Home»National»ما أحوج الكتب في الخزانات المدرسية والعامة إلى بطاقة القراءة الذكية على غرار قراءة الأستاذ رمضان مصباح الإدريسي

ما أحوج الكتب في الخزانات المدرسية والعامة إلى بطاقة القراءة الذكية على غرار قراءة الأستاذ رمضان مصباح الإدريسي

0
Shares
PinterestGoogle+
 

ما أحوج الكتب في الخزانات المدرسية والعامة إلى بطاقة القراءة الذكية على غرار قراءة الأستاذ رمضان مصباح الإدريسي

 

محمد شركي

 

من حسن حظ موقع  » وجدة سيتي  » أنه حظي بقلم متميز لفضيلة الأستاذ رمضان مصباح الإدريسي الذي أوتي مهارة الكتابة والقراءة معا . وأعتقد أن القراء الذين يلجون هذا الموقع ولا يعرجون على ما يكتب الأستاذ مصباح يفوتهم خير كثير إذ لا تخلو كتاباته من متعة ، وفائدة ، فضلا عن أسلوبه الراقي والشيق . توقعت أن يعلق المعلقون على مقاله  الأخير » مقنين يهودي السلطان  » كما تمنى إلا أن القراء تجاوزوا المائة ولما يعلق واحد منهم . ولما كنت أفضل المقال على التعليق وجدتني أجلس إلى منصتي كما أسميها لأثمن قراءة صاحب المقال كما ثمنت من قبل كتابته . فمن المعروف عن الأستاذ مصباح رمضان أنه  صاحب إدمان على القراءة ، وهو يتمثل جيدا قول الله عز وجل : (( اقرأ باسم ربك )) فهو يقرأ ما شاء الله باسم ربه ، وأكثر من ذلك  يجيد قنص الكتب كما يجيد قنص الطرائد. وهو مفكر منفتح على كل الثقافات ، ويقرأ للأعداء قبل الأصدقاء ،حاله كحال الذي كان غيره يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجنة ، بينما يسأل هو عن النار كياسة. وأعتقد أن المعرض الدولي للكتاب زاره خلق كثير ، ومروا بكتاب دانييل شروتر بعنوان :  » يهودي السلطان، المغرب وعالم اليهود السفرد » الذي ترجمه خالد الصغير  مرور الكرام لأن ثقافتنا تأنف من كل ما يتعلق باليهود بسبب طغيان الكيان الصهيوني  وظلمه لنا . وبعيدا عن موضوع الكتاب الذي قرأه الأستاذ رمضان ومنهجيته وترجمته ، وهي أمور أغرى قراء مقاله بها ليحملهم على قراءة الكتاب بأنفسهم ، أريد أن أتناول قضية الكتب المخزنة في خزاناتنا المدرسية أو العمومية التي قد يتصفحها المتصفح ، فيجد بعضها لا يزال يحتفظ بعذريته ،لأننا أمة لا تقرأ مع أننا الأمة المأمورة بالقراءة تعبدا وتدينا . ومع وجود نصوص تنظيمية للتعامل مع الكتب في مؤسساتنا التربوية اقتداء بالأمم القارئة ، فإننا لا نجد ما يدل على التعامل مع هذه الكتب كما درج على ذلك غيرنا . فما كتبه الأستاذ رمضان حول الكتاب الذي قرأه هو ما يجب في حق كل الكتب  التي تخزن في خزاناتنا المدرسية أو العمومية . وما كتبه الأستاذ رمضان  عبارة عن بطاقة تقنية لقراءة ذكية حول كتاب لتغري من يطلع عليها  بقراءته ، أو تحمله على ذلك حملا . وهذه البطاقة ليست مجرد فهرس كما عهدنا في الكتب بل هي تقرير لرجل خبير بفن تحرير التقارير. وليس كل الناس لهم خبرة تحرير التقارير الخاصة بالكتب لأن ذلك يتطلب إتقان القراءة ، وهي خاصية  تميز الأستاذ رمضان . وأنا أقرأ مقال الأستاذ رمضان حول كتاب يهودي السلطان استحضرت عشرات  كتب التأليف الموازي التي تغزو السوق ، حيث يهرول بعض المرتزقة بالكتابة البخسة إلى دراسة بعض المؤلفات المقررة في برامجنا الدراسية لعرض قراءتهم على ناشئتنا وليس لحملهم على قراءة المؤلفات . وودت لو حظيت مؤلفاتنا بما يشبه مقال الأستاذ رمضان لتحفز الناشئة على قراءتها حوض أن تعرض عليهم قراءتها. فما فعله الأستاذ رمضان هو إغراء ذكي بالقراءة  كما يغري صاحب الطبق الشهي إما بعرض رائحته الطيبة أو شكله الأخاذ ، في حين أن أصحاب التأليف الموازي حالهم كحال من يمضغ اللقمة ويضعها في أفواه الناشئة الذين يلتهمونها ولا يستقذرونها، لأنهم لا يتذوقون القراءة أصلا . والأستاذ رمضان خلاف العديد ممن تركوا الخدمة  من رجال التربية لا زال يمارس مهمة التربية بامتيازكما كان دائما مربيا ، فإذا ما اختار غيره التواري عن الأنظار، فإنه اختار مصاحبة  جمهور الأنترنيت من مقر إقامته في الريف الجميل واضعا تجاربه المتنوعة رهن إشارتهم .

