Home»National»نموذج المعرفة والقيم في أفق تدبير المعلومة وتدبير المكان

نموذج المعرفة والقيم في أفق تدبير المعلومة وتدبير المكان

0
Shares
PinterestGoogle+

لازالت المعلومة المتداولة في المدرسة العمومية الوطنية تقتصر على المعرفة المدرسية المحدودة غير المتجددة التي تشكل الحمولة الأساسية للمقرر الدراسي الذي يراهن على الكم ويغفل الكيف. بعدما تراجعت الوزارة الوصية عن تعديله خلال سنة 2013 بعد  التنصل من الاتفاق المبرم مع الشركاء الذين فازوا بصفقة تجديد الكتب المدرسية  نتيجة صدور قرار إلغاء بيداغوجيا الإدماج مما يؤكد الرتبة93 التي حصل عليها المغرب عالميا سنة 2013 في مؤشر الدول الفاشلة  أي الدول التي لا تتحكم في قراراتها…حسب المجلة الأمريكية الذائعة الصيت فورين بوليسي  . وبمجرد إلقاء نظرة على هذه الوثيقة التربوية  التي لم تعد أساسية اليوم في عالم الحاسوب والأيباد والمدرسة الإلكترونية والمقرر الالكتروني والانخراط في المكتبات الالكترونية وتأمين الربط مع مواقع المعرفة في المعاهد والمجاميع العلمية والجامعات و دور النشر والموسوعات العلمية ومواقع الثقافة المختلفة… نظرا للثورات التعليمية الكبرى التي حققتها  الدول الصاعدة مثل كوريا والأردن وتونس و تركيا هذه الأخيرة التي حققت سنة 2012 نموا يقدر بأزيد من 7 في المائة   يسمح لها بالإقلاع في اتجاه مجتمع المعرفة الرقمية والمدرسة الإلكترونية وصناعة ثورة محمد الفاتح في مجال التعليم  بغلاف مالي قدره سبعة ملايير دولار بتمويل  مستخلص من محاربة الفساد من رشوة وتملص ضريبي… فإن وزارتنا لازالت في مرحلة وضع البنيات التحتية لمدرسة عمومية وطنية  مستقلة  وفعالة كانت من مطالب المجتمع المغربي في فجر الاستقلال وما برحت تواجه مشاكل الاكتظاظ وتوزيع الموارد البشرية والخصاص وترسيم صيغة من صيغ استعمال الزمن ومحاربة الهدر المدرسي والتمييز السلبي والهشاشة والإقصاء والمناصفة في الفرص ورفع معدلات التدفق والاحتفاظ والانتقال والإدماج…. وما انفكت في زمن مجتمع المعرفة الرقمي  تعتمد على الكتاب المدرسي الورقي  المتعدد الاختيارات كمرجع أساسي ووحيد  للمعرفة رغم ما تعرفه هذه الوثيقة من نقائص تجعلها لاتساير الثورة المعلوماتية ونهضة المناهج وتطور أدوات البحث والمعرفة بأصنافها الأكاديمية والممهننة و الحية والميتة والمفهومية المتجددة والمهارية والتواصلية والتصرفية والوجودية…

 إن الكتاب المدرسي الحالي يعاني من عدم التناغم مع مقتضيات بيداغوجيا الكفايات وهو بعيد عن متطلبات الدمج الحقيقي لسيرورة التعلم في سيرورة التقويم وفي سيرورة الدعم رغم تحسن عرضه البيداغوجي وشكله المطبعي.

