Home»International»هل ستثق مستقبلا الأحزاب الإسلامية في اللعبة الديمقراطية بعد التجربة المصرية؟

هل ستثق مستقبلا الأحزاب الإسلامية في اللعبة الديمقراطية بعد التجربة المصرية؟

0
Shares
PinterestGoogle+

هل ستثق مستقبلا الأحزاب الإسلامية في اللعبة الديمقراطية بعد التجربة المصرية؟

محمد شركي

المتتبع للشأن السياسي المصري الحالي  يلاحظ بكل وضوح مؤامرة كبرى على الحزب الإسلامي الفائز في اللعبة الديمقراطية وغيره من الأحزاب المحسوبة على التوجه الإسلامي . ولم يعد سرا تورط الغرب بزعامة الولايات المتحدة ، وبعض دول الخليج في محاولة إفشال الحزب الإسلامي الحاكم  في مصرمن خلال  رصد مبالغ مالية ضخمة لتحريك فلول ورموز النظام المنهار . ويذكر الرأي العام العالمي  أن التهمة التي ظلت تلاحق جماعة الإخوان المسلمين  في مصرمنذ فترة الاحتلال البريطاني وما بعدها هي  رفضهم للعبة الديمقراطية بالمذاق الغربي . وكان النظام العسكري الانقلابي في مصر  يلاحق ويحاكم الإخوان المسلمين بتهمة معارضة  الحكم العسكري الاستبدادي، وهو حكم نتج عنه نظام عميل  للغرب  وللكيان الصهيوني، الشيء الذي كان سببا مباشرا في ثورة الربيع المصري  . وبعدما  قبل تنظيم الإخوان المسلمين خوض تجربة اللعبة الديمقراطية  على إثر الثقة الذي وضعها فيهم الشعب  بسبب ماضيهم الجهادي  والنظيف ، وكانت النتيجة هي فوزهم  بمركز صنع  وتدبير القرار  ثارت ثائرة  الغرب   مصدر ومسوق اللعبة الديمقراطية ، ولم يقبل بنتيجتها التي هبت رياحها بما لا تشتهيه سفنه ، فعمد إلى  بعض  الأنظمة الخليجية المسخرة لديه وإلى فلول وبعض رموز النظام المنهار من أجل التشويش على نتيجة اللعبة الديمقراطية المقدسة  في العرف الغربي  ، والتي تعتبر شرطا ضروريا لقبول الغرب حكم الأنظمة في العالم  خاصة العربي . ولقد كشفت مصادر إعلامية استنادا إلى جهات مقربة ومطلعة أن السفارة الأمريكية في مصر ، وفي بعض دول الخليج عملت  ما في وسعها من أجل  إفشال التصويت على الدستور المصري الذي حظي بقبول الشعب له  باستثناء الفلول ورموز النظام المنهار الذين لا زالوا يدقون بعض مسامير جحا في  هذا الدستور من أجل إبطاله جملة وتفصيلا ، تمهيدا لإلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية  التي لا يمكن الطعن في نزاهتها  ومصداقيتها .

وبين عشية وضحها « غسلت الدجاجة رجلها   ونسيت ما فات عليها »  كما يقول  المثل الشعبي  المغربي  ، وصار عمرو موسى  والبرادعي  وأمثالهما من رموز النظام البائد الذين  شاركوا في تفقير وتأخير الشعب المصري أبطالا يقودون المعارضة من أجل  إلغاء نتيجة اللعبة الديمقراطية المقدسة في العرف الغربي.  وعوض أن  يخضع هؤلاء الرموز إلى المساءلة  والمحاكمة ، فإنهم  صاروا  وبتوصيات غربية زعماء  يحسب لهم حساب  في مصر ، وكونوا محورا للشر  تحت ذريعة أحزاب ما يسمى جبهة الإنقاذ . ولسنا ندري ماذا سينقذون ؟ هل  الثورة الحقيقية التي تمخضت عنها حكومة ذات توجه إسلامي رغم أنف الغرب  أم الثورة المضادة لفلول النظام البائد التي  تتخذ البلطجية قاعدتها الأساسية ؟  وها هي القاعدة البلطجية تعيث في مصر فسادا ، وتغير على المرافق العامة لتدميرها ، واستفزاز قوات الأمن والشرطة من أجل  تلطيخ سمعة النظام الحالي ، وتشبيهه بالنظام  البائد فيما يتعلق  بالمقاربات الأمنية . وتحرص القاعدة البلطجية  والفلولية بتحريض من رموز النظام البائدة التي تنشط بشكل هستيري على رفع مستوى الإصابات من أجل  تجريم النظام الحالي ، وجره إلى صراع دموي للتمويه على المؤامرة الغربية المكشوفة بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية التي  يقلقها قيام نظام إسلامي  بجوار الكيان الصهيوني المحتل للأرض العربية . فإذا كانت هذه هي  نتيجة قبول الإسلاميين  المشاركة في اللعبة الديمقراطية  الوافدة من الغرب والمفروضة من قبله  على كل من يرغب في ممارسة السياسة ،فأعتقد أن الإسلاميين في العالم العربي  يجب أن يراجعوا  قرار  مشاركتهم في هذه اللعبة التي صارت قذرة  لأنها عندما تفرز  فوز الإسلاميين  تصير  موضوع طعن وتشكيك ، وتواجه التآمر المكشوف . ولا شك أن الغرب  قد لجأ إلى هذا الأسلوب من التآمر على الأحزاب والقوى السياسية الإسلامية في العالم العربي من أجل تضليل الرأي العام العالمي بمقولته المغلوطة  التي تروم تلفيق تهمة العنف  لكل ما له علاقة بالإسلام من أجل  إيجاد الذرائع لشن الحروب الباطلة والظالمة عليه .

فإذا كانت الأحزاب الإسلامية قد تعهدت بنبذ العنف  ، وبممارسة السياسة  وفق  شروط اللعبة الديمقراطية الغربية ، فإن الغرب  يكيد لها  من أجل اضطرارها إلى  رفض الانخراط في هذه اللعبة  القذرة التي تبين أنها مجرد خدعة الشيء الذي يعني  احتمال عودة القوى السياسية  الإسلامية في العالم العربي إلى التفكير في البدائل الممكنة عن هذه اللعبة الفاقدة للمصداقية  بعدما صارت نتائجها  موضوع عبث الطوابير الخامسة والفلول التي يحركها الغرب بزعامة الولاية المتحدة ، وعمالة  الأنظمة العربية الخاضعة لها . ولقد عاب الرأي العام العالمي على النظام الإيراني المحسوب على الإسلام بالرغم من فساد عقيدته أساليب  تعامله مع فلول نظام الشاه التي تمت تصفيتها بأشكال فظيعة من أجل تثبيت وجوده بالقوة وبالعنف  ، وبدون لعبة الديمقراطية  على النمط الغربي . والرأي العام العالمي يتغافل اليوم نبذ الأنظمة الإسلامية الناشئة  في العالم العربي  ، وخصوصا في مصر اعتماد طريقة النظام الإيراني مع فلول ورموز النظام البائد مع أنها فلول ورموز متورطة في جرائم صارخة ضد الشعب المصري . ومع أن النظام الحالي في مصر ملتزم  التزاما كاملا  بقواعد اللعبة الديمقراطية ، فإنه  يخضع لأقبح وأشنع عملية ابتزاز  عن طريق مؤامرة غربية مكشوفة تتورط فيها  بشكل مفضوح أنظمة خليجية  ضالعة في الفساد والاستبداد . والله أعلم  بما سيترتب عن إجهاض  تجربة الحكم الإسلامي ـ لا قدر الله ـ  في مصر  وفي العالم العربي  برمته ،لأن الإسلاميين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام محاولة مصادرة حقهم في الحكم ، ولن يقبلوا أبدا  العودة إلى السجون والمعتقلات التي ظلوا يقبعون فيها  لعقود من السنين  مقابل  عبث الأنظمة الفاسدة  بالحكم لفائدة المصالح الاستراتيجية للغرب . وهل ستبقى للعبة الديمقراطية ذات النكهة الغربية من مصداقية إذا ما غامر الغرب  وطوابيره الخامسة  بنتائجها التي لا تقبل عندهم  لمجرد أنها لفائدة الإسلاميين ؟  

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. بنيوس بن البشير
    30/01/2013 at 00:33

    يمكن أيضا طرح السؤال بصيغة أخرى من وجهة نظري أراها المناسبة أكثر بل و الأوفر واقعية.هل ستثق مستقبلا في الأحزاب الإسلامية بعد التجربة المصرية؟.سؤال يتماشى ومنطق الأحداث التي تعيشها مصر .فالولايات المتحدة وبشهادة فقهاء السياسة المصريين على اختلاف مشاربهم تدعم النظام الإخواني بشكل مكشوف بعد صفقة غزة والتنازلات التي قدمها المفاوض المصري والتي تصب مباشرة في مصلحة اسرائيل و الوعد الصريح بأن صواريخ القسام لن توجه صوب النظام الصهيوني من غزة وهو ما عجز عنه مفاوض مبارك .أما موقف دول الخليج فالجميع يعلم الدور القطري والتعتيم الذي تمارسه قناة الجزيرة والغائها الممنهج لوصول رأي المعارضة للمتتبع مما أفقدها نسبة معتبرة من المتتبعين لأخبارها .فبعد أن كانت نسبة المشاهدة تصل ال 20مليون تقلصت الى 6 ملايين بسبب موقفها من أحداث مصر والغائها للرأي الآخر.أما مشاركة الإسلاميين في اللعبة الديمقراطية فحق مشروع و منة من الله حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وقد كنتم أستاذ أول من طلب من حزب اسلامي مغربي ان يحذف من تسميته لفظ عدالة لكونه ليس أهلا لها و اعتقد ان خلاصتكم تحمل ما تحمله من حمولة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *