Home»Correspondants»وقفات تشخيصية مع خرجات الدعوة إلى الفاحشة

وقفات تشخيصية مع خرجات الدعوة إلى الفاحشة

0
Shares
PinterestGoogle+
 

وقفات تشخيصية مع خارجات الدعوة إلى الفاحشة  : بقلم عمر حيمري

إن  المشهد السياسي ، الذي عرفه المغرب ما بين 20 فبراير و25 نونبر ، وما  تلاه من فضح للفساد ، الذي ظل  مستشريا طيلة  حكم  القوى  السياسية  الخاضعة لتأثير الحركات العلمانية والقوى الاشتراكية … ومن إصلاح أو  مشروعات للإصلاح كمحاربة اقتصاد الريع و ظاهرة نهب وتبذير المال العام والتهرب من الضرائب  والرشوة والزبونية ومحاولة إصلاح صندوق المقاصة وتعويض المستضعفين ورفع الحد الأدنى للمعاشات من 50 أو 100 درهم  إلى 1000 درهم والحديث يدور حول 1500درهما في المستقبل القريب ، وتوزيع بطاقة رميد على المحتاجين ، لحل أزمة التطبيب والاستشفاء ،  وإصلاح القضاء  ومحاربة الجريمة  … كل هذه الإنجازات وغيرها ، التي حققها حزب العدالة والتنمية  وفي وقت قياسي ، لم تعجب اليساريين والعلمانيين والاشتراكيين ومن يدور في  فلكهم ، لأنهم رأوا في ذلك سحبا للبساط من تحت أقدامهم، وهذا أمر يفقدهم  مصالح، وما كانوا يحظون به من امتيازات وجاه وسلطان ومناصب عليا ، مكنتهم من الاغتناء السريع ، الذي لم يحلم به آباؤهم ولا أجدادهم ، فكشروا عن أنيابهم وأعلنوا عداءهم لثوابت الأمة ومقدساتها ( الدين الإسلامي  وإمارة المؤمنين ومغربية الصحراء ) . ولما كانوا كنخبة خائبة فاسدة ، يفتقدون إلى الرؤية  المستقبلية للإصلاح ، ولا يملكون القدرة على المنازلات والمواجهات السياسية الشريفة  والمناظرات الفكرية النظيفة ، ولا غيرة لهم على الأرض – ( أبرهام  السرفاتي وحزبه  الشيوعي المغربي  وحركته إلى الأمام ، أول من نادى بانفصال الصحراء المغربية ) ولا العرض ( الدعوة الصريحة إلى الفاحشة : حرية الجسد  وشرعنة الإجهاض ) – لجؤوا إلى الاستعانة  بحركات  النسوة الجديدة . أو ما  أسميه بالوثن الجديد ومن معها من شواذ ، لواطيين وسحاقيات وأمهات عازبات أي عاهرات ، مستهدفين الإسلام وهوية أتباعه ، عاملين على هدم المجتمع الإسلامي وتدميره من الداخل وبمساعدة الخارج .

إن حركات النسوة الجديدة ،التي تعمل تحت غطاء وتمويل وحماية اليسار المغربي ، بجميع أطيافه وبمساندة الغرب الصهيوني السياسية ومساهمته المادية والمعنوية  ، لم تعد تتورع عن الدعوة وبأعلى صوتها إلى الفاحشة بحجة حرية الجسد  والديمقراطية وحرية التعبير والجرأة الثقافية ، أو المسرح البورنوغرافي ( مسرحية اديالي  للمخرجة زيطان نعيمة وتشخيص نورية بنبراهيم وفريدة بوعزاوي وأمال بنحدوا ) التي لم تضف إلى ثقافة المغاربة ، غير الكلمات  الساقطة المتداول في الأوساط المنحرفة والفاسدة كأوساط العاهرات والسحاقيات  والشواذ المثليين وقليلي المروءة  بالأحياء الشعبية ، مع العلم أن الأسر المغربية ترفض هذا النوع من الكلام الساقط ، الذي يخدش الحياء والذي يسمونه مسرح ثقافي جريء  – ( المسرح التزام بثوابت الأمة وأخلاقها وتعليم تربوي ثقافي هادف ) – ولا ترضى إسماعه  لأطفالها ، ومن ثم فهي  تحرس وبشدة على منع الأطفال من التقاط المصطلحات السوقية والساقطة والنابية  المتداولة بالشوارع والأزقة ونقلها إلى البيوت ،خوفا من الانحراف اللغوي والأخلاقي  ، وحفاظا على التربية السليمة ، المنسجمة مع ديننا وثقافتنا وقيمنا الروحية . وقد تعاقب الأسرة الطفل إن هو نطق سهوا بمصطلح الأزقة  . ( عيب هذا كلام الزنقة ما خصش يدخل إلى الدار ، غادي نعطيك العصا  إلى عاودت  ) .
إن مشروع المنظمات الدولية والمحلية ، الرامي بالأساس إلى هدم الإسلام وسحق المجتمعات الإسلامية ، وجد ضالته في تجنيد حركات النسوة أو الوثن الجديد ، مثل حركة الرجال المثليين ، حركة النسوة السحاقية ، الاتحاد النسوي ، جمعية التضامن النسائي ، نادي مثليي المغرب ، جمعية كيف كيف ، التي تعتني بأوضاع شواذ المغرب ، حركة مالي وكالين رمضان ، الفرقة المسرحية أكواريوم و متبرجات الدباردور المدافعات عن الحرية الجسدية . – (تهدد هذه الأيام بالتظاهر بالدار البيضاء عاريات إلا من الدباردور )-

عجبا لهؤلاء العلمانيين ، ينفرون من الزواج  ويحرمون تعدد الزوجات ويبيحون  الخليلات تشجيعا للزنا  وللأمهات العازبات ، تكثيرا لسواد اللقطاء . تقول الكاتبة الوجودية سيمون دي بوفوار : ( من حق الزوجة أن تزني ، وإذا كان زوجها يضيق بوليد من أب آخر فإن التقدم العلمي حل هذه المشكلة ) [ نقلا عن ركائز الإيمان بين العقل والقلب لمحمد الغزالي ص 302 ] وتضيف قائلة : ( بأن من مآثر العلم الحديث ، أنه هدم الحجة العتيقة ،  بما ابتدعه من وسائل منع الحمل وبذلك تمكن المعاشرة الجنسية  بلا قيد ولا شرط وبدون نتائج يتضرر منها الزوج ويتذرع بها القانون  لتشديد النكير على الزوجة ، التي تثبت عليها الخيانة الزوجية ) [ المرجع السابق  ص 302 ] وتتمادى سيمون في طغيانها وضلالها ، حين ترى ممارسة الزنا (الحب بتعبيرها )  خير من الزواج لأن الحب إرادي ومجاني وغير مكلف اقتصاديا ولا اجتماعيا . تقول سيمون : ( عن مبدأ الزواج مبدأ فاضح ناب ولأنه يحول إلى حق وواجب ما هو بحكم الطبيعة تبادل حر ، ينبغي أن يقوم على الباعث التلقائي ) كما تدعو سيمون إلى الاعتراف بالأم العازبة وحقها في الإنجاب من دون أن ترغب في الارتباط بزوج تلحق بعالمه وتكون له خادمة ينال منها لذته ومتعته مقابل تعويض مادي هو ضمان الاستقرار . كما يرى أحد المفكرين اليساريين المغاربة ( أن الدعارة  عمل جنسي لا فرق بينه وبين أي عمل آخر شريف ) ويدعو إلى تبني الأخلاق المدنية المدافعة عن حق المتعة الجنسية الحرة ، التي لا تتقيد إلا بالعازل الطبي ، يقول هذا المحسوب على علم الاجتماع : ( … يتم تبني الغشاء الواقي من خلال تصور أداتي وبرغماتي دون تبني الأخلاق المؤسسة له ، تلك الأخلاق المدنية المدافعة عن حق المتعة الجنسية بغض النظر عن الهوية الجنسية – رجل امرأة – وعن الوضع الزوجي – متزوج غير متزوج – وعن الاتجاه الجنسي – غيري مثلي …

إن هذه الحركات الشاذة والغريبة عن مجتمعنا  المغربي تحاول تمرير أفكارها في غفلة من الشعب ، بسبب الأمية وعدم الوعي  والفقر. فهي في الغالب تعبر عن أفكارها الشاذة والمسمومة باللغة الفرنسية ،حتى لا يطلع عليها عامة الشعب ، كما توظف في خطابها مصطلحات جذابة كالحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة والتضامن وحرية التصرف في الجسد …وهذا ما يستهوي الأمي والفقير ، الذي لا علم له بألاعيب ومكر هذه الحركات ونواياها الخبيثة ولا يعرف أيضا أن المستهدف هو الدين الإسلامي ، ولو عبروا عن آرائهم الرافضة للهوية الإسلامية وللدين الإسلامي  باللغة التي يفهمها عامة المجتمع ، لكان للشعب حديث آخر معهم ،هم أعلم به مني . هذا من جهة ومن جهة أخرى ، فهم مأجورين لهدم الأسرة كقلعة حصينة من قلاع الإسلام ، ولنشر الفاحشة ونقل الأفكار  الإباحية الغربية إلى مجتمعنا بهدف التطبيع معه .

من أجل هذا المشروع الإباحي الضخم ، الذي يستهدف في الواقع العالم الإسلامي ككل ، وليس المغرب فقط ، تنفق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ، أموالا طائلة وتقدم هدايا فاخرة وعطايا سخية على  شكل جوائز ، كتلك التي فازت بها عائشة الشنة ، نظير حثها وتشجيعها على الفساد والفاحشة ( جائزة إليزابيث فورغال بفرنكفور) ، وتعقد مؤتمرات دولية  ، كالمؤتمر العالمي للمرأة الذي انعقد سنة 1975 ب مكسيكو سيتي ، ومؤتمر كوبنهاجن في الداني مارك  سنة 1980 ، ومؤتمر نيروبي بكينيا سنة 1985 ، ومؤتمر السكان بالقاهرة سنة 1994 ، ومؤتمر بكين سنتة1995 . كل هذه المؤتمرات ، جعلت لها غاية هدفا  واحدا يمكن تلخيصه فيما يلي : (1) الدعوة الصريحة إلى الزنا وإلى عدم أهمية الزواج والأسرة .(2) منع تعدد الزوجات (3) تشجيع وسائل منع الجمل (4) شرعنة الإجهاض وإباحته (5) تجديد النسل (6) الاعتراف بزواج المثليين وتبنيهم للأطفال المتخلى عنهم  (7) رعاية الأمهات العازبات (8) حق الأطفال وحريتهم في الجنس (9) إلغاء دور الأسرة بمفهومه الإسلامي (10) رفض كل ما هو ديني ، أخلاقي من تشريعات وثقافة … في مقابل نشر الاتفاقيات الدولية والقوانين العالمية التي تصب في قالب العولمة .

الواقع أن هذه المنظمات بفعل خداعها للمرأة، ولغفلة الشعب لأميته وعدم وعيه وفقره ، ولتخلي الطبقة المثقفة والعلماء عنه ، وللحماية الداخلية والخارجية التي تتمتع بها ، استطاعت تحقيق بعض أهدافها ، كالتجرؤ على  معصية الله  بكل أنواعها جهارا نهارا ، – دون أي حساب للمجتمع المسلم ، ولا لثوابته- ( كالسكر العلني والدعاية له ، والزنا ومقدماته ، التي تتم بالشوارع أمام أعين الناس ، واستعراضات الشواذ العلنية والإعلان عن أنفسهم بوسائل الإعلان الفاسدة المكتوبة والمسموعة والمرئية التي يدفع أجرها من ضرائب الشعب وقوته – ( مكس إنعاش الفضاء السمعي البصري الذي يدفعه كل مواطن حسب الاستهلاك الشهري للكهرباء للقناة الثانية ) – لتفسد عليه أسرته وعقيدته وأخلاقه …بل أصبحوا يهددون من تسول له نفسه بنقدهم والاعتراض عليهم ، بالمقاضاة أمام المحاكم … يقول الأستاذ الحسن السرات المغربي في حديث له مع الغربية نت : [ إن أسباب جرأة الشواذ المغاربة على انتهاك حرمة رمضان ، ترجع إلى أطراف خارجية ، وجهات داخلية مغربية متغربة ، لا تؤمن بالصيام ولا بحرمته وتشجع وجود الشواذ وتدافع عن حقوقهم وتنشر لهم بالفرنسية … وهي أطراف تنفذ أجندة عالمية ، لمخططات التنظيم الدولي للشواذ والسحاقيات ، وتجد من يحميهم بالمغرب ، ولا تجرؤ على كشف هؤلاء الحمات النفذين .] ومن هؤلاء المشجعين للحركات المنحرفة ، المسخرة لنشر الفاحشة وتخريب المجتمع وهدمه : نبيل فياض السوري . الذي يقول : [ من أجل النهوض بواقع المرأة المتخلف بسوريا  لا بد من فك الارتباط مع الشريعة الإسلامية . لقد اتهم فياض هذا محمد سعيد رمضان البوطي ومنيرة القبيسية ( مؤسسة حركة القبيسيات ) بجر رجال ونساء سوريا وقيادتهم إلى مستنقع الإرهاب ، وكأني به يغري الغرب بهم ويستدعي كل الظالمين عليهم حبا في شريعة الجاهلية وبغضا لحكم الله وشريعته  . وما يسمى بمنظمة حقوق الإنسان ودعوتها إلى إلغاء الفصل 490 من القانون الجنائي المغربي ، الذي يجرم العلاقة الجنسية خارج عش الزوجية  ، ومطالبتها بالحرية الجنسية بين الراشدين في المرحة والظروف الحالية. ولكنها  حتما ستطالب مستقبلا بالحرية الجنسية للأطفال أيضا ، كما نص على ذلك مؤتمر السكان المنعقد بالقاهرة ، الذي سبقت الإشارة إليه والذي يعتبر مرجعية لمنظمة حقوق الإنسان في المغرب. ( إن  مكر منظمة حقوقيي الإنسان  ومخادعتهم للشعب ،فرض منطق وأسلوب التدرج لتمرير دعوتهم  الإباحية إلى الشعب  )  .

إن العلمانيين يستفزون مشاعرنا بإقدامهم على إباحة الحرام وتحريم الحلال . الشيء الذي لا نملكه  نحن  المسلمين ، لأنه من اختصاص الله سبحانه وتعالى . عندما يعتدي أحدهم على مشاعرنا وعقيدتنا ويصف مجتمعنا بالنفاق ، فذك حرية وديمقراطية . أما عندما يوصف أحدهم بما فيه من خبث حقا ، وبما يعترف به من فاحشة في ذاته وفي أهله  علانية ، خصوصا عندما يكون الوصف بالمصطلح الذي يكرهه . ( الديوث يكره مصطلح الديوث ، والعاهرة تكره أن توصف بمصطلح العاهرة ، والقواد هو الآخر يكره هذا المصطلح ، الذي ينعت به …الواقع ، لا توجد مفاهيم أخرى في العربية في حدود معرفتي ، تصلح للتعبير عن الخبث أو البلية أو المرض ،الذي أصيب به ،هؤلاء أو اختاروه لأنفسهم وذويهم .

لحسن الحظ أن شياطين الإنس من العلمانيين قليل ، يمارسون رذائلهم في الخفاء كالخفافيش وفي غفلة عن المجتمع المغربي المسلم حقا ، ولولا الإعلام الفاسد والمأجور ،لما تجاوز خبرهم أنوفهم، ولما أزكمونا برائحتهم النتنة . ولكن إن نحن  فسحنا لهم المجال ، طمعوا في توجيه السياسة العامة ، و تخريب الاقتصاد عن طريق التعويضات الخيالية ونهب المال العام … وإفساد الأخلاق وإشاعة الفاحشة بين الناس ، وتدمير كل القيم المرتبطة بالإسلام كالبيعة وإمارة المؤمنين  والعادات والتقاليد الحميدة الراسخة في  مجتمعنا   … هذا قصدهم القريب أما أهدافهم ومراميهم الكبيرة والبعيدة ، فهي الإطاحة بإمارة المؤمنين لأنها الضامن بعد الله سبحانه وتعالى لاستقرار المغرب ولبقاء الإسلام في هذا البلد .

إنهم جبناء على عكس ما يدعون من شجاعة  . يكفرون بأقلامهم وألسنتهم و يندسون وراء   شعورهم الباطني . وإني لأتحداهم أن يغيروا أسماؤهم ، ويدفنوا موتاهم في  مقابر خاصة بهم  غير مقابر المسلمين ، فإن فعلوا كفونا الاختلاف على الصلاة على جنائزهم . أتحداهم أن يحولوا موتاهم  إلى حفر ( قبور من نار إن شاء الله  ) مباشرة بعد موتهم،  و لا يعرجوا بها إلى مساجدنا للصلالة عليها , ويقيمون مأتمهم بعيدا عن تلاوة القرآن الكريم والأمداح النبوية ، والتذرع إلى الله لطلب المغفرة ( لموتاهم  لا غفر الله لهم ) .

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. BAHKANI
    10/07/2012 at 15:03

    Un grand chapeau a monsieur OMAR qui a su remettre la locomotive islamique sur les railles tt en donnant une bonne lecon aux TARTUFES

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.