فهو لايرقى إلى مستوى أهداف نظرية الوحدة في إطار  التعدد بسبب غياب جسور التكامل بين مكونات المادة الواحدة  فمثلا يقل كثيرا الترابط بين مكون اللغة ومكون التعبير ومكون القراءة ومكون التعبير بشكل واضح في مادة اللغة العربية  كما يضيق الوعاء الزمني لتطبيق  وتشغيل واستثمار المكتسبات المعرفية المختلفة ويضعف الانسجام بين الأسلاك في الانتقال من كفاية الملاحظة إلى كفاية الوصف إلى كفاية التفسير إلى كفاية التحليل إلى كفاية التركيب إلى كفاية النقد والاستدلال والحكم …من عرض النظرية العلمية إلى وصفها ثم تحليلها فالبرهنة عليها …من لسانيات الحرف إلى لسانيات الكلمة فلسانيات المقطع ثم لسانيات النص فلسانيات النوع الأدبي… من المحاكاة إلى الإنتاج المدرسي فالإبداع المدرسي…للارتقاء بالأداءات المدرسية الدنيا والعليا من التمكن والتمهير على التعلمات الأساسية إلى  الإقدار والتحكم في التعلمات العليا انطلاقا من تحديث منظومة التوجيه وتكييفها مع متطلبات سوق الشغل بدءا من تغيير مداخل التوجيه : نهاية السنة أولى إعدادي نهاية السنة الثالثة إعدادي نهاية الجذع المشترك نهاية السنة الثانية باكلوريا ومرورا من تدقيق عملياته من الشعب الملائمة لحاجيات الاقتصاد الوطني مثل شعبة التواصل والتحكم اللغوي شعبة العلوم شعبة التقنيات شعبة الفنون شعبة التربية البدنية… ثم المسالك المتخصصة المشتقة من هذه الشعب وانتهاء بتأمين مخرجاته من التخصصات المهنية التطبيقية في الجامعة.ومرورا من تطوير وظائف التفتيش وتخصيص وحدة البحث عن المعرفة المتجددة وتحويلها من معرفة أكاديمية إلى معرفة مدرسية من معرفة عالمة إلى معرفة متعلمة ووحدة التجريب وأجرأة الطرائق واستراتيجة التدريس ووحدة تطوير آليات التقويم وخطط الدعم ووحدة المصاحبة والتأطير والإشراف والتتبع. وانتهاء بتدبير المكان البيداغوجي وتحويل المدرسة العمومية من فضاء سجني إلى نقطة جذابة للتكوين وتشغيل الكفايات والمهارات والمواهب والانفتاح على المحيط بمكوناته الدينية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية من خلال تجديد الفصول الدراسية وإعادة هندسة المكان وتجهيزه بالعدة البيداغوجية الحديثة وتصنيفها إلى فصول دراسية وفصول تطبيقية وربطها بفضاءات موازية كقاعة العروض: السينما التربوية معامل التصوير العرض المسرحي الندوات المحاضرات … والقاعة المتعددة الاختصاصات: علمية لغوية فنية تقنية… وقاعة البحث التربوي والقراءة المنتجة والبحث في المواقع …في أفق ربط التعلم الذاتي بالتمهير ومهننة المعرفة.

إن الإطار المنهجي الذي يستوعب هذا التجديد التربوي هو نموذج بيداغوجيا المعرفة والقيم والأداءات الدنيا والعليا:

فحسب دراسة أنجزها فريق البحث العراقي ليث علي  وعمار زوين  وحاكم الخفاجي نشرت في المجلد 3 والعدد6 كانون الأول سنة 2010 ص1 -25 .

تسعى إدارة المعرفة إلى خلق  علاقة ارتباط بين نموذج القيم ونظام المعرفة والأداء المدرسي المتميز ويتجلى ذلك في نسق مفهومها النظري : »

إدارة المعرفة :وصف لكل ما يتصل بالمعرفة بدءا من حيازتها ومرورا بتوصيفها وتنظيمها ثم معالجتها أبو دية ص5

ويرى أبو فارة : » هي مجموعة من الأنشطة والعمليات التي تساعد على توليد المعرفة وتحويلها إلى منتجات واستخدام مخرجاتها في صناعة القرارات وحل المشكلات ورسم عمليات التعلم وبناء منظومة متكاملة للتخطيط الاستراتيجي ص  5 .

وعلى ضوء هذا المنظور المفاهيمي  المتعدد تنقسم أهداف إدارة المعرفة إلى قسمين :

 1-إستراتيجية: تتعلق بتطبيق السياسات العامة والتخطيط للتمشيات ولعملية التكوين.

 2-عملية : ترتبط بتنفيذ النموذج وأجرأته على أرض الواقع.

 وتتعدد أنواعها من :

 1-الظاهرية: وقعها ملموس وقابلة للقياس.

 إلى:

2- الباطنية : تأثيرها جوهري يمس بناء نموذج الإنسان المنشود.

 وترتكز مكوناتها على:

1- الذاتية.

2-قابلية الانتقال.

-3 الطبيعة المخفية.

4- تعزيز الذات .

-4الزوالية.

5- اللحظية.

  ويمر نموذج المعرفة  حسب  مايكل بورتر من جمع البيانات ثم تشغيلها وتحويلها إلى معرفة فتوصيلها لإعداد خطط العمل وتنفيذ التصرفات و صياغة التمشيات و استخدام الذكاء  ومشاركة المعرفة بواسطة أنشطة أولية وداعمة.

هذا  ويحتاج تنزيل  نموذج المعرفة والقيم  إلى فريق عمل وخلايا وظيفية وأصناف متكاملة من الموارد  المعرفية والبشرية والمكانية والزمانية لتحقيق التنمية الذهنية والاقتصادية والاجتماعية والبشرية الشاملة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *