Home»International»بعد الكيد لحزب الإخوان وحزب العدالة والتنمية جاء دور حزب النهضة في تونس

بعد الكيد لحزب الإخوان وحزب العدالة والتنمية جاء دور حزب النهضة في تونس

0
Shares
PinterestGoogle+

بعد  الكيد لحزب الإخوان وحزب العدالة والتنمية جاء دور حزب النهضة في تونس

محمد شركي

لقد أصبح الكيد للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في بلاد الربيع العربي ظاهرة لافتة للنظر ولا غبار عليها  . فبعد الكيد لحزب الإخوان المسلمين بمصر عن طريق توظيف فلول ورموز النظام الساقط ، وكيد أحزاب مرحلة الفساد والإفساد لحزب العدالة والتنمية في المغرب ، جاء كيد  بعض الأحزاب التونسية المختلفة مع المرجعية الإسلامية لحزب النهضة الإسلامي . ومعلوم أن القاسم المشترك بين الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في بلاد الربيع العربي كونها كلها فازت  على إثر مشاركتها في اللعبة الديمقراطية التي  هي فرض عين في نظر الحضارة الغربية التي  لا تتوقف عن التبشير بها في كل أصقاع العالم  ، وتحدد علاقاتها مع كل هذه الأصقاع بقدر ما تلتزم هذه الأخيرة بالديمقراطية التي تفوق درجة التقديس عندها . والغريب أن اللعبة الديمقراطية عندما أفرزت نجاح القوى السياسية ذات المرجعية الإسلامية صارت  محل طعن وانتقاد  لدى مصدريها  الذين  باتوا يوظفون طوابيرهم الخامسة من فلول الأنظمة الفاسدة ، وهي أنظمة كشف قناعها الربيع العربي . وبالأمس هدد حزب أو مجموعة أحزاب تونسية  بالخروج من الائتلاف الحكومي إذا لم  يجعل حزب النهضة الإسلامي بعض الحقائب الوزارية رهن إشارتها خصوصا  حقائب ما يسمى الوزارات السيادية ،وعلى رأسها وزارة الداخلية التي تعتبر  الوزارة المسخرة بامتياز  للتحكم في نتائج اللعبة الانتخابية  كما كان الحال في مرحلة الأنظمة الفاسدة المنهارة .  وتهديد بعض الأحزاب التونسية المحسوبة على الليبرالية أو العلمانية ، والمشاركة في الائتلاف  الحكومي  خلال المرحلة الانتقالية لحزب النهضة الإسلامي  هو نفس ما يحدث في المغرب حيث  يواجه حزب العدالة والتنمية الإسلامي تهديدات من طرف الأحزاب التي تشاركه  الحكم حيث  صار زعيم حزب الاستقلال الجديد يهدد باستمرار بالخروج من الائتلاف الحكومي من أجل الإيقاع  والإطاحة بحزب العدالة والتنمية  في كل لحظة. وليس من قبيل الصدفة  كيد الأحزاب المخالفة لتوجه الأحزاب الإسلامية  الفائزة في الاستحقاقات الانتخابية في بلاد الربيع العربي، الشيء الذي يبرر طرح السؤال  المفروض والمشروع الآتي : ما هي الجهات التي تقف وراء هذه الظاهرة ؟ وما هو الغرض  من ورائها ؟  ولعل افتضاح مؤامرة السفارة الأمريكية في مصر، والتي عملت ما في وسعها من أجل إفشال عملية التصويت على الدستور بالتنسيق مع  دول خليجية  تخشى ثورة الربيع فيها  كما شهد بذلك مصدر مطلع ومقرب يؤكد أن  الغرب  بزعامة الولايات المتحدة ،والذي كان  يحتضن الأنظمة العربية الفاسدة  ولا زال  هو الذي يقف وراء الكيد للأحزاب الإسلامية من خلال  اختلاق الثورات المضادة لثورات الربيع العربي . ومن الملاحظ أن أساليب  الكيد للأحزاب الإسلامية  واحدة حيث تحرص الأحزاب المعادية لها على تشويه  سمعتها لدى الشعوب من أجل خلق ظروف مناسبة لفشلها ومن ثم لسقوطها . ومن سوء حظ الأحزاب الإسلامية الفائزة في الانتخابات ،والتي حظيت بثقة الشعوب  أنها ورثت وضعيات كارثية  بسبب استفحال  الفساد ، الشيء الذي صعب من مهامها الإصلاحية ، فبدت وهي تقدم مشاريعها الإصلاحية وكأنها تسبح ضد تيار إرادة شعوبها ،الشيء الذي يستغله خصومها السياسيون المحركون لا محالة من الخارج للكيد لها  شر كيد ، وذلك  من خلال  استهداف إحراجها أمام الشعوب  مع أن هؤلاء الخصوم هم من عاث في البلاد الفساد ، وهم من يتحمل مسؤولية هذا الفساد. ولقد باتت الأحزاب الإسلامية في بلاد الربيع العربي  في وضعية حرجة لا تحسد عليها  ، وهي تواجه ثورات مضادة من طرف فلول ورموز الفساد والإفساد بأساليب مختلفة من جهة ، وتواجه نقمة الشعوب التي وضعت فيها ثقتها وراهنت عليها من أجل محاربة الفساد  واستئصاله من جذوره . ومع اختلاف أساليب  الكيد للأحزاب الإسلامية يبقى  الهدف من وراء الكيد  واحدا واضحا ،وهو تشكيك الشعوب المراهنة على الأحزاب الإسلامية في شيء اسمه الإسلام المقلق  للعلمانية  والليبرالية  وغيرهما. فهل ستنجح الأحزاب الإسلامية في تخطي التحديات التي تواجهها  من كل جهة أم أن  ثورات الربيع العربي ستعود إلى مربعها الأول بعد انسحاب هذه الأحزاب من الساحة السياسية  أم أن الربيع العربي سيكون مجرد سحابة صيف عابرة  تعود بعدها  الأنظمة الفاسدة  غلى الساحة السياسية  في صيغ جديدة ربما  ستكون أهى وأمر من  الصيغ  السابقة .  وهل  سيغيب  وعي الشعوب العربية  إلى درجة  قبول  الصيغ الجديدة للأنظمة الفاسدة أم أن هذه الشعوب ستواصل نضالها من أجل  القطيعة الأبدية مع الفساد مهما كانت صيغه الجديدة  لأنها شعوب شعارها الإسلام الذي لا يلدغ من ينتمي إليه من جحر مرتين؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. Anonyme
    04/02/2013 at 13:43

