندوفيين بينهم وبين أنفسهم ، سالكين الطريق الثالثة من طرق تغيير المنكر .. وقديما قال الشاعر القديم :
إنّ الـبـيـانَ مــن الـفـؤاد وإنّــمـــــا         جُـعِـل اللـسـان عـلـى الـفـؤادِ دلـيــلا

إن ما نحمده في هذه الخرجة الميمية ـ وكل مشاكل الجزائر معنا في هذه الميم ـ  أنها لسعت وجوها من حيث لا يدري صاحباها ، وأنها عبّرتْ عن دواخل نفسية متوهجة ، وقناعات مضمرة تنتظر الانعتاق ، مثلما عبرت زلة سلال عن موقفه من أهل الشاوية الأشاوس ، فلم يغفروها له رغم الاعتذار ؛ لأنهم كانوا يعلمون أن وراءها حمولات وحمولات .. وفصل الخطاب في نهاية المطاف أن الجزائر جزائرية وستبقى كذلك ، وأن الصحراء مغربية وستبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين .. ومن شك أو ارتاب ، أو صدّق ما تروّجه الصحف المأجورة فليهرْوِل إلى العيون والداخلة والسمارة وبوجدور ، ويطرد بصره في كل اتجاه ، ليرى الوجوه البشوشة الراضية ، والصدور المنشرحة وهي تتنفس الأمن والازدهار ملء رئتيْها ، وتنتقل من صحو حضاري إلى آخر .. أدام الله على المغاربة نعمتهم .. اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، وزدنا ولا تنقصنا ، واهدنا واهدِ عنا .. آمين .. والحمد لله رب العالمين

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *