Home»Femme»ما كان للسفن المشبوهة أن تقترب من شواطئنا لولا وجود طابور خامس مظنة شبهة بالداخل

ما كان للسفن المشبوهة أن تقترب من شواطئنا لولا وجود طابور خامس مظنة شبهة بالداخل

0
Shares
PinterestGoogle+
 

ما كان للسفن المشبوهة أن تقترب من شواطئنا لولا وجود طابور خامس مظنة شبهة بالداخل

 

محمد شركي

 

 يشهد  تاريخ المغرب  أن كل السفن الأجنبية المتربصة به ما كان لها أن تفعل لولا وجود خيانة داخلية . والخيانة كالكفر ملة واحدة ، قد تأخذ أشكالا مختلفة ولكنها في نهاية المطاف نوع  واحد من الغدر. ومن الواضح أن  أصحاب ما سمي سفينة الإجهاض لم تسول لهم أنفسهم الاقتراب  من شواطئنا إلا لأن طابورا خامسا داخليا أطمعهم فينا . ومع أننا نثمن المناعة الأخلاقية والدينية التي عبر عنها المغاربة من خلال جمعيات المجتمع المدني ، ومن خلال الموقف الرسمي أيضا ، والتي رفضت ولفظت السفينة الهولندية المشبوهة ، فإننا ننبه الرأي العام الوطني إلى خطورة الطابور الخامس الذي لا يدخر جهدا في العمل على تدمير منظومة الأخلاق والسعي من أجل  الوصول بها إلى الإفلاس الكامل. وما كان لسفينة الإجهاض وغيرها من السفن الطامعة فينا  أن تمخر عباب البحار لولا وجود وهن فينا ، وهو عبارة عن تطبيع ممنهج مع  الانحراف الخلقي المهدد للمنظومة الأخلاقية.

فقد بدأ التطبيع مع الانحراف الخلقي  عندما وجد الطابور الخامس المنحرف في شعار الحرية  ذريعة وشماعة  يركبها لتسويق انحرافه ، ذلك أن الذي جاهر بالحرية الجنسية كان أول  من وضع اللبنة الأولى لفكرة سفينة الإجهاض لأنه لا يمكن أن توجد حرية جنسية دون وجود ما يترتب عنها بالضرورة وهو الحمل وما يقتضيه من إجهاض. فالذي رفع عقيرته يطالب بحرية الجنس ساخرا من شعبه برمته لأنه في نظره يعد نموذجا من نماذج الوعي والتحضر وسط مجتمع متخلف لا شك أنه وضع في حسابه تبعات حرية الجنس التي يعد الاجهاض محطة من محطاتها . ولا شك أنه خطط كما يخطط  المجرمون ذلك أن اللص على سبيل المثال  يضع في حسابه جرائم القتل أيضا لأنها مرتبطة بجريمة السرقة والسطو  إذا اقتضت الضرورة ذلك . فالمطالب بحرية جهازه التناسلي لا يستطيع أن يتحكم في  طبيعة هذا الجهاز، ويمنعه من أن يؤدي وظيفته الطبيعية التي لا يمكن أن تختزل في اللذة الغريزية كما  يتصور المطالب بحرية الجنس ،ذلك أن الوقاع  وهو حرث لا بد له من محصول أو منتوج   يكون مهددا بالإجهاض من أجل اللذة الغريزية البهيمية . وما كان لسفينة الإجهاض ، وهي  سفينة دعارة مموهة أن  تقصد أرضنا  لو لم يوجد فينا من  يؤثر ما سماه الأخلاق المدنية على الأخلاق الدينية ،لأن الأخلاق المدنية وسيلة من أجل الوصول إلى حرية الجنس  في نظره . ومعلوم أن المنادي بضرورة سيادة الأخلاق المدنية على الأخلاق الدينية لم يتردد يوما في  التعبير عن رغبته في مضاجعة  حتى المحارم ، وذلك خلال  محاضرة بمدرج من مدرجات كلية الآداب بجامعة فاس ، ولا زال في كل مناسبة يطلع علينا إعلاميا ليردد نفس الرغبة ، وهو يعتقد أنه يناضل من أجل  قضية مقدسة مع أنه  مجرد منحرف يعاني الكبت الجنسي حتى مع  بلوغه مرحلة الشيخوخة  واليأس الجنسي . وما كان لباخرة البغاء أن  تيمم صوبنا لولا ناعق طائفي لا ينقطع نعيقه في وسائل الإعلام للتغني بالعلمانية وما  توفره من حقوق للمرأة وعلى رأسها حرية الجنس ، وحرية الإجهاض. ولقد كان بإمكان  فقرة  واحدة  من الدستور المغربي والتي حددت عقيدة الوطن أن تخرس الطابور الخامس المطبع مع الرذيلة بمختلف  أشكالها ، وبمختلف الوسائل والطرق  التي تستغل الشعارات من قبيل الحرية  الديمقراطية  وغيرها من الشعارات التي يساء توظيفها  عمدا من أجل التمويه على مقاصد الطابور الخامس الفاسد والمفسد . فلا يعقل أن يكون دين المغرب الرسمي هو الإسلام ، ويسمح فيه لفلول العلمانية  بالجهر بنقضه من أجل تسويق أخلاقها المدنية كما تسميها أصحابها على حساب الأخلاق الإسلامية . فهولندا بلد منسجم تماما مع  دستوره الذي ينص صراحة على أنه بلد علماني ، لهذا لا يستغرب أن  تنطلق منه بواخر البغاء أو الإجهاض ، ولكن المغرب  يختل انسجامه عندما يعلن دستوره أن دينه هو الإسلام ، وفي نفس الوقت يسمح فيه للعلمانيين  برفع عقيرتهم للمطالبة بكل  ما يناقض  توجه البلد الديني ،بما في ذلك حرية الجنس ومقتضياتها من  إجهاض وغيره .

