Home»International»هل فعلا المغاربة ليسوا في حاجة إلى مبادئ حقوق الإنسان

هل فعلا المغاربة ليسوا في حاجة إلى مبادئ حقوق الإنسان

0
Shares
PinterestGoogle+
 

بالرغم بان لا احد يجادل في أن المغاربة مثلهم مثل سائر شعوب العالم,لهم الحق في أن يتمتعوا بكرامتهم كاملة ,فإننا تجد من بين أظهرنا أصناف من الناس  ممن لهم مستوى لاباس به  من الوعي  والثقافة  من يعترض بقوة على الدعوة إلى احترام حقوق الإنسان, أو تمتيع الشعب بأي نوع من الحرية

وهذا الصنف من المثقفين, ليس لهم ارتباط  بالسلطات المخزنية , فهم ممن تربطنا بهم علاقة قرابة وصداقة  , وقد تجد هذا النوع من ردود الفعل  في كل المجالس , سواء كانت عائلية أو بين الأصدقاء , فسواء عن قصد أو عن غير قصد, يسعون إلي تحميل مسؤولية مظاهر التسيب  واحتلال الأرصفة والطرقات من قبل الباعة المتجولين إلى انتشار مبادئ احترام حقوق الإنسان في المجتمع,
’أي أنهم كلما وقفوا على مظهر  من مظاهر الفوضى, يرجعونه إلى ارتفاع في منسوب الحرية التي أعطيت لشعب لازال يحتاج إلى عصور من الاستبداد والعبودية ,
وواضح أن هذه النظرة المشوهة إلى مايجري حولها, تخلط بين الحرية التي هي قيمة إنسانية نبيلة تتوق إليها كل شعوب العالم, وضحت ولا زالت من اجل العيش في ظلالها, وبين الفوضى والتسيب والاضطراب الذي يظهر من حين لأخر لا سباب معلنة وتارة غير معلنة ,

عندما هبت رياح الربيع العربي, سارعت الأنظمة العربيةالى اتخاذ مجموعة من التدابير السياسية لتفادي  الانعكاسات السلبية جراء تصاعد الاحتقان, فكان منها أن سمحت بخروج الاحتجاجات إلى الشارع ,وسمحت للباعة والمتجولين من احتلال الأرصفة, والطرقات في محاولة لخلط الأوراق,  فأصبح الناس يتضايقون بهذه الفوضى والتسيب المتعمد, وأصبحوا يرددون بان الشعب لايستحق الحرية, فكان أن تحقق للدولة ما خططت له, فمن جهة استطاعت أن تلهي هذه الشريحة من الباعة عن الانضمام لصفوف الاحتجاجات, ومن جهة أخرى, جعلت الناس يترددون في تأييد شعارات المطالبة بالحرية ,لان قي اعتقادهم, أن أجواء الحرية التي تدفقت على الشعب ,استثمرها في التضييق على بعضهم بعضا  والواقع أن من صميم اختصاصات الدولة آن تضع القوانين , وتحمي الشعب من جميع أشكال الاعتداء, ومن أي جهة كانت ,ففي هذه الحالة التي نحن يصددها, فالدولة والسلطات المحلية والولائية, هي التي من واجبها إن تخلي الشوارع من جميع مظاهر الفوضى,  وأي تقصير في هذا الجانب تتحمل مسؤولية نتائجه ,  فنحن لانحرضها على مصادرة سلع التجار وأرزاقهم, ولكن ندعوها إلى التواجد في الأمكنة التي يتواجد بها التجار المتجولون في وسط الطرقات ,فيعرقلون حركة الجولان ويسدون منافذ الأزقة والدروب, فالسكان يخشون من رد فعلهم,  وهو أمر طبيعي, لان واجب السلطات المحلية السهر على امن المواطن,  وللتغطية عن عجز مجابهتهم, للأسباب التي ذكرنا, لا يتوقف المواطن البسيط عن الترديد, قبح الله شعارات حقوق الإنسان, فهي التي جرت علينا كل هذه المصائب, نحن شعب لايستحق الحرية, مع آن قليلا من إعمال العقل, لو كان ثمة فعلا تنزيل حقيقي لمنظومة حقوق الإنسان, لما أحس احد بالغبن,  لأنه في النهاية سيحصل كل واحد على حقه في العيش الكريم , لوجود سيادة القانون , تسهر على تطبيقه السلطات الوصية بدون انتقائية ,  فقد أضحت كثيرا من مظاهر الإخلال بأمن المواطنين, خاصة بالأحياء الشعبية, بعيدا عن انشغالات السلطة , وقطع الطرقات بالباعة المتجولين , واحدة من بين عشرات المظاهر التي تنغص على المواطن حياته ,  وأمام كثافة الشعارات التي يلقي بها الإعلام يوميا على مسامعه, ظن المواطن المغلوب على أمره, أن تفاعل الشعب  وسوء تلقفه لمبادئ حقوق الإنسان هو الذي صنع هذه الواقع المأزوم والحقيقة انه ليس كذلك

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.