    السلام عليكم ورحمة الله يا اخي ما يقع في المغرب العزيز علينا لا علاقة له بالإطاحة بحزب العدالة والتنمية وانما نحن مواطنين نريد ان نعيش في سلام الا ان هذه الزيادات المتكررة والكبيرة في معظم المواد الاستهلاكية أنهكت كاهلنا فكرهنا السياسة و السياسيون الذين لا يتقون الله فينا

  2. إلى المجهول
    04/02/2013 at 16:01

    عن أي زيادات تتحدث يا هذا؟ درهم واحد في البنزين؟؟؟ أو ربما عن زيادة الرسوم في البيرة الذي اعتبره ادعيديعة منكرا؟؟؟ سبحان الله؟ لم تحركوا ساكنا لما تضاعف ثمن الزيت عدة مرات في ظل الحكومة السابقة والآن وبعد وصول حكومة المعقول ومحاربة الفساد تتظاهرون بالمسكن والإحساس بالظلم والقهر؟؟

  3. الكيلي
    04/02/2013 at 20:17

    واش جاب الإخوان المسلمين بمصؤ للعدالة ة التنمية لا علاقة يا أخي هادوك جابوها بالثورة و الشعب هدا جابها بالكدوب و الوعود الكادبة و هادوك دوي مرجعية إسلامية اما هادو غي متأسلمين
    المرجو عدم الخلط أو المقارنة

  4. الكيلي
    06/02/2013 at 13:45

    أي معقول يا صاحب التعليق السابق كما اتى فالتسمية التي اخترتها فحزب  » العدالة غي بالتسمية  » قتلنا غي بالهضرة لا جديد لمغرب عرف تفاقم الوضع فمجال التشغيل المشكل ماشي منهم المشكل من اللي قبل باينة و لكن هما ما جابو والو لا حلول ولا والو في الهضرة « عفا الله عما سلف » …. « اللي فيه الفز يقفز  » و »خليونا نخسرو على خاطرنا  » …. »الرزق من عند الله  » إلخ كل هده الأمثال نعرفها مند نعومة أضفارنا فما جديد بن كيران فالملموس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ »

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *