Home»International»إيطاليا: قصة محاولة قتل شاب مغربي من طرف 4 عنصريين

إيطاليا: قصة محاولة قتل شاب مغربي من طرف 4 عنصريين

0
Shares
PinterestGoogle+

ذ.بدران محمد
لم تنفع أشرف الأزهر الشاب الوديع ذو 22 ربيعا جنسيته الإيطالية ،ولا أصحابه الذين خرج برفقتهم تلك الليلة اللعينة بذلك السبت الأسود المصادف ل12 نونبر،وفي تلك الساعة المتأخرة من الليل والتي أشرفت على الثالثة من اليوم الموالي.نعم لم تنفعه سكناه بمنطقة « وينو » المسالمة التي تقترب من المرقص الذي كان مسرح الحادثة الأليمة التي وقعت له ،لقد كانت ملامحه العربية وجذوره المغربية غالب الظن الدافع الوحيد البغيض  وتحيّن الفرص لاقتناصه كصيد ثمين وفريسة سمينة للأرواح الشريرة والعقول الساذجة التي تنخرها آفة العنصرية وسمة كراهية الأعراق والمعتقدات. لم ينس أشرف أبدا ما أصابه تلك الليلة وهو داخل صفّ كغيره من الشباب اليافع يريد تتمة سهرة السبت في المرقص المجاور لمسكنه. بعدما تقدّم منه أربعة شبان لا يعرفهم قد خرجوا للتوّ من المرقص فاقترب منه أحدهم وعن حين غفلة تلقى ضربة قوية على وجهه وتكاتفت عليه اللكمات والركلات حتى استلقى طريحا على الأرض ولم يرحموه حتى أغمي عليه وظنوه أنه فارق الحياة.يستغرب أشرف من هذا الموقف المهول الذي أمطر عليه وابل آفة كل هذا الاعتداء والظلم الذي أطاله دون أن يصدر منه أي مبرّر أو مسبّبات لذلك.رغم مرور أكثر من 10 أيام على تلك الواقعة الأليمة،فما زالت لقطات تلك اللحظات حيّة في نفسه ولم تفارق عينيه طيلة حياته.كما أنه مازال يراوده ذلك الألم المبرّح الذي تصدره جروح حنجرته وجهه ويشمل جميع أطراف جسمه الذي خلّفه العنف والقسوة الشديدة من أولئك الوحوش الآدمية. كما أن ذلك الحلم المزعج يتكرر أمام عينيه كل ساعة وحين ولم يفارقه رمشة عين ،حتى بدأ النوم  لا يستقر بمقلتيه لأكثر من ساعتين أو أقل كل ليلة،إن بارحه الحظ وغابت عنه تلك الأحلام المرعبة التي كانت ستودي بحياته لولا أن نجّاه الله من ذلك. لم يكن يصدق في تلك اللحظة أن له حياة ثانية يرى فيها النور ،فكم تمنى أن يكون تائبا إلى مولاه حتى يكون راضيا عنه ولم يمت أمام باب مرقص بدل باب مسجد. تحسّر على مصابه وحمد الله على نجاته رغم أن لا أحدا أغاثه أو دافع عنه،ومن هنا فهم أن لا أمن ولا أمان في موطن ينبت بين صفوف مواطنيه الكره والاحتقان. رغم تجاوزه شبح الموت المخيف ونجاح العمليات الجراحية التي أجراها له الأطباء على مستوى الحنجرة والفكين واستعادة عافيته  مع ضرر مزمن ببصره،فالخوف مازال يلاحقه أينما حلّ وارتحل ولم ينته من وضع سؤاله المتكرر مع كل من التقى به أو زاره. لماذا يقع لي كل هذا وأنا لم أخطئ مع أحد ولم أقترف أي ذنب يتوجّب القضاء على حياتي؟ثم يجيب على تساؤلاته أعرف أنه لا يمكن أن يقع هذا الظلم على شاب غيري،وأين العدل ونصرة المظلوم وهنا ترك لنا فرصة التمعن والاستفسار وما يقصد من وراء هذه الكلمة القوية التي تهزّ القلوب السامية وترن في الآذان الصاغية التي تتفهّم مرارة الغربة والعيش بين شعوب الغرباء ونحن كلنا في هذه الدنيا غرباء.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *