Home»International»الحكرة

الحكرة

0
Shares
PinterestGoogle+

La hogra

تقديم لابد منه :

أصبح مصطلح  » الحكرة  » يكتسي طابع الكونية  ، وذلك بحكم دخوله مجال الاستعمال والتداول العالمي .
انتقل مصطلح « الحكرة  »  من مجال التداول ألمغاربي إلى مجال التداول العالمي ، نظرا لتأثير  نظام العولمة . فقد تحول  العالم إلى قرية صغيرة ،  وأصبحت المعلومات والأفكار تنتقل من وطن إلى وطن آخر بدون قيود أو حواجز رقابية أو جمركية  .
إن مفهوم  » الحكرة  » يحيل إلي الاحتقار والغبن ، وهو إحساس نفسي يشعر به كل من يعاني من الظلم سواء كان هذا الظلم ذو طابع سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي …الخ
ولكي لا أبقى في إطار العموميات ، سأنتقل من المجرد إلى المحسوس ،  لأشير أن الإحساس ب  » الحكرة  » هو إحساس أصبح يلازم سكان بوعرفة / فجيج وكل سكان المغرب العميق ، بل أصبح يولد لديهم نوعا من الإحساس بالدونية والنقص على مستوى الموطنة .
في المقال التالي سأستعرض بعض مظاهر  » الحكرة  » التي  ولدتها لدى سكان بوعرفة وإقليم فجيج  بعض السياسات والممارسات الاقصائية ، على أن  أعود إلى التعريف بمظاهر أخرى كلما سنحت الفرصة لذلك .

غضبة الشيخ زايد الذي ذهب ولم يعد

في بداية التسعينات وفي إطار الشراكة والصداقة التي تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة والدولة المغربية ، أنشأت مؤسسة الشيخ زايد للتنمية  تجزئة سكنية ببوعرفة .
تضم التجزئة التي ستسمى لاحقا بحي الإمارات : أزيد من 120 منزلا ومدرسة ومسجد وبعض المرافق الاقتصادية والاجتماعية ، وكان مقررا  أن يستفيد من المشروع  سكان حي الخيام الهامشي ببوعرفة .
بعد زيارة المرحوم الشيخ زايد إلى بوعرفة ومعاينته للمشروع ، غضب غضبة شديدة حسب بعض المصادر آنذاك ، لكون المشروع اعتراه الغش و جاء مخالفا للمواصفات  المتفق عليها .

المطار طار والمستشفى تبخر

من المشاريع التي أعطى المرحوم الشيخ زايد انطلاقتها كذلك على اثر زيارته إلى مدينة بوعرفة في بداية التسعينات : المطار والمستشفى المتعدد الاختصاصات .
بيد أن المشروعين لم ينجزا لأسباب لها علاقة ب  » الحكرة  » . فحسب علمي فان المسؤولين ببوعرفة هم من قاموا ببعث تقارير إلى السلطات المركزية  يؤكدون فيها انعدام شروط نجاح المشروعين ببوعرفة .
فحسب بعض العارفين فقد تدخل البعض لكي يتم تحويل اعتمادات المستشفى إلى جهة أخرى ، أما المطار فقد أرسلت تقارير إلى مديرية المطارات حتى لا يتم انجازه ببوعرفة .
لكن بعد إصرار دولة الإمارات العربية ، والتي يزور حكامها المنطقة سنويا للاستجمام والقنص ،  تم انجاز مشروع المطار- الذي يعتبر الآن  في وضعية بطالة رغم أنه يحتوي على ثاني مهبط على المستوى الوطني بعد مطار الدار البيضاء  –  لكن  بعد 15 سنة من التعثر ، فيما لا زلنا نجهل مصير المستشفى المتعدد الاختصاصات الذي تم الوعد بإنشائه  .

السباحة في المياه الآسنة والمستنقعات

بتاريخ 16 ابريل 2014 دشن وفد رفيع المستوى – يتكون من سفير مملكة البحرين ووزير الشباب والرياضة وعامل اقليم فجيج وشخصيات مدنية وعسكرية-   » مركز الشباب ببوعرفة  » .
أقيم هذا المركز في مدخل المدينة من الجهة الغربية ، على مساحة تقدر ب 15010 متر مربع بهبة بحرينية تقدر ب 26 مليون درهما ، ويدخل في اطار علاقات الصداقة التي تربط بين الدولتين الشقيقيتين ( المغرب والبحرين ) .
إن ما استفزني بخصوص هذا الحدث ، و استفز غيري من أبناء المدينة ، وكل الغيورين عليها طبعا ،  أن المركز لا  يشمل كل المرافق التي تم الوعد بها وخاصة المسبح المكيف والمغطى .
لقد استبشر شباب المدينة خيرا بعد علمهم بان المشروع يضم مرافق مهمة ومنها طبعا المسبح المكيف والمغطى ، لكن جهات معينة أجهضت هذا الحلم بدوافع وخلفيات لا يعرفها إلا من قاموا بالتشطيب على المسبح من قائمة المرافق .
لذلك أتساءل هنا كغيري من أبناء مدينة بوعرفة  :
– ما هو مصير المسبح المكيف والمغطى ؟
– ما هي الجهة التي قامت بالتشطيب عليه من قائمة المرافق ؟
– هل تم تحويل المشروع إلى جهة معينة ؟ وما هي هذه الجهة ؟
– ألا يستحق شباب بوعرفة هذا المرفق ؟
– أليس من الأجدر بالنسبة لأطفال وبشباب بوعرفة  السباحة في البرك ومياه المستنقعات  بدل التفكير في المسبح المغطى ؟
هي أسئلة يطرحها أبناء بوعرفة  على المسؤولين محليا ومركزيا ، ولو أنهم لن يتلقوا أبدا  إجابات شافية عنها ، لأنه أرسلت من هنا ربما  تقارير تبلغ من يهمهم شان تدبير قطاع الشباب والرياضة  بان شباب بوعرفة لا يحسنون السباحة وان المدينة لا تستحق هذا المرفق الثانوي  .

اقتصاد الريع أو ( خيري يديه غيري)

من مظاهر  » الحكرة  » ببوعرفة استفادة البعض من اقتصاد الريع على حساب فقر وعوز اغلب ساكنة المدينة ، وهنا سأضرب مثالا واحدا فقط ولو أن الأمثلة متعددة .
توجد بمدينة بوعرفة 17 سيارة أجرة صغيرة ، رخصة استغلال 15 منها بحوزة أشخاص لا علاقة لهم بمدينة بوعرفة ، إنها في ملكية أشخاص ينحدرون من مناطق مختلفة ،  استفادوا منها بطرق معينة .
سبق أن طرحت عدة هيئات مدنية  هذا النوع من  » الحكرة  » على العمال الذين تعاقبوا على الإقليم ، بل حتى على والي الجهة السابق الإبراهيمي ، وأجابوا بان تلك هبات ملكية وأن الدستور يؤكد مبدأ المساواة بين المغاربة .
استغل بدوري هذه المبررات وأطرح الأسئلة التالية ّ:
– إذا كان الأمر كذلك  ، فلماذا لا يستفيد أبناء المدينة من رخص استغلال سيارات الأجرة و الحافلات وشاحنات نقل البضائع ورخص الصيد في أعالي البحار ورخص استغلال الرخام والغاسول والمياه المعدنية  في مدن أخرى – ولو أنني سياسيا ارفض اقتصاد الريع –  ؟
– لماذا لم تسلم الرخص لأزيد من 30 شخصا تم وعدهم بالاستفادة من امتيازات الرخص بعد الزيارة الملكية الأخيرة لبوعرفة ،  رغم إجرائهم للبحوث والتحقيقات من طرف الجهات المختصة ؟
– لماذا لا تسلم الرخص إلى من هم أولى بذلك ، أي المهنيين العاملين بقطاع النقل والفئات التي تعاني من وضعية الهشاشة ؟

بوعرفة لا تصلح إلا للتأديب

إقليم فجيج / بوعرفة  لا يستحق مثل هذه المشاريع السابقة الذكر،  حسب المسؤولين المحليين الذين تحملوا  مسؤولية تولية  شؤوننا  .  فالإقليم لا يصلح إلا  ليكون منطقة تأديبية .
وهذا ما  يحصل بالفعل ، فقد سبق أن نقل على سبل التأديب إلى الإقليم بعض المسؤولين الأمنيين ورجال القضاء ومندوبين وموظفين وغيرهم ، ومنهم من ارتكب أخطاء مهنية جسيمة  تستدعي العزل والتجريد من الوظيفة والمسؤولية .

كلمة أخيرة

هذه مجرد أمثلة قليلة لتجسيد  بعض مظاهر  » الحكرة  »  بببوعرفة وإقليم  فجيج . ومن الأكيد آن هناك أمثلة كثيرة غيرها  ، يتحمل المسؤولية الكاملة عنها بعض  الذين تعاقبوا على تحمل المسؤولية على الإقليم .   .
وعليه نهمس في أّذان كل من تعمد الإقصاء والتهميش والاحتقار من المسؤولين المحليين والإقليميين :
 » إن من يزرع الاحتقار سيجني حتما الغضب  » .

الصديق كبوري / بوعرفة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Boufardou Zahra - Amsterdam
    22/04/2014 at 20:40

    كاتب المقال على حق
    في سنة 2004 قام المدير الصحي السابق بتسليم معدات طبية اهداها الاتحاد الوربي للرحل بني كيل، اهداها الى مناطق اخرى
    و في قضية المطار الدولي ببوعرفة، حضرنا مناظرة للجالية بامتيردام سنة 2009 و كان هناك الجسم الديلوماسي المفربي و مدير مكتب المطارات و ووزير الهجرة
    و استنتجنا مايلي
    اولا المدير العام للوكالة الشرقية و الجهة الشرقية لم يدافعوا ابدا عن هذا المطا
    ثانيا تعرض
    لهذا المطار عامل اقليم سابقا و لوبي غير معروف
    ثالثا على المستوى المحلي لم يحرك احد ساكنا لكونهم لا يعرفون مزايا اقتراب مدينتهم من العالم و من كل جهات المغرب و من المستثمرين و حتى من المساعدات الانسانية
    هذا ما اكتشفناه. و لقد وضح لنا المدير السابق للمطارات السيد بوعلو الذي دخل السجن بعد ذلك بان الدولة المغربية مخالفة للقانون المغربي الذي يقضي بالمساواة بين المواطنين و بين المناطق
    و للحديث بقية
    اما الخطوط الملكية المغربية فحدث بلا حرج

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *