Home»Correspondants»الرئيس المصري يعطي لدول الربيع العربي درسا في كيفية ممارسة السلطة المستمدة من إرادة الشعب

الرئيس المصري يعطي لدول الربيع العربي درسا في كيفية ممارسة السلطة المستمدة من إرادة الشعب

0
Shares
PinterestGoogle+

الرئيس المصري يعطي لدول الربيع العربي درسا في كيفية ممارسة السلطة المستمدة من إرادة الشعب

 

محمد شركي

 

اليوم فقط كذب الرئيس المصري محمد مرسي  ما كان يروج حول حقيقة ممارسته لسلطة الرئاسة التي  خولها له قرار الشعب المصري من خلال صناديق الاقتراع . فإلى عهد قريب  كان الرأي السائد أن هذا الرئيس  فاقد للسلطة أمام مجلس عسكري ضارب الأطناب في أرض مصر منذ سقوط الملكية ، وحكم  ضباط الانقلاب العسكري سنة 1952 . ولقد شعر المصريون بأن ثورتهم قد  سرقت وأن المؤسسة العسكرية ذرت الرماد في أعينهم من خلال  لعبة الانتخابات التي جرت ريحها بما لم تشته سفن هذه المؤسسة حيث  فاز بها  رئيس محسوب على التيار الإسلامي الذي كان طيلة حكم العسكر محظورا ومتابعا  في المعتقلات والسجون. وفي عملية استباق  مكشوفة عمد المجلس العسكري إلى ما سمي الإعلان الدستوري المكمل ، الذي جعل السلطة في  يد المجلس العسكري  بعد حل البرلمان  والتذرع بوجود فراغ دستوري يخول لهذا المجلس تسيير البلاد. والغريب في هذا الإعلان الدستوري الملحق أنه جعل  الرئاسة تحت سلطة المجلس العسكري. واليوم فقط أثبت الرئيس المصري أنه فوق هذا المجلس، وأن الشعب قد استرد سلطته  ، وخرج من تحت وصاية المؤسسة العسكرية . وما يعنينا من قرار الرئيس المصري الجريىء  هو  الدرس الذي يجب أن يستخلص كل من  عرفت بلادهم شكلا من أشكال  الربيع ووصلوا إلى مراكز صنع القرار عن طريق إرادة شعوبهم . فلا يمكن أن تكون نتائج الربيع العربي  مجرد مسرحيات هزلية  تبقي على أشكال الحكم في ظل الأنظمة الفاسدة والمستبدة . فالشعوب العربية عندما ثارت ضد الأنظمة الفاسدة لم تكن هازلة ، بل كانت  جادة .

ولما أقبلت على اللعبة الديمقراطية في البلاد التي عرفت ربيعا مهما كانت صيغة هذا الربيع  من حيث حمرة لونه أو برتقاليته  لم تقصد بذلك   التمكين للأنظمة الفاسدة من جديد في أشكال  مموهة تبقي على   مضامين الفساد  وتنشغل بالأشكال التي لا تمس  جوهر هذه المضامين .ولقد قيل الكثير عن  نتائج ثورات الربيع العربي  ، ومما قيل أنها مجرد تنفيذ لأجندات أجنبية  وفق المشروع الأطلسي المعروف بالشرق الأوسط الجديد . ورافق ذلك  اتهام الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية بالتواطؤ مع أصحاب هذه الأجندات الأجنبية  . وكاد اليأس  يعصف بالأمة العربية التي  ما كادت تتنفس الصعداء من  طول فترات الحكم البغيض المستبد حتى وجدت نفسها أمام من يشكك في وعيها وفي ثورتها  وفي ربيعها . فها هو الرئيس المصري  الذي يجسد إرادة شعب مصر العظيم  يعطي درسا لكل من  حاز ثقة شعبه  من المسؤولين في الوطن العربي  خصوصا في الأقطار العربية التي  شهدت ربيعا لممارسة سلطة الشعب  بشكل حقيقي لا بشكل صوري  ، وانتزاعها من جيوب  مقاومة الأنظمة الفاسدة التي خرجت من الأبواب وأرادت العودة من النوافذ  لتبقي على الأوضاع الفاسدة كما كانت  ، وهي أوضاع كانت تخدم الأجندات الأجنبية بشكل مكشوف . فعلى كل من أوصلته الشعوب إلى مراكز صنع واتخاذ القرار أن يستفيد من الدرس المرسي  ، وأن يكتسب  جرأته وجسارته  من أجل ممارسة سلطته الحقيقية  المستمدة من إرادة الشعب . وأغتنم هذه الفرصة لأوجه كلمة إلى رئيس حكومتنا السيد عبد الإله بنكيران  الذي  لا يختلف وضعه عن وضع الرئيس المصري ، وهما معا من حزبين لهما مرجعية دينية  ، كلاهما يواجه جيوب مقاومة الفساد مع اختلاف في الأشكال  واتفاق في المضامين  .

فإذا كان الرئيس المصري قد حزم أمره ، وأثبت أنه  يمارس سلطته التي خولها له الشعب ، وأنه بات يشرف بنفسه على محاربة أوكار الفساد ، فعلى رئيس حكومتنا أن يحزم أيضا أمره ، ويمارس  سلطته الحقيقية التي خولها له الدستور الذي صوت عليه الشعب ، وألا يضيع وقته في  المسرحيات الهزلية بالبرلمان ومجلس المستشارين يرد على  من يعضون عليه الأنامل حسدا لأن الشعب وضع في حزبه الثقة من أجل ربح رهان محاربة الفساد والقضاء عليه قضاء مبرما . فالرئيس المصري لم يقل للذين انتخبوه  إن القضاء على المجلس العسكري  وعلى  فلول النظام الساقط أمر صعب بل  حزم أمره وتوكل على الله  ،  وأعاد الجيش إلى وظيفته الأساسية ، وأبعده عن ممارسة السياسة التي  هي  قرار الشعب . فعلى رئيس حكومتنا أن يصدر أوامره بإلقاء القبض على  بارونات الفساد سواء كانوا مدنيين أم عسكريين ، مع استرداد ما بحوزتهم من أموال الشعب  .وسيجد الشعب معه في الساحات العمومية كما وجد الرئيس المصري الشعب معه في الساحات .  وأخيرا إن قرارات الرئيس المصري الشجاعة قد  وضعت حدا  لكل  الأعذار والمبررات التي قد يلجأ إليها من وضعت الشعوب العربية ثقتها فيهم  ، وأوصلتهم إلى مراكز صنع القرار . فعلى من حظي بثقة الشعب أن يكون في مستواها كما كان الرئيس المصري أو الانصراف إلى حال سبيله إذا كان لا يستطيع أن  يقضي على فلول وأوكار الفساد التي ثارت ضدها الشعوب العربية، ولا زالت ثائرة  تضحي بدمائها كما هو الحال في سوريا . وعلى الجيش العربي السوري  الذي يعاني من العبودية لنظام فاسد مستبد أن يتعلم من  الجيش المصري  كيف يكون  في خندق واحد مع الشعب السوري وكيف يكون ولاءه للشعب  لا للنظام . وعلى كل الجيوش العربية أن  تستفيد من التجربة المصرية ، وتقف مع شعوبها وليس ضدها مع الأنظمة الفاسدة المستبدة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. khadija
    13/08/2012 at 13:57

    Pauvre monsieur benkirane!Je n’arrive pas à comprendre ce qu’il lui arrive.Il parle pour ne rien dire!Est-il naïf à ce point là?Ses détracteurs ont-ils réussi à le ridiculiser et à l’intimider,sans qu’il puisse se manifester et prendre des mesures fermes,concernant les réformes relatives à la justice,éducation…? De toute façon ,il doit savoir que jour après jour ,il est entrain de perdre ses sympathisants,et ses détracteurs sont arrivés à leur fin;Monsieur benkirane n’est-il pas conscient qu’on veut lui faire perdre les prochaines élections communales?à moins qu’il est entrain de jouer leur jeu.Et il attend le temps opportun pour les surprendre par des décisions fermes et courageuses.Espérons-le,si non…

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *