Home»International»ما أشبه حكاية المعارضة عندنا بحكاية الحمقاء التي قيل لها زغردي

ما أشبه حكاية المعارضة عندنا بحكاية الحمقاء التي قيل لها زغردي

0
Shares
PinterestGoogle+

ما أشبه  حكاية المعارضة عندنا بحكاية الحمقاء التي قيل لها زغردي

 

محمد شركي

 

من الأمثال الشعبية السائرة قولهم :  » هبيلة وقالوا لها زغردي  »  أي حمقاء وقيل لها زغردي . ولفظة هبيلة عامية بمعنى معتوهة وبلهاء ، والفعل منها أهبلت  أي فقدت  العقل  والتمييز ، والاسم من هذا الفعل  الهبالة  والعوام يقولون أيضا الهبال وهو العته والبله . أما في العربية الفصيحة فهبلت المرأة إذا ثكلت ولدها ،وهي هابل وهبول وولدها مهبول . وأعتقد أن التي تثكل  ولدها تكون في حكم فاقدة العقل من شدة الفاجعة  لهذا لا نستغرب  الاستعمال العامي للهبالة بمعنى الحمق  والعته والبله . ومعلوم أن العاقلة  إذا زغردت فإنها  تكتفي ببضع زغرودات  للدلالة على الفرحة بمناسبة  حادثة سارة ، أو بمناسبة سماع  بشرى أو خبر سار. أما  الحمقاء  أو الهبيلة  أو المهبولة فإنها إذا زغردت  فلا تسكت لأنها فاقدة العقل والتمييز بين دلالة  بضع زغرودات عند العاقلات ، وما لا حد له من الزغرودات عند الحمقاوات أو المهبولات .  والمعارضة عندنا قيل  لها :  » عارضي  »  فكان حالها كحال  الحمقاء مع الزغرودات ،  ذلك أن معارضتها لا تكاد تنتهي ، ولا تعرف حدا  ، وهي معارضة من أجل المعارضة ، أو هي معارضة الحمقاء. والمثير للسخرية هو شكل هذه المعارضة التي لا يستطيع من يتابعها أن يمنع نفسه من الضحك لتفاهتها  وضحالتها .  ويخيل للمعارضة  تحت قبة البرلمان  أنها تحسن صنعا عندما توكل لخطبائها المفوهين حسب اعتقادها وهم عندها من عيار سحبان وائل ، فتنتفخ أوداجهم ، وترتفع عقيرتهم بالصياح  ، وكأنهم في ساحة وغى وليسوا  تحت قبة برلمان يشترط في من يجلس تحتها أن يكون كحكماء يونان وفلاسفتها  عليهم سمت ووقار، والمشكل أنهم لا يقولون شيئا ذا بال. والمعارضة عندنا تعني الهراش أو المهارشة  التي تعرف عند أمة الكلاب حين يقع بينها خلاف حول  عظم أو لحم أو جنس . والذي يتابع المعارضة عندنا  لا يسمع إلا  الاتهام والتجريح والتخوين ، وتكاد حكومة بنكيران أن تكون عند المعارضة مسؤولة عن وضع المغرب ما قبل التاريخ . ولا نستغرب إن سمعنا المعارضة عندنا  في يوم من الأيام تسأل حكومة بنكيران عن ظروف موت كسيلة ويوغورطا   والكاهنة الداهية  ، وعن السفن التي أحرقها طارق بن زياد ، وعن  صومعة حسان التي لم  تكتمل ، وعن قصر البديع الذي هدم ، وعن مصير حمارة بوحمراة ، وما إلى ذلك مما طواه التاريخ وعفا عنه الزمن .والمعارضة تعرف جيدا كيف  وصل المغرب  إلى وضعيته الحالية ، وبعضها كان سببا مباشرا في وصوله إلى هذه الوضعية يوم كان الأمر والنهي بيده فلم يكسب خيرا في مدة حكمه للبلاد  ، ولكنها  تتصرف وكأنها كانت تعيش خارج الوطن ، ولم تعرف  وضع المغرب إلا  بعد مزاولتها لدور المعارضة مع مجيىء الحكومة الحالية  . فعندما تصير المعارضة  معارضة من أجل المعارضة فسلام على المغرب الذي قال فيه الشاعر :

لست تلقى كالمغرب الفذ أرضا /// ولو اجتزت الأرض طولا وعرضا

فأين للأرض بمثل معارضتنا  التي تمارس المعارضة في ذاتها ولذاتها ؟ فعلى هذه المعارضة البخسة أن تخجل من نفسها ، وتمارس  على الأقل معارضتها في جلسات مغلقة إشفاقا على نفسها من  متابعة الشعب على وسائل الإعلام  لهراشها الذي يعرضها للسخرية، بل يثير عليها الشفقة بسبب مستواها الهزيل  والفج .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. خثيري
    19/08/2012 at 03:15

    أولفقك الرأي لا فض قوك

  2. محمد
    19/08/2012 at 12:19

    حفظك الله ورعاك، لقد أصبت فعلا في كل ما قلت…فهفوات بنكيرا وقصور حكومته بادية للعيان وهو نفسه يعبر عنها بصراحة منقطعة النظير: الأزمة الاقتصادية موجودةن الإصلاح صعب نظرا لوجود « صابوطاج » وضرب تحت الحزام، لم نستطع إعطاء أكثر من منصب وزاري واحد للمرأة… لكن لننظر إلى الإنجازات: إخراج لوائح لاكريمات ونشرها، الزيادة في منحة الطلبةن الرفع من المعاشات الهزيلة إلى 1000 درهم، إصلاح صندوق المقاصة ليستفيد منه المعوزون وليس الأغنياء، فرض دفتر التحملات على الإعلام العمومي والذي سيتحكم في البرامج وفي الإشهار ويخدم جودة المنتةج ويحمي الفنانين الجادين من مافيا الرداءة والعملاء والخونة، إطلاق سراح شيوخ السلفية….كل هذا كان في ظرف 3 أشهر تقريبا. أما المعرضة فلم تتوقف عن تكرار الكذب واستغلاله سياسيا لتجييش الشارع ضد بنكيران: إلغاء مجانية التعليم العالي ، رغم تكذيب الوزير عدة مراة، اغتصاب قاصر، رغم أن الحكومة نددت، وحاولت إلصاق تهمة الإرهاب بالحزب في قضية الشيخ عبد الله نهاري، لولا حكمة الإخوان وعدم الانسياق إلى معارك يقودها عفاريت من ونراء الكواليس. تحية للأستاذ شركي الذي يعبر لسانه على ما في قلبه بتلقائية كبيرة .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *