Home»Enseignement»نافذة على المدرسة العمومية :التوصية التي غابت عن مذكرة عيوش: النهوض بالعربية

نافذة على المدرسة العمومية :التوصية التي غابت عن مذكرة عيوش: النهوض بالعربية

0
Shares
PinterestGoogle+

انتهى البحث في علم اللغة الكوني  الذي تأسس سنة2003 في الجامعة اللندنية وقاده لفيف من اللسانيين الغربيين إلى حقائق صادمة لأوربا والصين وسارة بالنسبة للعرب والمسلمين .فقد كشف البحث في العلاقات الجينية وفي الأنظمة النحوية  عن عوامل الزوال والبقاء في اللغات العالمية وعن ظاهرة كوليرا اللغات التي تهدد لغات عريقة بالانقراض كالصينية رغم اتساع قاعدتها الصوتية (60صوتا) والفرنسية لغة حضارة الأنوار التي قدر فريق البحث عمرها المتبقي ب70سنة والأنجليزية التي أصبحت تعاني من ظاهرة الاعوجاج في البنية الضمائرية والصيغ الزمنية فسنة 2100 ستكون حاسمة بالنسبة لهذه اللغات العالمية الحية التي هيمنت قرونا من الزمن فمثلا الإنجليزية ستفقد دور ها التواصلي وتحتفظ لحين من الزمن فقط بدورها العلمي فهي لغة العلم الأولى عالميا  في الوقت الراهن. لكن الدكتور سعيد الشربيني وهو عضو في فريق البحث بين حقائق مثيرة أفضى إليها البحث العلمي الغربي المشهود له بالموضوعية تتعلق باللغة العربية التي تعني فيما تعني  « اللغة الشابة  » التي تحمل عوامل بقائها وتحرر إعجازها اللغوي من داخلها  وإعجازها لاينتهي  كمناعتها ضد الاعوجاج في البنية الضمائرية والصيغ الزمنية  الذي بدأ يصيب  الأنجليزية والصينية وأخذ من الفرنسية الشيء الكثير فمثلا نقول في الأنجليزية  أنا أذهب أمس، أنا أذهب اليوم ، أنا أذهب غدا بينما نعبر عن ذلك في العربية بتعبير قوي وحي ودقيق وموجز : ذهبت، أذهب ، سأذهب والأمثلة كثيرة ولعل أبرزها الترادف بأنواعه الذي يدل على الانفتاح على اللهجات وعلى الغنى والثراء والشكل بالنقط والحركات الذي فيه دقة ووضوح واحتواء للهجات والقراءات وكافة التخريجات والتأويلات المتعددة…لغتنا العربية عمرها قرون وقرون وقد انطلقت من فهم وتفسير النص القرآني الكريم والحديث النبوي الشريف لتقعد لنفسها القواعد وتضع المعايير في اللغة والنحو والصرف والإملاء والبلاغة والعروض في أفق تكوين نسق لغوي يخضع لنظام معجمي ودلالي  وتركيبي وصرفي يؤسس لتكوينات نصية  صوتية إيقاعية وبيانية ودلالية وإعجازية علمية وعددية…

كما راكمت خلال مسيرتها النمائية إبداعات قوية في الشعر والسرد والمقالة وسائر الفنون القولية فما ينقصها ويقع على عاتق أهلها وناطقيها سوى  الاهتمام بها وتوسيع مساحة تشغيلها وانفتاحها على اللغات المحلية واللغات الأجنبية الحية على طريق إرساء سياسة لغوية واضحة تقودها حكامة لغوية تضبط إيقاع التناغم والانسجام في إطار ازدواجية لغوية مرنة تضمن الحقوق اللغوية لكل أبناء الشعب كما دعا إلى ذلك اللساني الكبير عبد القادر الفاسي الفهري وذلك  من خلال  ممارسة حقيقية لدمقرطة لغوية يؤمنها دستور 2011 تحفظ لكل اللغات مكانتها وتبوئ العربية المنزلة التي تستحقها باعتبارها لغة ذات مستويات عليا ومتوسطة ودنيا فهي لغة الإبداع  الفني والعلمي والتقني والتواصل الصحفي والتداول اليومي ولغة الخارجية والمحافل الدولية لإثبات الهوية وفرض الندية اللغوية والحضارية ولغة الإدارة والدفاع والاقتصاد والمعاملات وسوق الشغل  إذا أراد أهلها أن يكون لهم وزن في هذا العالم الذي يخضع لنظامين : نظام عالمية متعاونة تتعايش فيها اللغات والحضارات هو في طريق الانكماش  ونظام عولمة شرسة وجشعة إقصائية لاترحب إلا بالقوي ومن يملك محيطا دوليا يتحرك داخله  وتكتلا متضامنا هو في طريق الاتساع والهيمنة  .إن المدرسة الوطنية تعاني من عدة إشكالات كبرى تؤثر على أداءاتها الدنيا والعليا ومردوديتها الداخلية والخارجية تم تشخيصها من طرف المجلس الأعلى للتعليم  في تقريري سنة 2008-2009وكذا من قبل مؤسسات دولية كصندوق النقد  ونتائج مسوح الخبرة معروفة لدى الداني والقاصي ربما تعتبر لغة التدريس ومسألة التعريب أحد عواملها الثانوية إذا ما أدخلنا في الحساب غياب سياسة تعليمية متوافق عليها  تتولى النهوض بالعربية وإحكام أصولها وتحديثها وانفتاحها على الحياة بمختلف مناشطها وميادينها من خلال حوسبتها وتنشيط الترجمة من وإليها وتوسيع دائرة التعجيم والتوليد والنحت والاشتقاق وتجديد العرض الديداكتيكي للعربية وفنونها وعلومها  واستدخال التكنولوجيا المتطورة إليه بالإضافة إلى تبني بيداغوجيا التنشيط بالصور و المسرح التربوي والسينما التربوية والمكتبة التربوية والبحث في المواقع الإلكترونية كما ينبغي الاجتهاد في عروض النحو المعياري والدفع به في اتجاه الوظيفية والتحويلية والتوزيعية  من خلال  استدماج فقه اللغة واللسانيات والتركيز على الاستعمال اللغوي بدل الاستغراق في التفريعات والأحكام الجزئية  وجعلها غاية المتعلم واعتماد بيداغوجيا مشروع  التلميذ القرائي و اللغوي والانتقال بمهارة التعبير من الإنتاج المدرسي إلى الإبداع المدرسي.

إن المسألة التعليمية بالمغرب بكل تداعياتها من مشكلة تدني المستوى وانخفاض معدلات الانتقال و مؤشرات متابعة الدراسة الجامعية ومدلات الادماج في سوق الشغل تعود لعوامل متعددة مرتبطة أساسا بالسياسة التعليمية ككل و تحديدا بغياب التخطيط الذي يربط بين الحاجيات الاقتصاد الوطني  ومواصفات التكوين تحت الطلب وعدم نجاعة نظام التقويم والتوجيه وعدم توفير شروط تطبيق وتنزيل  استرتيجيات التدريس المستوردة كبيداغوجيا المحتوى والأهداف والكفايات مما أفضى إلى غياب الاستقرار التربوي  في الطرائق  المتبعة بسبب  كثرة التعديلات والتغييرات بل والتراجعات كالتراجع عن البيداغوجيات والتراجع عن الغلاف الزمني و…والاختيارات اللغوية  مما أدى إلى عدم مواكبة المدرسة الوطنية للمستجدات بفعالية نظرا لعدم تمثلها وتحكمها في تجاربها المتوالية لمراكمة خبرات  مؤسسة ومنيرة للطريق  بسبب عدم الاقتناع بالاختيارات و نقص المعدات البيداغوجية  وعدم تعميمها فمثلا مشروع جيني  في استدخال التكنولوجيا الحديثة واعد وطموح لكن التثاقل في أجرأته إلى حدود سقف   2020 حتى تكتمل الترتيبات وتنتهي التغطية يجعل منه مشروعا متجاوزا  بسبب انتهاء صلاحية الحواسيب التي جهزت بها قاعاته وتخلفها عن مستجدات المعلوميات كالأيباد والهواتف الذكية و…ممايؤخر المدرسة العمومية عن ركب الدول الناشئة مثل تركيا وكوريا  التي تقدمت كثيرا  في مجال المدرسة الالكترونية  والحقيبة البيداغوجية الالكترونية والمقرر الالكتروني  والسبورة التفاعلية الالكترونية    وإلى جانب هذا مشكل الاكتظاظ  والتدفق الناتج عن تساهل الخريطة المدرسية في الانتقال والحصيص وعتبات المرور وغياب التنسيق بين الأحواض المدرسية لتفعيل التتبع وخلق آفاق التعاون البينمؤسساتي في أفق الانتقال من بنية التسيير إلى بنية التدبير ومن المركزية إلى اللامركزية والتدبير بفريق عمل وقيادة جماعية على صعيد المدرسة  في اتجاه دمقرطة الحياة المدرسية وتنظيم المجتمع المدرسي والمحيط المدرسي لينخرط في عملية الاصطلاح والتجديد التربوي…فالأمر إذن  لايعود إلى لغة تعريب المواد العلمية  ولا للسان التواصل الديداكتيكي هل هو اللغة العربية الفصيحة أم الدارجات المغربية أو اللغات الأجنبية : فرنسية أم إنجليزية أم صينية أم تركية أم ألمانية…؟؟ بقدر ما يرجع إلى إعادة الاعتبار للمدرسة الوطنية ونساء ورجال التعليم وإلى الحسم في الاختيارات البيداغوجية واللغوية والتخطيط لتحقيق عملية النهوض بقطاع التعليم لتكون النجاعة في الاستثمار في المورد البشري لخدمة اقتصاد المعرفة الرقمي ومجابهة نظام العولمة بترسيخ الهوية الوطنية الاسلامية والعربية والأمازيغية.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *