يا سيادة المدير مقاطعة ما لا يدخل ضمن اختصاصك واجبة وقبوله ذل وهوان

محمد شركي

لا زال خلط وخبط بعض رجال الإدارة  المتعلق بسوء فهم أو تأويل مقالي عن المقاطعة مستمرا من خلال بعض التعليقات    المتهافتة ، كما هو شأن تعليق المدير المدعو الحسن عطواني . فبالرغم من أن مقالي تناول مقاطعة المهام الموكولة إلى أطر الإدارة ، ولم يتناول المهام غير الموكولة إليهم ،لأن مقاطعة  هذه الأخيرة  مفروغ منه وتحصيل حاصل ، وهو أمر واجب ، وقبوله ذل وهوان ، ولا أدل على ذلك النعت الذي نعتها به السيد شحلال المختار رئيس جمعية المديرين حيث سماها مهام السخرة ، والسخرة تكليف بعمل دون أجر، وتدل  أيضا على القهر والإذلال ، ولا فرق بين فعل سخر ـ بفتح الخاء وبكسرها ـ حيث يدل فتحها على التكليف بالعمل المجاني مع القهر والإذلال  ، ويدل كسرها على الاستهزاء. وإذا كان أطر الإدارة قد قبلوا من قبل  مهام السخرة، فإنهم يتحملون مسؤولية ذلك لأنها لا توجد ضمن مهامهم التي  تضبطها النصوص التشريعية والتنظيمية. وأعتقد أن  قبولها زلة ، ومقاطعتها بعد قبولها  من قبل عذر أكبر من الزلة ،لأن هذه المقاطعة قد تفهم على أنها مطالبة بالأجر على  أعمال السخرة  المذلة التي لا تليق أصلا بكرامة أطر الإدارة التربوية.  فيا سيادة المدير لا تحمل مقالتي ما لا تحتمل ،فأنا قد تحدثت عن مهام أطر الإدارة التي هي من صميم اختصاصهم ، والتي لا يحق لهم  مقاطعتها مع حقهم الكامل في الإضراب عن العمل الذي هو حق دستوري لا ينازعهم فيه  منازع . أما تشبيه السيد شحلال أعمال السخرة من قبيل حمل البريد باستقبال اللجان الإقليمية والجهوية ، وهي لجان أطر التفتيش المختلفة في الغالب  سواء تعلق الأمر بما يهم الجانب التربوي أو جوانب التخطيط والتوجيه والمصالح المادية والمالية فسوء أدب صارخ مع هيئة التفتيش يلزمه الاعتذار ، وخلط متعمد بين مهام السخرة والواجب ، ذلك أنه من الواجب المفروض على أطر الإدارة أن تستقبل أطر التفتيش رغم أنفها بموجب النصوص التنظيمية والتشريعية ،لأن أطر التفتيش  وجدت أصلا لتراقب  ما يجري داخل المؤسسات التربوية من شتى الجوانب  ، وذلك من صميم عملها تماما كما أنه لأطر الإدارة التربوية أعمالها الخاصة بها والتي لا يمكن لأطراف أخرى أن تصنفها ضمن أعمال السخرة  والإذلال كما فعل السيد شحلال . ومن نافلة القول أن  نكرر أن  أطر وزارة التربية الوطنية لها مهامها حسب اختصاصها ، ولا يمكن أن  تؤول جهة من الجهات مهام غيرها أنه قهر لها  أو إذلال . ويا سيادة المدير إذا كانت مقاطعتك للمهام التي ليست من اختصاصك رجولة وشجاعة وجرأة ، فعكس ذلك مقاطعتك لمهامك الموكولة إليك.  فما ذنب أطر التفتيش إذا كنت قد رفضت تعبئة وثائق الإحصاء التي هي من صميم مهامك ، وقد حصلت على أجرها وأكلته في بطنك ، وقاموا هم بتعبئة ما يسد مسدها  ؟؟؟  هل تريد أن تسخر أطر التفتيش وتركب ظهورهم من أجل أن تحقق مطالبك ؟ وهل  سبق لأطر التفتيش أن  ركبوا ظهرك أو سخروك من أجل تحقيق مطالبهم ، وهي مطالب لا زالت معلقة من قبيل التعويض عن الإطار الذي تعترف به الوزارة وسلمت بموجبه قرارات رسمية ، وهو ما زلت تطالب به  أنت  ولم تحصل عليه بعد ، ونحن نؤيدك في ذلك ولا نحاول تحقيق مطالبنا بالتنكر لمطالبك . ونحن لم  نقبل من الوزارة تأخير تتبع الدخول المدرسي  إلى غاية 20 نوفمبر لأننا تتبعناه من قبل  ووافيناها بتقارير عنه لم تعتمدها أو تجاهلتها ، وقد عبرنا عن ذلك بشكل  واضح وصريح إلا أن المصلحة العامة اقتضت أن نقوم بعمل كان عليك أن تقوم به  أنت وأمثالك ، وربما  من صالحك أن  تقوم به حتى لا يزايد عليك أحد  ، وأنت أدرى بشعابك  من غيرك ، بل ربما  صرح غيرك بما لا يناسب وضعيتك  ودلس عليك الفائض والنقص  وحالة البنيات التربوية  والبنيات التحتية والمرافق وغيرها مما يعوق عملك ويزيد من كمتاعبك التي لم ينكرها عليك أحد خصوصا هيئة التفتيش . وكان عليك ألا تفعل بنفسك ما يفعل الجاهل بنفسه إذا ما فعل العاقل ذلك بعدوه . يا سيادة المدير إذا كنت تعاني وأمثالك من حساسية  ضد التفتيش والمراقبة فلن تغير حساسيتك من الواقع شيئا إذ لا بد أن توجد مراقبة وأن يوجد تفتيش  . والنزيه  والمجد لا يبالي بتفتيش ولا بمراقبة  ، وما راقب ولا عاتب المرء الكريم كنفسه ، والمرء يصلحه الجليس الصالح . أما  ما قاله  أو يقوله عني بعض سفهاء الإدارة في مواقعهم فلا  أبالي به  كما لا يبالي القمر ليلة البدر بنباح الكلاب . وعقيدتي أنني أقدس من يحترمني ، وأخشى أن يصدر مني  أدنى سلوك يسوءه إلا أنني أحتقر وأهين كل من تسول له نفسه أن  يمس شعرة واحدة في مفرق رأسي أو في لحيتي . وعليك يا سيادة المدير أن  تقرأ مقالاتي جيدا وتفهمها جيدا قبل أن تعلق  عليها ،لأنك لا شك من جيل  كانت عناوين الكتب التي درس فيها إما : إقرأ أو

bien lire et comprendre