أما تعليقي على مقاله  وأرجو أن يرقى إلى أمنيته ، فهو كالآتي :

إن الذي صنع مجد اليهودي المقنين  هو سماحة الإسلام في بلاد المغرب مذ كان. فقد يحتار القراء في تغلغل  يهود السفرد في  بلاط سلاطين المغرب ، وربما ظن بعضهم الظنون بهؤلاء السلاطين مع أن الأمر لا يعدو التزام هؤلاء السلاطين بمبادىء الإسلام السمحة التي أوصت خيرا بأهل الذمة ، مع علمهم بخبث بعض أهل الذمة الذين يستغلون  هذه الذمة للاستغناء المادي ، والتزلف للسلطة من أجل المناصب  والمفاسد . وأحسب أن الذي مكن الكيان الصهيوني من الاعتداء على الشعب الفلسطيني هو ما حظي به اليهود من ذمة في بلاد الإسلام يوم كانت البلاد المسيحية تسومهم الخسف . وخلاصة القول أن اليهود ردوا على جميل سماحة الإسلام بالخداع والمكر ،لأنهم يعيشون بعقدة شعب الله المختار ، ويظنون بأنفسهم الذكاء والشطارة ، وبالمسلمين الغباء علما بأن شعار المسلمين هو : » من خدعنا بالله انخدعنا له  » وأفضل أن يظل المسلمون على سجيتهم  وطبيعتهم وتدينهم في التعامل مع أهل الذمة  الذي صاروا يعاملوننا في وطننا كذميين ولسان حالنا قول القائل :

  » يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل  » .

 وبالأمس فقط عيرت الراقصة اليهودية الحكومة المغربية بالغباء والنفاق ،لأنها لم تحظ بالموافقة على إقامة مهرجانها الماجن  بمدينة مراكش ، ونقلته إلى اليونان . ولقد نسيت هذه الراقصة أن مثيلاتها من اليهوديات رقصن لقرون في المغرب بفضل مبدأ التسامح الديني  ، في حين لا يسمح الكيان الصهيوني المحتل  للمسلمات حتى بمجرد الدخول إلى باحة المسجد الأقصى للصلاة. وأظن أن قول المتنبي :

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته // وإن أنت أكرمت الليئم تمردا

ينطبق على الثقافة اليهودية المتنكرة لجميل التسامح الديني الإسلامي خصوصا في بلاد المغرب ، حتى صار المغرب  وشعبه يشتم ويلعن من طرف الأشقاء العرب لمجرد التزامه بمبدأ التسامح الديني مع اليهود الذي يتنكرون للجميل في الأرض المحتلة . وما سمته الراقصة اليهودية نفاق الحكومة المغربية الحالية ، وهي تقصد فتح المغرب أبوابه للسياح اليهود هو من ثمرات التسامح . وما منعت الحكومة هذه الراقصة إلا لأنها ظنت بشعب المغرب الغباء بحيث لا يعرف  قصة الراقصة اليهودية الأولى في التاريخ التي وظفت رقصها في الزمن الأول من أجل حماية عقيدتها والدعاية لها . وأخيرا لا يسعني إلا شكر فضيلة الأستاذ رمضان مصباح  الإدريسي على مقاله الشيق الذي أغراني بكتابة هذا المقال .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.