وعلينا أن نتصور لو أن سفينة مغربية قصدت الشواطىء الأوربية ، وهي تحمل شعار سفينة العفة  وعلى ظهرها دعاة يدعون إلى ما يخالف الأخلاق العلمانية ، هل  كان بوسعها أن تغادر شواطئنا مقدار عقدة بحرية واحدة ؟ والغريب أن في بلاد العلمانية  يضيق الخناق على المسلمين  حتى في ممارسة طقوسهم الدينية ، بل حتى في  ملابسهم ، فتقنن لهم الملابس  حيث يوجد فيها الممنوع والمسموح به ، وتقنن ظروف العبادة حيث لا يستطيعون الجهر بالآذان للصلاة ، في حين تتمتع العلمانية في بلادنا سواء المحلية المقيمة أم الأجنبية الوافدة  بكل الحريات حيث يلبس العلمانيون ما يشاءون بل  يفرضون على الناس  حتى ما خفي من أجسادهم ، وأنفت الفطرة السليمة من الكشف عنه ، ليس في الشواطىء فقط بل  حتى في الأماكن العامة والشوارع وعلى متن وسائل النقل العمومي ، ولا تضايق خماراتهم  التي توزع الخمر المحرمة جهارا نهارا ،بل يسوق في  أسواقنا الممتازة  وغير الممتازة . فبمقارنة وضعية المسلمين في بلاد العلمانية مع وضعية العلمانيين في بلاد الإسلام  يصدمنا الظلم الصارخ للمسلمين في بلاد العلمانية مقابل الحرية المطلقة للعلمانيين في بلاد الإسلام التي صار فيها المسلمون أهل ذمة يدفعون  أنواعا جديدة من الجزية المعنوية التي تفوق جزية الذميين المادية  يوم كان للإسلام عز في الأرض  وقبل أن يعود غريبا كما بدأ.أجل المسلمون يدفعون جزية للعلمانية في بلادها  حين  يلبسون كما تريد هذه العلمانية ، و يمارسون عبادتهم بشكل تحدده لهم ، كما  يدفعون جزية للعلمانية في عقر دارهم عندما تمارس هذه العلمانية حريتها كما تشاء وتخدش  مشاعرهم الدينية في عمقها باسم شعار الحرية  ، وتحاكمهم بسبب ذلك. ولن يقف الأمر عند حد سفينة الإجهاض ، فستليها سفن  علمانية أخرى ، وهي عبارة عن سفن للشواذ والمثليين ، وسفن منع الآذان والصلاة ، وحتى سفن منع الجهر بالشهادتين . وسيأتي زمن  تكون فيه أكبر جريمة هي الجهر بالشهادتين ، وتخصص لها أكبر عقوبة  على الإطلاق ،لأن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق ، وقد بدأت بوادرها بفلول العلمانية التي يمثلها الطابور الخامس في الداخل وتدعمه السفن الوافدة من الخارج ، وهي فلول  تريد إلغاء  رب العالمين من أجل أن تنصب نفسها آلهة مكانه .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.